عندما تشاهد برنامجا تبثه قناة الجزيرة, يكون المحاور فيها هو' أحمد منصور' والضيف فيه هو' محمد بديع' مرشد الإخوان, فإنك يجب أن لاتكون من ضعاف القلوب التي تتيح لجميع الأحزاب والتيارات السياسية فرصة المنافسة والوصول إلي الجماهير تمت صناعته خصيصا من جانب محترفين في الدعاية, يعتقدون أنهم يعلمون شيئا عن الحرب النفسية, فلايوجد من يطالب أحد بأن يكون' أخلاقي', خاصة إذا تعلق الأمر بانتخابات برلمانية, لكن علي من يقول عن نفسه أنه أخلاقي, ويرفع شعارا دينيا, أن يبدو كذلك, وأن يبتعد عن تعبيرات مثل' إدمان التزوير', دون أن يقول كيف دخل88 عضوا من الإخوان, إلي مجلس الشعب الماضي؟ أن اللعبة الانتخابية, مثل مباريات كرة القدم, تتضمن قدرا من الخشونة, التي تحمل مسميات كثيرة, يمكن النقاش طويلا حول ماتعنيه سياسيا, ففي بعض الأحيان يوجد مايسمي' الأداء الرجولي', الذي يستميت معه لاعب في الحصول علي الكرة, دون أن يعرض نفسه أو غيره للإصابة, ومنها الأكتاف القانونية, التي يعرف الجميع أنها يمكن أن تحدث عندما يكون هناك سباق سرعة علي الكرة, التي هي الأصوات, بطريقة قد تؤدي أصلا إلي تلامس الأكتاف. المشكلة تبدأ, مع المخالفات الواضحة, التي تتعلق بالإطاحة بالكرة خارج الملعب, لكنها بسيطة إلي ماقرنت بالفاولات السياسية التي تتضمن خشونة متعمدة, أو ألعاب خطرة, قد تتحول إلي ضربات جزاء, إذا ماتمت في مربعات قريبة من الهدف يمكن أن تؤدي إلي تغيير النتيجة, لكن كل ذلك يمكن أن يخضع للتقديرات إذا كان متعمدا, حيث يمكن أن ينال من يرتكب مخالفة متعمدة, كارتا أصفر, يعني تحذيرا واضحا من تكرار الواقعة, وإلا فإن المصير سيكون الخروج من الملعب. ربما يبدو الآن, أن أسوأ مايمكن أن يحدث في المباريات, هو أن يرتكب أحدهم خطأ يؤدي إلي أن ينال كارتا أحمر, وأن يتم طرده من الملعب, لكن أسوأ مايمكن أن يجري في تقديري, هو ماكانت تقوم به أحيانا فرق شمال أفريقيا الشقيقة, ولايزال البعض يقومون به حتي الآن, وهو' تبويظ الماتش' عندما يتضح قرب النهاية أن الفريق سوف يخرج من اللعبة, من خلال شغب رأيناه جميعا مرارا من قبل, وهو مايعتقد كثير من الإخوان أنه الحل, لكن قد يتضح لهم, بعد فترة, أن أحدا لم يعد يسمع الجزيرة.