على مدى التاريخ. بقيت السمة التى تميز الشعب المصري هى الأخلاق الحميدة. حيث كان يضرب المثل بأهل المحروسة فى الطيبة والكرم والشهامة، لكن شأن كل الأشياء الجميلة، اندثرت هذه الصفات ولم يبق فيها سوى أثر بعد عين. وأصبح المجتمع يعانى ترديا على جميع المستويات لاسيما فى السنوات الثلاث الأخيرة. أمنيا واقتصاديا وأخلاقيا. وبات الشارع المصري يئن بكل أشكال وألوان الانفلات لاسيما الأخلاقى فيها والسبب ببساطة شديدة. دراما فاضحة. غلو دينى. وسائل اعلام مغيبة. وأسرة لا وجود لها. - "الأحزاب تعمل فى قلب الشارع. وأعضائها أغلبهم شباب. ودورها لا يذكر": على الرغم من الدور الكبير الذى من المفترض أن تقوم به الأحزاب مع الشباب للمشاركة فى حل المشكلة إلا أنها تقف مكتوفة الايدى كل ما يعينها حشد كل قوتها من أجل أهدافها فقط يقول الدكتور ياسر الهضيبى نائب رئيس حزب الوفد إن دور الأسرة والمؤسسات الدينية أهم وأكبر وأعمق من دور الأحزاب فى عودة الأخلاق المفقودة لمجتمعنا ورغم ذ لك لابد أن تقوم الأحزاب بدور ايجابى مع الشباب الذين ينتمون إليها بتعريفهم بالأسباب التى أدت إلى الانفلات الاخلاقى وطرق معالجته والتغلب عليه وان نعلى حب الوطن على أى مصلحة أخرى، مشيرا إلى أن حزب الوفد لديه لجنة معنية بتثقيف الشباب وعقد دورات فى المحافظات المختلفة لشرح خطورة الانفلات الاخلاقى وانه اخطر من الانفلات الامنى، معلنا أن الأحزاب تعمل فى الشارع ودرجة التحامها بالشباب كبيرة فضلا عن أن معظم أعضائها الجدد من الشباب بعد أن اقر الدستور الجديد وجود نسبة من الفئات الملائمة ضمن قوائم الأحزاب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لذلك فان كل حزب سياسى يقع على عاتقه مسئولية تثقيف شبابه والسعى لتوسيع الدائرة بتثقيف أعداد كبيرة من الشباب قدر المستطاع يرى أحمد عبد الهادى حزب شباب مصر أن الأحزاب من المفترض أن يكون لها دور أكثر من مؤسسات الدولة لأنها تعمل فى قلب الشارع وتعمل على تعبئة الرأى العام نحو هدف وطنى يحقق المصلحة الوطنية، موضحا أن الدور التثقيفى الذى تقوم به الأحزاب التواصل مع الجميع وتوضيح ان هناك شبابا اكتسبوا سلوكيات سلبية أثرت على المجتمع لإقناع رجل الشارع بأن مثل هذه السلوكيات سوف تؤثر على الأبناء وان هناك خطرا يهددهم بشكل عام ولا يمثل تهديدا مقصورا على الدولة فقط، مضيفا أن الأسرة يقع عليها دور كبير فى استعادة الأخلاق المفقودة التى يتمتع بها الشعب مع توعية المواطنين بخطورة الموقف فى حالة استمرار الانفلات الاخلاقى والتى سوف تحاول الجماعات الإرهابية أن تنفذ من خلاله لتهديد امن واستقرار الدولة أضاف أن الانهيار الاخلاقى سوف يسوقنا إلى الانفلات فى كل القطاعات لتدخل الدولة فى مشكلة وصراعات داخلية تجعلها فريسة لزرع بعض الفق وتهديد امنها الداخلى والخارجى، لذلك لابد من سرعة تلخص المجتمع من الأخلاق السيئة التى أصبحت سمة أساسية فى مجتمعنا من اجل المحافظة على الجميع من الانهيار والمجتمع فى التحديات التى تواجهه، مشيرا إلى ضرورة أن تستعيد الأحزاب دورها بإقناع الشارع بالعودة إلى الأخلاق الحميدة حفاظا على الأبناء والوطن معا بالتخلص من الخلايا السرطانية التى واكبت الانفلات الامنى، مشددا على ضرورة قيام وسائل الأعلام الخاصة