وزيرا الأوقاف والعمل ومحافظ القاهرة في رحاب مسجد السيدة نفيسة (صور)    وزير الخارجية البريطاني: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي أبدا    لماذا لم يحضر ترامب حفل زفاف بيزوس؟.. الرئيس الأمريكي يكشف السبب    الأدب والحكايات الشعبية مفتاح للوحدة ويمنع الانقسام والتناحر في كتاب جديد    رغم الخروج المبكر.. مدرب العين فخور بمشوار فريقه في مونديال الأندية    فيديو يقود مباحث دار السلام لضبط "ديلر الاستروكس"    بوتين: العلاقات بين موسكو وواشنطن بدأت تتحسن    تعرف على موعد وفضل صيام يوم عاشوراء    بحضور النقيب.. افتتاح مصيف المهندسين بالمعمورة بعد تطويره في الإسكندرية    محافظ كفرالشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد الضبعة بالرياض    في أول جمعة من العام الهجري الجديد.. افتتاح مسجد "آل يعقوب" بقرية سفلاق بسوهاج    ثنائي الأهلي يزين التشكيل الأفريقى المثالى لمرحلة المجموعات فى مونديال الأندية    "القومي للطفولة" يحبط زواج طفلة 14 عاما بمحافظة قنا    نيوم يتوصل لاتفاق مع جالتييه لتدريب الفريق    الرقابة المالية تستعرض تجربتها الرائدة في إطلاق أول سوق كربون طوعي مراقب ومنظم أمام وفد ليبي يضم جهات حكومية    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    جميعهن فتيات.. ننشر أسماء ضحايا حادث الإقليمي بالمنوفية    مجلس الوزراء يكشف حقيقة اعتزام الدولة خصخصة الجامعات الحكومية    السيطرة على حريق بمحول كهرباء في كفر شكر بالقليوبية    "البترول": نجاح أعمال الحفر ببئر "ظهر 6" وإضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج    الإثنين المقبل.. انطلاق فعاليات معرض الفيوم للكتاب    عبد المنعم المرصفي: التمثيل مصدر رزقي الوحيد.. وعايش على السلف لحد ما يجي لي شغل    أحمد رزق يحتفل بتخرج نجله من المدرسة.. وإيمان العاصي تعلق (صورة)    الإثنين المقبل.. المحطة الأخيرة لقانون الإيجار القديم قبل إقراره تحت قبة البرلمان    خطيب المسجد النبوي: صوم التطوع في شهر المحرم أفضل الصيام بعد رمضان    شحنة جديدة من الأدوية و15 كرسيا متحركا لتوزيعها على المستحقين بأسيوط    صحة الغربية تحقق في واقعة تبدل جثتين في مشرحة مستشفى زفتي العام    «الصحة» تطلق حملة قومية للتبرع بالدم في جميع المحافظات    نجاح أول عملية تكميم معدة لطفلة بالمنظار بمستشفى جامعة أسيوط    إيرادات الخميس.. «المشروع x» يحافظ على صدارة شباك التذاكر    كأس العالم للأندية| تفوق جديد ل صن داونز على الأهلي    ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي ب4 ملايين جنيه    الحكومة تنفي خصخصة الجامعات الحكومية وتؤكد: "مملوكة للدولة"    الرئيس اللبناني يدين التصعيد الإسرائيلي على منطقتي النبطية وإقليم التفاح    انخفاض أسعار الذهب عالميًا ومحليًا وسط هدوء التوترات الجيوسياسية    الحكومة تحدد ضوابط العمرة الجديدة لعام 1447    نيللي كريم عن «هابي بيرث داي»: فكرته لمست قلبي والسيناريو