ينتمي صبحي لقبيلة بدوية تعلم حرفة الزراعة منذ صغره وعاش وسط عائلته حياة هادئة يكسب قوت يومه يدخر جزءا منه والباقي يشتري به مستلزمات منزله بعد أن تزوج وأصبح لديه أطفال يرعاهم. وعندما ضاقت به ذات اليد نصحه بعض أصدقاء السوء بأن يعمل في جلب الهيروين الخام من علي الحدود الشرقية للبلاد وتهريبه لمختلف محافظات الجمهورية وقتها لعب الشيطان في رأسه وبدون تردد رحب بالفكرة وبدأ اتصالاته بالعصابات التي تمتلك القدرة علي التعامل في مجال المواد المخدرة وبالتحديد السموم البيضاء. وعقد مع كبارها اتفاقاً بمقتضاه يوفرون له الكميات التي يريدها لتصريفها ووجد في البداية بعض المعوقات من جانبهم حيث تملكهم الخوف أن يكون له صلة بالأجهزة الأمنية لكن مع مرور الوقت ثبت أنه من العناصر المخلصة القادرة علي تصريف البودرة البيضاء بكميات كبيرة واستغل فترة ما بعد ثورة 25 يناير في توسيع دائرة نشاطه وفتح علاقات جديدة لترويج الهيروين بما يعود عليه بالنفع المادي وتضخمت ثروته بشكل لافت للنظر وأوهم المقربين إليه أنه يعمل في سمسرة الأراضي والحبوب الزراعية المهربة من إسرائيل حتي يدفع أي ريبة نحوه وواصل نشاطه وأغرق الأسواق بالبودرة البيضاء ولم يضع في حساباته أن ما يفعله هو جرم يضعه خلف القضبان الحديدية وبالفعل رصد رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحركاته وراقبوه مثل ظله حتي استهدفوه وعثروا معه علي كيلو جرام من الهيروين الخام موضوعه في قوالب أثناء وجوده مع قريب له في جمعية زراعية يستقلون سيارة وتم اصطحاب المتهمين لغرفة التحقيقات وتحرر محضراً بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد الخولي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعاً تنسيقياً مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بخصوص وجود أوكار نشطه يزاول من داخلها عمليات بيع المخدرات التي تؤثر سلباً علي بعض الشباب وتدفعهم لارتكاب جرائم القتل والخطف والاغتصاب والسرقة بالإكراه. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيله العميد محمد سلامة ودلت تحرياتهم أن المدعو صبحي 36 سنة مزارع ليس له أي معلومات جنائية مقيم في رفح شمال سيناء تحول منذ سنوات للاتجار في الهيروين الخام الذي يجلبه من علي الحدود الشرقية للبلاد بالتواصل مع عصابات التهريب الدولية ويقوم بنقله لترويجه في إحدي الجمعيات الزراعية التي يعمل بها صديق له من بلدته لكي يكون في مأمن من الملاحقات الأمنية وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر ويمتلك القدرة الفائقة علي إخفاء بضاعته بطرق غير تقليدية يصعب كشفها بسهولة لاسيما وأنه عند حضوره من رفح يمر علي نقاط أمنية متعددة بخلاف عبوره للمجري الملاحي للقناة لم يشك أحد فيه علي الإطلاق وأشارت التحريات إلي أن صبحي البودرجي اتفق مع صديقه ويدعي سعيد 25 سنة مزارع أن يوفر له المكان المناسب داخل المزرعة التي يعمل بها ونجح الاثنان في تحقيق هدفهما المتعلق بزيادة حجم عملائهما الذين يفدون إليهما من القاهرة الكبري ومحافظات الوجه البحري والقبلي يقصدونهما للحصول علي الهيروين وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد العقداء وجيه دعبس ومفيد فوزي وعصام جبر وحافظ مهران والمقدم علي عبدالنبي مفتشو المنطقة أكمنة ثابتة ومتحركة حول الجمعية الزراعية التي يوجدان بها مع الاستعانة برجال الشرطة السريين لجمع مزيد من المعلومات عنهما وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليهما بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي وداهموهما أثناء استقلالهما السيارة 9425 ر. م. ط وبتفتيش المتهم الأول الرأس المدبر والمستفيد من تجارة البودرة عثر معه علي قوالب منها تزن كيلو جرام وتم اصطحابه مع صديقه الثاني لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بواقعة الضبط والتحريات اعترف صبحي تفصيلياً بالاتجار في السموم البيضاء وجلبها من رفح محل إقامته وأن دور صديقه تهيئة الأجواء أمامه أثناء عملية تسليم البضاعة للزبائن في الجمعية الزراعية وتحرر المحضر اللازم بأقوالهما التفصيلية وبعرضهما علي محمد هاشم وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف هيثم فاروق مدير نيابة مركز أبوصوير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.