والحكومية والأحزاب بحالة تعبئة للمواطنين للإسراع فى القضاء على هذه الآفة التى انتشرت النار فى الهشيم مع وجود خطط استراتيجية قومية تتولى تنفيذها بعض الوزارات المعنية فى مقدمتا التربية والتعليم عبر مؤسسات المختلفة والثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة المنتشرة فى معظم أرجاء الجمهورية والشباب والرياضة من خلال مراكز الشباب فيما قال الدكتور عبدالمنعم الاقصرى رئيس حزب الخضر الأسبق أن الأحزاب غير موجودة على الساحة السياسية ولا يوجد لها قواعد شعبية منذ أيام صفوت الشريف وزير الأعلام الأسبق لتتحول إلى أحزاب على الورق فقط ليس لها دور فى خدمة المجتمع، موضحا أن الأخلاق تربية معنى بها المنزل والتعليم يقع على عائق الدولة من خلال الوزارة المعنية بهذا وأصبح لا يوجد لدينا تربية ولا تعليم لتدخل الدولة فى انحرافات شديد تسببت فيها عوامل عديدة منها الفقر والفروق المجتمعية الكبيرة بين الناس وبعضها البعض والسياسات الخارجية التى تبث سمومها من بعض الدولة المعادية. - "رجال الدين": - د. أحمد عمر هاشم: مصر ستعود أمنة مطئنة. والفضل ل"تحيا مصر": - د. محمود عاشور: الأخلاق الحسنة تحقق السعادة ورضاء النفس لصاحبها: - د.أحمد كريمة: تفعيل دور الأسرة. تعديل الخطاب الدينى. حلول للمشكلة: "من أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه "حديث شريف لسيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"، أكد من خلاله أن الأخلاق أساس كل شيء لتكوين أسرة مبنية على مبادئ وقيم صالحة حتى تخرج لنا أجيالا تتحلى بمكارم الأخلاق، رجال الدين ارجعوا تدنى الأخلاق بعد الثورة إلى وجود قصور شديد من مختلف مؤسسات الدولة وحملوها كامل المسئولية الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق يقول إن مصر تعود الآن امنة مطمئنة وسوف يسودها الاستقرار بعد أن قام المشير عبدالفتاح السيسى بقيادة الوطن وفتح باب التطوع "لتحيا مصر" من أجل إنعاش الاقتصاد، لافتا إلى قيامه بالعمل فى مشروع قناة السويس الجديدة التى سوف توجد ألاف الفرص، وتزيد من الدخل القومى للبلاد، وقد أجابه الشعب سعيا إلى الاستقرار الذى سيعيد كل شيء ومن ضمنها الأخلاق التى انحدرت بعض الشيء بعد الثورة وما واكبها من انفلات فى كل شيء، مشيرا إلى أن مصر الآن تسير نحو الطريق الصحيح رغم الأصوات التى تحاول أن تخرجها عن تركيزها إلى طريق آخر، ولكن مصر يحفظها الله وسوف تعبر الأزمات إلى بر السلامة رغم أنف الحاقدين وتعود إليها الأخلاق رويدا، ويزيد كلما زاد الاستقرار ودارت عجلة الإنتاج إلى الأمام أما الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق قال "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا "قال سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" "بعتت لأتمم مكارم الأخلاق" حيث يريد رسولنا الكريم أن يتم مكارم الأخلاق فى نفوس أمته والناس أجمعين، وقال أيضا "ما من شيء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن"، كما يريد أن يتعامل الجميع بقانون الخلق الحسن لأن تحلى الإنسان بالأخلاق الحسنة يؤدى به إلى تحقيق الكثير من الأهداف الجميلة، ومنها رضاء وسعادة النفس فضلا عن أنها ترفع من شأن صاحبها وتنشر الألفة والحب