عميق    مستوطنون يعتدون على منازل جنوب الخليل.. وإصابة فلسطينية في مسافر يطا    محافظ الجيزة يعتمد المخططات التفصيلية لأحياء الدقى والعمرانية وبولاق الدكرور    السيطرة على حريق نشب فى ثلاثة سيارات ملاكى بحى شرق أسيوط    حصيلة الانزلاق الأرضي في كولومبيا ترتفع إلى 16 قتيلا    النواب يوافق على اعتماد إضافي للموازنة ب 85 مليار جنيه (تفاصيل)    طب عين شمس: توزيع المهام.. وإدارة غرف العمليات باتت جزءًا من تقييم الأطباء    المراجعات النهائية للغة الإنجليزية الثانوية العامة 2025    أسعار اللحوم البلدية اليوم الجمعة 27-6-2025 فى الإسماعيلية    الدورى الجديد يتوقف 5 ديسمبر استعدادا لأمم أفريقيا بالمغرب    محمد شريف ينتظر 48 ساعة لحسم مصيره مع الأهلى.. والزمالك يترقب موقفه    عادل إمام يتصدر تريند "جوجل".. تفاصيل    قتل 8 نساء ورجل.. اليابان تنفذ حكم الإعدام في "سفاح تويتر"    كريم محمود عبدالعزيز يتصدر تريند جوجل بسبب مملكة الحرير    ياسر ريان: طريقة لعب ريبيرو لا تناسب أفشة.. وكريم الديبس يحتاج إلى فرصة    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    قمة أوروبية.. الريال يضرب موعدًا مع يوفنتوس في دور ال16 بمونديال الأندية    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    الإيجار القديم والتصرف في أملاك الدولة، جدول أعمال مجلس النواب الأسبوع المقبل    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث
في حوار ل الأهرام المسائي: البحث العلمي بدون ميزانية أو إستراتيجية
نشر في الأهرام المسائي يوم 20 - 08 - 2014

في حوارنا معه فجر الدكتور اشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث عدة مفاجآت وقضايا مؤكدا عدم وجود استراتيجية للبحث العلمي في مصر ووصف المراكز البحثية بالجزر المنعزلة التي تعمل وفق اولويات للمشكلات الموجودة
مما يجعل عملها متضاربا ومتقاطعا في اهدار واضح للموارد والامكانيات والجهود مطالبا بمجلس اعلي مسئول‏.‏
وأكد شعلان ان المركز لديه مشروعات بحثية في مراحل متقدمة لامراض الكبد والسرطان لكن لا يمكن الاعلان عنها حتي لا نقدم آمالا للمرضي في الوقت الذي قد تستغرق هذه الابحاث وقتا نظرا لعدم وجود الامكانيات المادية التي تعد عائقا كبيرا امام الباحثين مشيرا الي عدم وجود ثقافة لدي القطاع الخاص في مصر فيما يتعلق بجدوي البحث العلمي في حل المشكلات القائمة‏.‏
وإلي نص الحوار‏:‏‏
*‏ في البداية ماذا عن تصريحكم بخصوص وجود حلول لجميع مشكلات مصر وما الذي يمنع من حلها حتي الان ؟
‏**‏ نحن بالفعل لدينا حلول لكل مشاكل مصر خاصة الرئيسة حاليا مثل مشكلات الطاقة وندرة المياه والامراض المنتشرة مثل السرطان والسكر والكبد وما يتعلق بكون هذه الحلول في الادراج او خرجت للواقع العملي فهناك جزء بالفعل في الادراج وهذا معناه ان المستفيد النهائي بهذا البحث لم يتشجع او ظروفه لم تسمح بتطبيق نتائج البحث في الوقت الحالي ولكن ليس معني هذا انه لن يتم تطبيقها مستقبلا فلكل شيء وقته فهناك ابحاث تم تطبيقها وابحاث قيد التطبيق وابحاث تنتظر التطبيق‏.‏
