تفجرت أول أزمة في قضية ترسيم الحدود بين المحافظات في مثلث حلايب وشلاتين، بعد الإعلان عن انضمامه إداريا لمحافظة أسوان، مما أدي إلي حالة من الارتباك بين أهالي المثلث الذين ارتبطت مصالحهم وتعودوا علي التعامل مع الجهات الإدارية بمحافظة البحر الأحمر. وفيما تعيش قبائل البشارية والعبابدة في مثلث حلايب وشلاتين حالة من الارتباك، بسبب تعودهم علي التعامل مع محافظة البحر الأحمر، والخوف من التأثر ببعد المسافة مابين المنطقة ومحافظة أسوان، طالب بعض الشخصيات القيادية التي تنتمي إلي قبائل البشارية من التي تقيم في مدينة أسوان بأن تكون منطقة المثلث وما حولها ذات طبيعة إدارية خاصة، كما طالبت بتعيين نائب لمحافظ أسوان لإدارتها. وبرغم حالة الغضب المكتوم لدي مشايخ القبائل المقيمة هناك فإن البشارية فضلوا الصمت وعدم الخوض في أي تصريحات قد تثير أزمة في هذا التوقيت، وإن أكدوا مساندتهم للرئيس السيسي وحرصهم علي أن تكون مصلحة البلاد فوق أي خلافات وقال الشيخ عوض هدل أحد قيادات قبيلة البشارية التي تعيش في أسوان أن حالة القلق التي تؤرق بال أبناء العمومة في الجنوب، تنبع من حرصهم علي عدم فقدانهم للمزايا والمكتسبات التي تمنحها الدولة لهم، ومنها التعليم المجاني في مختلف المراحل، وكذا إقامة طلاب الجامعة بالمجان في المدن الجامعية، بالإضافة إلي تعودهم علي التعامل مع الجهات الإدارية بمحافظة البحر الأحمر منذ زمن طويل سواء في المستندات الرسمية أو التجارة الرائجة مابين المثلث والسودان ومصر في مختلف الأنشطة. وأشار هدل إلي أن العبابدة والبشارية ينتشرون في محافظة أسوان بأعداد كبيرة ومنذ زمن طويل، بداية من جنوب شرق مدينة إدفو حتي وادي العلاقي مرورا بمركزي كوم أمبو ودراو، وقال إن انضمام حلايب وشلاتين وأبورماد بالإضافة إلي المقيمين جنوب برنيس لمحافظة أسوان سيزيد من تعداد البشارية في المحافظة وسيكون له قوة مؤثرة في العمل السياسي والانتخابات بشكل عام وأكد أن هناك تواصلا مستمرا مع مشايخ القبيلتين هناك لإقناعهم بأن المساس بهذه المزايا شبه مستحيل. وقال قناوي دمرداش من قبيلة العبابدة، حيث كان عضوا بالمجلس المحلي بالبحر الأحمر دورتين ممثلا للجنوب أن ارتباط البشارية والعبابدة في المحافظتين ارتباطا تاريخيا، فمثلا كان وادي العلاقي يتبع لمحافظة البحر الأحمر حتي بداية الثمانينيات ثم أنضم إلي أسوان، وأضاف أن هناك عدد من الأمور المتشابكة يجب حلها قبل تطبيق ترسيم الحدود الجديدة لمحافظة أسوان وفي مقدمتها أن يطمئن المقيمين هناك علي عدم المساس بالمزايا والمكتسبات التي يحصلون عليها مثل مجانية التعليم والخدمات والكهرباء والمياه، وقال أن الحركة التجارية في حلايب وشلاتين مزدهرة وتقوم علي تجارة الجمال والمواشي والصيد في البحر الأحمر وطالب بأن تبدأ الدولة من الأن في الاهتمام بطريق أسوان برنيس الذي يتوسطه مقام سيدي أبو الحسن الشاذلي بإنشاء نقاط الإسعاف والخدمات وإنارته بالطاقة الشمسية حيث يصل طوله إلي نحو 400 كيلومترا أما هلال الدندراوي عضو مجلس الشعب السابق عن أسوان من قبيلة العباسين، فيري أن انضمام مثلث أبورماد وحلايب وشلاتين من شأنه أن يلم شمل قبائل البشارية والعبابدة، حيث لايوجد واحد منهم وإلا يرتبط بعلاقة قرابة ونسب مع المقيمين هناك، وطالب الدندراوي بالبدء في الترتيبات الإدارية التي لا تمس حقوق أي منهم، وأشار إلي أن ترسيم حدود المحافظات بهذا التصور الأفقي التنموي سيعمل علي إحداث نهضة حقيقية في محافظات الصعيد.