بين أفراد المجتمع، مشيرا إلى أنه ينبغى على وسائل الإعلام المختلفة والمد ارس والجامعات والمساجد والكنائس أن يعلموا وينشروا تعاليم الدين الصحيح ويخصصوا مساحات لعقد ندوات تتحدث عن الأخلاق والتركيز على الأحاديث التى تدعو إلى ذلك، مع نشر ثقافة مكارم الأخلاق وإيجاد القدوة الصالحة والأسوة الحسنة من الآباء والدعاة والأساتذة داخل المدارس والجامعات مع توجه الإعلام للألتزام بالدعوة إلى كريم الأخلاق وجميل الصفات مع الابتعاد عن الإسفاف والتبدل الخلقى فى الكلمة والصورة، وكل ما يناقض أخلاقنا الإسلامية يرى الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن القيادات المسئولة عن التعليم العام والتعليم الدينى أو الدعوة أو الإعلام الدينى ليست على قدر المسئولية، لذلك إصلاح التعليم الدينى والعام وتنشيط الدعوة والتركيز على حث الجميع على التحلى بالأخلاق وتفعيل دور الأسرة أهم سبل عودة الأخلاق بعد أن فقدنا القدرة فى المؤسسات التعليمية لتخريج أجيال تتحلى بالأخلاق، موضحا أن الخطاب الدعوى الحالى يدور حول العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة دون التحدث عن الأخلاق ومكارمها ونسى البعض أنه بدون أخلاق المجتمع لا شيء، مؤكدا أن القران الكريم ذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذلك معظم الناس التى تؤدى الصلاة لا ترتفع فوق رءوسهم لأن الصلاة بالنسبة لهم شيء والأفعال شيء أخر، وقد مدح الله نبيه قائلا له "إنك لعلى خلق عظيم"، قال الرسول محمدا "صلى الله عليه وسلم" "ما عمل ابن أدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن"، وقال أيضا "إن أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وخيركم إسلاما أحاسنكم أخلاقا إذا فقهوا ذم الخلق" أضاف أن الإعلام الدينى لابد أن يركز على الجوانب التى تعطى للنشء والشباب المثل والقدوة الحسنة، ولذلك لابد أن تركز مدارس التربية القلبية مثل الصوفية على الأخلاق بدلا من التركيز على الشخصيات الإسلامية وحدها، وموضحا أن الأسرة لها دور كبير وفعال فى تربية الشباب تربية أخلاقية سليمة بعد أن غاب دور الوالدين عن المنزل بسبب انشغالهما بالعمل لتحقيق مكاسب مالية دون الانتباه إلى الثروات الموجودة داخل المنزل ولابد من المحافظة عليها، فأصبحت الأم غير ذات فاعلية فى التربية والإخوة يتعاملون بالنقيض فى تعاملاتهم مع بعضهم البعض، مضيفا أن الإعلام والأفلام والمسرحيات والتمثيليات تتحمل الوزر الأكبر فيما وصل إليه الشباب من تدنى الخلق بعد انتشار الألفاظ البذيئة والصور الخادشة للحياء، فى الوقت الذى لا تهتم مؤسسات مهمة بالدولة بالجانب الأخلاقى خاصة أن وزارة الثقافة معنى بها تثقيف الشعب لا تهتم بالناحية الأخلاقية وترسيخها فى نفوس الجميع، كما أن مراكز الشباب تهتم بالجانب البدنى أما الجانب المعنوى فبعيد عن اهتمامات مسئوليتها. - "خبراء الإعلام": - د. ماجى الحلوانى: مراعاة المبادئ الأخلاقية بعدم نشر الألفاظ البذيئة: - د. حسن مكاوى: إعلاء قيمة العمل وزيادة الإنتاج. واحترام الأخر: - د. ليلى عبدالمجيد: ما نعيشة فوضى بكل المقاييس. وحان الوقت لكى نفيق: فضحت الدراما التليفزيونية الأعلام ودوره فى خدش الحياء وفرض ألفاظ غريبة على الأسرة وخاصة أنها وسائل