‏*‏ ومن هو هذا المستفيد ؟ هل هو القطاع الخاص ام الحكومي ام المواطن العادي ؟
‏**‏ الجميع فهناك اجهزة حكومية هي المستفيدة من بعض الابحاث لطبيعة نشاطها مثل محطات مياه الشرب وهناك ابحاث يستفيد منها المستثمرون ورجال الصناعة مثل ابحاث المواد والخامات وهناك ابحاث خاصة في مجال الخدمات يمكن ان يكون المستفيد منها هو المواطن العادي مثل ابحاث التصنيع الزراعي للمزارعين الصغار ولنا تجربة في محافظة شمال سيناء بوحدات تصنيعية صغيرة لعمل المربي والصلصة وغيره وبالفعل هناك انتاج يباع في الاسواق لفتح ابواب رزق للمصريين في المحافظات المختلفة واحداث تنمية بها‏,‏ كما ان لنا مشاركات طبية حيث نجري مسحا طبيا في منطقة ما لمعرفة النقص في الحالة الغذائية لأهل هذه المنطقة وكيفية الوقاية من امراض سوء التغذية او امراض متوقعة بها‏.‏
‏*‏ اين تم تطبيق هذا المسح مؤخرا ؟
‏**‏ في جنوب سيناء حيث اجرينا مسحا واكتشفنا نقص عنصر اليود الذي يمكن ان يتسبب في مرض معين واوصينا باضافة عنصر اليود بطريقة معينة للغذاء في هذه المنطقة وقد يكون هناك مناطق اخري تتطلب هذه الاضافة ايضا‏.‏
‏*‏ ومن خاطبتم في محافظة جنوب سيناء لذلك هل وزارة الصحة أم المحافظة ؟
‏**‏ المحافظ والوزارة لانهما الجهتان المسئولتان عن هذا الامر‏.‏
‏*‏ في العديد من دول العالم المتقدم يكون هناك جزء من موازنات القطاع الخاص سواء مصانع او شركات للابحاث العلمية المتخصصه في مجال عمله بحيث يمكنه الاستفادة من نتائجها في حل مشكلاته القائمة فما الذي يمنع ان يحدث ذلك في مصر للمساهمة في حل مشكلة ضعف موازنة البحث العلمي من الدولة ؟
‏**‏ للاسف هذه ثقافة لم يتم تأصيلها في مصر ولو تحدثنا بالنسب فسنجد في اوروبا هناك اكثر من‏50%‏ مما ينفق علي البحث العلمي يأتي من المستفيد النهائي في القطاع الخاص وتزيد هذه النسبة في الولايات المتحدة الامريكية لتصل الي اكثر من‏60%‏ من الانفاق علي البحث العلمي‏.‏
‏*‏ وكم تصل هذه النسبة في مصر ؟
‏**‏ لا شيء لكننا نقوم بتسويق ابحاثنا فمثلا خلال العام الماضي سوقنا ابحاثا وخبرات وخدمات من المركز القومي للبحوث ب‏18‏ مليون جنيه وهذا رقم صغير جدا ولكن بالمقارنة بخمس سنوات سابقة كان‏5‏ ملايين جنيه فقط‏.‏
‏*‏ في رأيك لماذا هذا الاحجام من القطاع الخاص عن المشاركة في تمويل البحث العلمي ؟
‏**‏ هذه ثقافة ليست موجودة عندنا فما يبحث عنه القطاع الخاص ليس نتائج ابحاث تفيد مجاله ولكنه يبحث عن شركة مصنعة للتكنولوجيا ليستورد هذه التكنولوجيا بمن يقومون بادارتها وتطويرها وحين تصل هذه التكنولوجيا الي القدم يقوم ببيع خطوط الانتاج الموجودة لمصانع او شركات اصغر او اقل في الجودة ويقوم بشراء التكنولوجيا الجديدة في تطوير لا يعتمد علي البحث العلمي المحلي‏,‏ ونحتاج تغيير هذه الثقافة بنتائج واقعية فمثلا جاء لي رجل صناعة في مجال السيراميك وشرح مشكلته حيث لا يزيد انتاج مصنعه من الفرز الاول عن‏10%‏ والباقي فرز ثاني وثالث وهذا حسب المعدلات العالمية قليل جدا وغير اقتصادي وشكلنا له لجنة قامت بدراسة المشكلة في جميع محطات الانتاج من الخامات وحتي الانتاج وتم حل المشكلة وهذا مثال لرجل اعمال مستنير ولكن هذه حالة فردية وجاء بعد مشكلة لديه للمكان المناسب الذي لديه الحل فهذه ثقافة بالفعل يجب ان يتم تأصيلها ولها شقان الاول يأتي من الباحثين ونحن نسير في هذا الطريق لتكون ابحاثنا جميعها تطبيقية وليست مجرد ابحاث للابحاث فقط فليس لدينا الرفاهية المالية لنعمل بحثا علميا ليس تطبيقيا لحل مشكلات قائمة فهذه مرحلة لاحقة عندما نصل لدرجة من التطور والشق الثاني تقع مسئوليتها علي المستفيد الذي من المفترض عندما يجد البحث العلمي في بلده سيطور له منتجه فعليه ان يثق به ويتعامل معه ويدعمه ووسائل الاعلام هي الوسيط بين الاثنين لتكتمل المنظومة‏.‏
‏*‏ إذا تحدثنا عن المشكلات التطبيقية في مصر وهي كثيرة فأهمها الأمراض المتوطنة في مصر مثل فيروس سي الذي تعد مصر من اعلي البلدان اصابة به فماذا فعل المركز القومي للبحوث في هذه المشكلة ؟ وما هي المراكز التخصصية في المركز لحل مشكلات مصر القائمة ؟
‏**‏ سأبدأ بالجزء الثاني من السؤال فلدينا تخصصات طبية مثل الوراثة البشرية والهندسة والطبيعة والزراعة وابحاث الامراض البيطرية والنسيج والكيمياء العضوية وغير العضوية والبيئة وطب الاسنان وغيرها‏,‏ وفي مجال الامراض ومنها فيروس سي فدورنا كمركز قومي للبحوث نقوم حاليا بتطوير مصل للوقاية من فيروس سي وهذا بحث البلد في امس الحاجة اليه وانا لا اريد ان اتكلم عن ذلك او اعلن عنه قبل الانتهاء منه لان المرضي تتعلق بآمال وتتخيل ان البحث اليوم سينتج غدا والبحث العلمي ليس كذلك وهناك معوقات قد تحدث في الطريق فنحن نعمل في هذه الابحاث منذ فترة واحتجنا‏5‏ قرود شمبانزي لاجراء ابحاث عليها لان هذا الحيوان الاقرب للانسان في هذا المجال وكان سعر الشمبانزي الواحد ب‏70‏ الف جنيه وفشلنا في الحصول علي تمويل لشراء ال‏5‏ قرود شمبانزي فتوقفنا فترة وكان ذلك في‏2006,‏ وبالتأكيد لدينا ابحاث في مجال الامراض المتفشية في مصر مثل فيروس سي والسرطان ولكن لا نعلن لان المرضي خاصة في الامراض المزمنة تتعلق ب قشة ونحن لم ندخل في مرحلة التنفيذ او التصنيع‏.‏
‏*‏ هل مازلنا في المراحل الاولية ام وصلنا لمرحلة متقدمة يمكن ان تكون بشرة خير لهؤلاء المرضي ؟
‏**‏ لا بالعكس فقد وصلنا لمرحلة التجربة الاكلينيكية علي المرضي بعد ان انتهينا من كافة المراحل المعملية فنحن نعمل منذ اكثر من‏10‏ سنوات ونتمني الا تحدث معوقات الفترة القادمة‏.‏
‏*‏ كم تبلغ ميزانية المركز ؟
‏**‏ ميزانية المركز تنقسم لثلاثة اجزاء الجزء الاكبر منها والذي يصل الي اكثر من‏80%‏ هو جزء المرتبات للعاملين بالمركز وما يتم انفاقه بالفعل علي البحث العلمي جزءان الاول ما ينفق علي المواد من كيماويات ومستلزمات وزجاجات وكهرباء وعمالة موسمية حوالي‏20‏ مليون جنيه وتقريبا نسبة النمو فيه علي مدار السنوات شبه منعدم وكان ينفق من هذا المبلغ‏5‏ ملايين فقط ينفق علي البحث العلمي كمستلزمات واستطعنا ان نصل بها حاليا الي‏10‏ ملايين جنيه والجزء الاخير يتم انفاقه علي الانشاءات والاجهزة ويصل الي‏60‏ مليون جنيه بعد ان كان لا يتجاوز‏23‏ مليون جنيه وهذه طفرة شبه مرضية لنا حاليا ولكن نحتاج الي زيادتها مستقبلا وبذلك نجد ان الجزء الثاني هو ما يسبب لنا غصة ونحتاج زيادته بشكل سريع حيث ان ال‏10‏ ملايين جنيه ننفق منها علي‏5000‏ شخص يعمل بالمركز منهم‏3000‏ من اعضاء هيئة البحوث اي من يحملون درجة الدكتوراه و‏2000‏ من الهيئة المعاونة اي لديهم ماجستير وبذلك فان المبلغ في ظل الاسعار الحالية للمستلزمات والكيماويات هو مبلغ زهيد جدا ويتسبب في ان كل الطاقات لا يتم استغلالها‏,‏ ولكن في ظل هذه الازمة هناك قصص نجاح كثيرة منها علي سبيل المثال اننا استطعنا ببراءة اختراع تطوير تكنولوجيا بسيطة للتخلص من قش الارز بعيدا عن حرقه بادخاله في صناعة لب الورق والمبيدات الحشرية بدون اي مخلفات وهذا نتاج بحثي مثالي لحل مشكلة قائمة وايجاد ربحية بتكلفة بسيطة يمكنها ان تكون مشروعا ناجحا بأقل التكاليف‏.‏
‏*‏ وماذا عن تسويق مثل هذا البحث ؟
‏**‏ بالفعل تمكنا من عرض هذا النموذج الذي تم انجازه بالمزرعة التابعة للمركز بمنطقة النوبارية علي المحافظات التي بها مشكلات قش الارز ولم يقتنع سوي محافظ كفر الشيخ وبمساندة صندوق العلوم والتكنولوجيا لتمويل وحدة تجريبية بالمحافظة للمساعدة في نشر هذه التكنولوجيا بعد نجاحها بالمحافظة في محافظات اخري‏.‏
‏*‏ هل المركز له فروع في محافظات مصر ؟
‏**‏ ليس لنا فروع بالمحافظات ولكن لنا مزرعة تجريبية بالنوبارية ومزرعة صغيرة مساحتها‏26‏ فدانا تابعة لوزارة الزراعة ونقوم بتمويلها من ميزانية المركز لعمل مزرعة نموذجية متكاملة في جنوب سيناء حيث نقوم بالزراعة بمياه محلاة بالطاقة الشمسية وتربية ماشية واستزراع سمكي في احواض والمياه الناتجة منها يتم ري الارض بها لتكوين دائرة زراعية في نطاق المزرعة ودائرة اكبر في المنطقة المحيطة بالمزرعة لعمل تنمية محلية بصناعات لها علاقة بالمكان مثل النسيج من الاصواف المشهورة بها سيناء فقمنا بتطوير هذه الصناعات وتدريب الناس هناك لانتاج منتج حديث بتقنيات جديدة الي جانب عمل مسح صحي للمواطنين واكتشاف الامراض مبكرا لاننا في النهاية هدفنا البشر اولا وكل ذلك في إطار اننا جهة بحثية ولسنا جهة تنفيذية‏.‏
‏*‏ وما الذي يمنع الجهات التنفيذية من تطبيق ذلك ؟
‏**‏المانع المادي اولا ولكن المانع الاساسي هو عدم وجود استراتيجية للبحث العلمي في مصر ولنجاح اي تجربة لابد ان توضع في نظام دقيق وهنا لابد ان نعرف لماذا العلماء المصريون انجازاتهم دائما اكبر في الخارج لان الفارق في النظام العام ونحن في مصر نحتاج في المرحلة القادمة لاستراتيجية متكاملة للبحث العلمي‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك اننا لا يوجد لدينا استراتيجية واضحة للبحث العلمي في مصر ؟