تقتحم البيوت بدون استئذان بعد الكم الكبير من المسلسلات التى أذيعت خلال الفترة الماضية والتى لم تخل من الالفاظ البذيئة والمشاهد الساخنة. الدكتورة ماجى الحلوانى عميدة كلية الأعلام بجامعة (c.i.c) تقول إن هناك مجموعة كبيرة من الإجراءات لابد أن تقوم بها وسائل الأعلام المختلفة وخاصة المرئية لإعادة الأخلاق المفقودة إلى المجتمع مرة أخرى منها عدم عرض الالفاظ البذيئة لإعادة الأخلاق المفقودة إلى المجتمع مرة أخرى منا عدم عرض الألفاظ البذيئة فى البرامج والمسلسلات والأفلام ومراعاة المبادئ الأخلاقية عن عرض اى عمل فنى بعد أن أصبحت الأعمال الدرامية سيئة للغاية وتتضمن العديد من الالفاظ السوقية التى تخدش حياء المجتمع، مطالبة من كل مخرج سينمائى وممثل رفض الألفاظ التى تحض على الرذيلة وارتكاب الأعمال الإجرامية وحذفها من الأعمال الفنية والمختلفة وتقديم فن راق نظر لأن المشاهد من حقه على وسائل الأعلام أن يشاهدا فنا راقيا بعيدا عن الإسفاف بعد أن أصبحت الالفاظ البذيئة أمورا دارجة فى مجتمعنا أضافت أن للأسرة دورا كبيرا ومهما فى تربية الأولاد تربية سليمة ولكن دخول التليفزيون كل بيت بدون استئذان فرض الدراما السوقية على أبناء الذين أصبحوا يتحدثون بنفس لغة هذه المسلسلات والأفلام والتى كانت من الأسباب الحقيقية لحدوث انفلات اخلاقى رغم أن هناك دراما جيدة وهادفة تعمل إلى خدمة المجتمع إلا أن الغالبية العظمى من الدراما التى تعرض حاليا سيئة وتقدم لنا أسوأ متا فى المجتمع، معلنة أن الدراما اللبنانية تفوقت على مثيلتها التركية وسحبت من تحتها البساط بتقديمها فنا راقيا وصورا بديعة بعيدا عن الإسقاط والإسفاف والألفاظ البذيئة والمشا هد الجنسية الرخيصة. قال الدكتور حسن مكاوى أستاذ الأعلام جامعة القاهرة إن المجتمع حدث به تدهور شديد فى المنظومة الثقافية المصرية بصفة عامة، وبمعنى أوضح تغيير فى أسلوب الحياة التى يعيش فيها المصريون من قيم وتقاليد وأصبحت ثقافة الزحام هى السائدة بأن كل فرد يريد أن يطرح غيره جانبا من اجل مصلحته الشخصية، معلنا أن الانفلات الاخلاقى اظهر لنا كل ما فى الشعب المصرى من سنوات خلال الفترة التى أعقبت الثورة وحتى الآن واكبا انحدار فى مستوى التعليم مع وجود تفكك أسرى بشكل غير مسبوق لندخل فى دوامة من عدم الأخلاق وانهيار الصفات الجميلة التى كنا نتحلى بها ونفتخر بها بين الجميع، مطالبا بإعلاء قيمة العمل وزيادة الإنتاج وان يحترم كل منا الأخر ويوقر الصغير الكبير، فضلا عن احتياجنا الشديد لتغيير السلوك لإعادة الترابط والتوحد بين المواطنين، بعضهم البعض، مع إصلاح جذرى لجميع المؤسسات التعليمية وتعود وزارة التعليم إلى مسماها الاساسى بان تكون للتربية أولا ثم التعليم حتى يستطيع المجتمع ان يستعيد بريقه من جديد. أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الأعلام بجامعة الأهرام الكندية أن الأعلام لابد أن يكون لديه رؤية واضحة ومجموعة من القيم التى تتفق عليها جميع الوسائل سوا كان إعلاما حكوميا أو خاصا أو جديدا أو تقليديا لطرح أعمال درامية وبرامج تدعو لإعادة الأخلاق الحميدة مرة أخرى والعودة إلى الدراما الاجتماعية والتى كانت تتعلم منها الأسر الطرق السليمة فى التربية الحديثة، مؤكدة انه حان الوقت لكى نستيقظ من غفلتنا ونعود إلى رشدنا وصوابنا لان ما نعيشه الان ليس حرية إعلامية وإنما فوضى بكل المقاييس. أشارت إلى أن الانفلات الاخلاقى موجود فى جميع المجتمعات المتحضرة والنامية على السواء ولكن تختلف درجته من دولة إلى أخركما، ومصر احد هذه الدولة التى كان يوجد بها الانفلات الاخلاقى قبل ثورة 25 يناير إلا انه زاد وتفاقم بعد الثورة، موضحة أن الأعلام ليس المسئول الأول عن تدنى الأخلاق وإنما تقع المسئولية على جميع مؤسسات وأجهزة الدولة ولكن خطورة الأعلام تكمن فى قدرته على التأثير فى جميع المؤسسات وخاصة الأسرة نظر لان الملايين من أبناء الشعب المصرى يشاهدون القنوات التليفزيونية، مشددة على أن الأعلام لم يستوعب بعد دوره الخطير فى تغيير السلوك ونمط الحياة وخاصة لدى الشباب والصغار، حيث شاهدنا الكم الكبير من الأعمال الدرامية على شاشات الفضائية والتى كان معظمهم يتضمن ألفاظا سيئة ولا تمت بصلة للآداب أو الذوق العام فضلا عن اللغة غير السوية التى تعلم بعضهما الأطفال من هذه المسلسلات التى أصبحت تبث سموم اخطر وأقوى من المخدرات. أضافت أن الأعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعى تلعب دورا خطيرا فى حياة المواطنين لان الناس لا تعلم من الذى يتحدث ولذلك نجد عبارات وإيحاءات وإيماءات جنسية وألفاظا غير آدمية على الإطلاق لأشخاص غير معلومين لأى منا، مؤكدة أننا بحاجة إلى عودة الضمير وترسيخ القيم الأصيلة التى يتحلى بها الشعب المصرى والتى انهار منا جزء كبير بعد الثورة على الرغم من الدور الكبير الذى يقع على الأحزاب لتثقيف الشباب لوجود أعداد كبيرة. - "خبراء علم النفس والإجتماع": - د. هالة يسرى: كل فرد فى المجتمع تقع عليه المسئولية: - د. مصطفى شاهين: قانون صارم يطبق على الجميع وتنفيذ أحكامه يريح الجميع: - د. فتحى الشرقاوى: مطلوب ثورة أخلاق. والأمل فى البراعم ولا عزاء للكبار: حمل خبراء علم النفس والاجتماع مشكلة الانفلات الأخلاقى إلى الأسرة وجميع مؤسسات الدولة وخاصة التعليمية، وعدم قيام بعض الوزارات المعنية بدورها كما يجب. قالت الدكتورة هالة يسرى أستاذة علم الاجتماع إن من أخطر وأصعب الأشياء تغيير الثقافة، وخاصة فيما يخص المنظومة الأخلاقية، ولذلك يقع الدور الاكبر فى إعادة الأخلاق المفقودة إلى مجتمعنا مرة أخرى بقيام وزارة التربية والتعليم بوضع مناهج تحث على التحلى بالأخلاق الحميدة مع تدريب المدرسين على حسن التعامل أمام الأطفال الذين يعتبرونهم القدوة ويتعلمون منهم أشياء عديدة مع قيام الأسرة بترسيخ القيم الأخلاقية للأطفال مبكرا، مع توعية الأهالى وتعليمهم أفضل الأساليب فى التربية السليمة حتى نطمئن بأننا نخرج أطفالا ثم شبابا يقودون قاطرة التنمية فى مصر للأمام، موضحة أن كل فرد فى المجتمع يقع عليه دوره تجاه المجتمع الذى يعيش فيه من ضمنه المساهمة فى تحسين الأخلاق من خلال فكرة أو طريقة أو أسلوب يساهم فى الحد من العنف والابتذال واستبد الأشياء جميلة بها تعود بالفائدة على المجتمع الذى نعيش فيه. وأشارت إلى أنه ينبغى على المنظمات المجتمعية والهيئات التى تعمل فى هذا المجال أن تصمم برامج خاصة بتوعية الأسرة عن أساليب التربية الصحيحة للأبناء لخلق أجيال قادرة على العطاء ولا تتسبب فى مشكلات وأزمات للدولة، معلنة