‏**‏ بالفعل لا يوجد لدينا استراتيجية واضحة للبحث العلمي ولم يوجد من قبل ولكننا كنا نعمل وفق اولويات فقط لمشكلات مصر الموجودة بالفعل وكل مركز بحثي يعمل وفق امكانياته سواء كان المركز القومي للبحوث او اي مركز بحثي او الاقسام العلمية بالجامعات المصرية ولكن لا يوجد اي تنسيق بين كل هذه الجهات ويمكن في هذه الحالة ان يكون هناك تضارب وتكرار غير مطلوب وغير مفيد يضيع امكانيات ومجهود وموارد مالية هي بالفعل ضعيفة‏,‏ فلابد من جهة عليا تضع استراتيجية واضحة وتحدد لكل جهة بحثية مناطق التميز بها للعمل بالتنسيق مع المراكز الاخري للحصول علي اعلي نتائج‏.‏
‏*‏ ألا يوجد مجلس اعلي للعلوم والتكنولوجيا وهو المسئول عن ذلك ؟
‏**‏ بالفعل يوجد المجلس الاعلي للعلوم والتكنولوجيا الذي انشيء في اواخر‏2007‏ وبدأ اجتماعاته اوائل‏2008‏ ومنذ ثورة‏25‏ يناير لم يجتمع حتي الان وحتي حينما اجتمع في البداية وضع اولويات ولم يضع استراتيجية التي لابد لها من رؤية واهداف وآليات التنفيذ وتحديد الموارد المالية وسائل القياس لتحديد مراحل الانجاز في التنفيذ وآليات الثواب والعقاب وذلك كله للنهوض بالبحث العلمي في مصر بشكل كبير وسريع‏.‏
‏*‏ ماذا عن اكاديمية البحث العلمي وما الرابط بينها وبين المركز القومي للبحوث ؟
‏**‏ الاكاديمية ليست جهة تنفيذية ولكنها في الاساس للتخطيط الاستراتيجي بجانب دورها في اعطاء براءات الاختراع وبها عقول من جميع المراكز البحثية في مصر لتشكيل لجان من المفترض ان تقود مسيرة البحث العلمي عن طريق المجالس النوعية ولكنها غير مفعل دورها بشكل كاف ومواردها المالية محدودة‏.‏
‏*‏ وماذا عن الرابط بين الاكاديمية والمركز القومي للبحوث والمراكز العلمية في الجامعات المصرية ؟
‏**‏ لا يوجد رابط علمي فلا اعلم ما الذي يتم من ابحاث في مركز البحوث الزراعية مثلا ولا يوجد رابط بينه وبين شعبة الزراعة بالمركز القومي للبحوث وبالعكس هو لا يعلم ما الذي يتم من ابحاث بالمركز القومي لانه لا توجد جهة لديها استراتيجية تعلن عن ما يحدث من ابحاث في كل جهة بحثية مما يتسبب في التضارب واهدار الموارد والمجهود‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك ان المراكز البحثية في مصر عبارة عن جزر منعزلة ؟
نعم بالفعل هي جزر منعزلة ولن يتم حل هذه المشكلة الا باستراتيجية واضحة للبحث العلمي في مصر‏.‏
‏*‏ ما عدد براءات الاختراع التي يحصل عليها المركز القومي للبحوث كل عام ؟
‏**‏ حوالي‏25%‏ من عدد براءات الاختراع التي تحصل عليها مصر ويتراوح عددها ما بين‏10‏ او‏16‏ براءة اختراع في العام فالمصريون حتي العام الماضي كانوا يحصلون علي حوالي‏48‏ براءة اختراع في العام واكاديمية البحث العلمي هي الجهة المنوطة باعطاء براءات الاختراع‏.‏
‏*‏ بالنسبة للاجهزة والمعامل في المركز ما مدي تطورها وتحديثها ؟