أن ضعف الخلية الأولى فى المجتمع وهى الأسرة السبب الأساسى فى أى مشكلة تواجه المجتمع لأنها المدرسة والجامعة التى يتعلم من خلالها الطفل والشباب الأخلاق والصفات الحميدة، وعندما تضعف الأسرة أو تصاب بمرض التفكك الأسرى يخرج لنا أطفال وشباب غير مؤهلين للتعامل بشكل جيد مع أفراد المجتمع فضلا عن المشكلات التى يسببونها للدولة، مشيرة إلى أن فقدان الأخلاق الذى ساد الفترة الماضية حدث بسبب خلل فى فكرة التنظيمات السياسية، وعدم وجود تربية سياسية سليمة تحث الشباب على أن ينتجوا المنهج السياسى والاجتماعى السليم حتى يشعروا بزيادة انتماءاتهم للبلد والاتجاه نحو الجماعية والابتعاد عن الفردية والتفرقة والاغتراب التى تؤثر على المجتمع بالسلب قال الدكتور مصطفى شاهين أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة المشكلة أن الانفلات الأخلاقى مرتبط بفقدنا القدرة والقيادة، بالإضافة إلى أن الشباب بدا يشعر أنه يستطيع الحصول على حقوقه كاملة بذراعه وليس بالقانون الذى دخل الثلاجة لعدم تفعيله منذ فترات مع الخارجين على القانون، فضلا عن غياب دور الدولة مقيمة والشعور بعدم الاستقرار داخلها، لافتا أنه حدث خلل فى مقياس الفرد وشعر بالفردية وليس بالقواعد العامة للمجتمع بالإضافة لوجود العديد من الموبقات فى الشارع المصرى الذى تحلى بالانحرافات الإجرامية والسلوكية مما جعلنا نشعر أن الدولة أصبحت مفككة أوضح أنه لابد أن يشعر المواطن بالأمن والأمان داخل الدولة التى يعيش فيها ويجد القدوة الحقيقية والصالحة فى المجتمع حتى يتم تقويم أخلاقه بالشكل الذى يحقق التعايش السلمى مع أقرانه، على أن يحكم الدولة قانون صارم واضح يطبق على الجميع مع القدرة على تنفيذ أحكامه التى تصدرها المحاكم المختلفة، مشيرا لابد من إيجاد هدف جماعى تشرع فى تنفيذه الدولة بالبحث عن مشروعات قومية تحس الشباب على الانتماء من خلال العمل فيها أو التعرف على مدى أهميتها وقيمتها للدولة، مؤكدا لابد من إعلاء شأن الديمقراطية وممارستها بالمعنى الحقيقى وفكر متواز وليست الديمقراطية المقنعة، مع ترسيخ تعاليم الأديان بالشكل الصحيح وبالمعنى الأعمق وليس بالمعنى التطرفى أعلن الدكتور فتحى الشرقاوى أستاذ علم النفس. السياسى جامعة عين شمس أن الحل لإعادة الأخلاق المفقودة اندلاع ثورة ثانية لعودة الأخلاق التى كان يتحلى بها الشعب المصرى بعد أن تغيرت إلى أشياء لم نعرفها من قبل، فبعد أن قامت ثورة لتغيير نظام سياسى لابد أن تقوم ثورة ثانية لتثور على الأخ!ق الغريب التى اجتاحت مجتمعنا بفعل العديد من العوامل، مؤكدا أنه لا يوجد أمل فى الكبار لتغيير سلوكياتهم وأخلاقهم التى أصبحت جزءا من كيانهم الشخصى، ولذلك فى حالة التفكير فى ثورة أخلاقية لابد من الاعتماد على البراعم نظرا لأن الكبار لم ينشئوا على فكرة قبول الرأى والرأى الآخر بعد أن تربوا على إصدار الأحكام بناء على الانطباعات، وليست على الوقائع والحقائق. أكد أن الأبناء الصغار الذين ينشرون الفوضى حاليا فى بعض الأماكن تعلموا على يد الكبار سواء الآباء أو الأمهات عدم الانتماء وحب العمل والمحسوبية والوساطة، ولذلك فإن الوالدين بحاجة إلى إعادة تأهيل ترجمة إذا أرادوا خلق أجيال تتمسك بحسن الخلق وتكون بمثابة الدرع القوية للأمة مستقبلا.