‏*‏ بالتأكيد في الفترة الماضية كان تحديثها صعبا جدا فكنا ننفق حوالي‏10‏ ملايين جنيه سنويا علي تحديث المعامل وهذا مبلغ زهيد جدا وحاليا ننفق حوالي‏50‏ مليون جنيه في العام علي التحديث ولكننا نطمح في اكثر من ذلك لان هناك معامل كثيرة تحتاج الي تحديث والعلم شيء ديناميكي في تطور مستمر فالتخصصات تتطور او يتم استحداث تخصصات جديدة مثل تكنولوجيا النانو تكنولوجي لذلك قمنا ببناء مبني كامل لمراكز التميز والمعامل الجديدة للبحوث الطبية والوراثة البشرية وغيرها من العلوم المتقدمة وابحاث النسيج بعضها انشيء وانتهي وبعضها قيد الانشاء والخبرات جميعها موجودة‏.‏
‏*‏ وماذا عن التعاون بين المركز والمراكز البحثية العالمية خاصة في الدول المتقدمة ؟
‏*‏ بالتأكيد فنحن منفتحون علي العالم المتقدم وهناك مشروعات مشتركة بما يفيد مصر والدولة التي نتعاون معها وهناك بعثات لهذه الدول لشباب الباحثين وهناك نقطة يجب ان نؤكد عليها فيما يتعلق بشباب الباحثين فنحن في المركز لا نعطي درجات الماجيستير والدكتوراه وانما الجامعات المصرية فعندما انشيء المركز عام‏1956‏ انشيء ليكون الباحثون به متفرغين للبحث العلمي ولا يوجد لديهم اعباء تدريسية واعباء اخري واليوم الطلبة الموجودون والبالغ عددهم‏2000‏ طالب للماجيستير والدكتوراه يدفعون مصاريف جامعية قد تصل الي‏17‏ الف جنيه في العام والمركز ليس لديه الميزانية للمساهمة في هذا الامر وانما يساهم في الانفاق علي بحثه العلمي فقط ولذلك هناك الان صداع اسمه المصاريف الدراسية للطلبة لانه عبء شديد علي صغار الباحثين واتمني حل الامر في الفترة المقبلة لانه يجعل الطلبة غير متفرغين للبحث العلمي‏.‏
‏*‏ كيف تواجهون مشكلة سرقة الابحاث العلمية ؟
‏**‏ هذه حالات فردية جدا لا نقيس عليها ونادرا ما تحدث في مصر واذا كان هناك حوالي‏1600‏ بحث دولي منها بحث او اثنان بهما عدم امانة علمية فهذا شيء لا يذكر‏.‏
‏*‏ ماذا عن البحث العلمي في عام حكم الاخوان المسلمين ؟
‏**‏ لم يختلف شيء فنحن جهة علمية تخدم مصر في حل مشكلاتها‏.‏
‏*‏ ما دور المركز في حل مشكلة اتجاه الدولة لاستخدام الفحم الذي لاقي اعتراضا بيئيا كبيرا ؟
‏**‏ هذا التخصص غير موجود بالمركز لذلك لا استطيع اعطاء رأي علمي به ولكن لدينا تخصص في تلوث الهواء يمكن الحديث مع المتخصصين به‏.‏
هناك اتجاه من الدولة لمشروعات قومية في الفترة المقبلة فما دور المركز القومي للبحوث ؟
لدينا ابحاث في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية مياه البحر التي لدينا مشروع طموح جدا فيه نعمل به منذ سنوات وانتهينا من النتائج الاولية ودخلنا في مرحلة وضع تصميمات لفلاتر المياه التي تعمل بها المحطات وقريبا ستعلن النتائج‏.‏
‏*‏ وماذا عن الابحاث الخاصة بمشكلة الصرف الصناعي في مياه النيل ؟
‏**‏ الصرف الصناعي يمكن ان يستخدم في الظهير الصحراوي لزراعة نباتات لانتاج الطاقة ولدينا مشروع لتقديمه للقيادة السياسية خلال الفترة المقبلة‏.‏
‏*‏ هل تطلب الوزارات المختلفة التعاون مع المركز في حل مثل هذه المشكلات ؟
‏**‏ نادرا ما يطلب منا ذلك وفي الاغلب نحن نعمل وفق استشعارنا بالمشكلات التي تمر بها مصر ونقدمها للجهات المعنية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.