أرمنت مدينة عريقة تقع جنوبالأقصر وتعني في اللغة الفرعونية القديمة ارمنت مدينة الشمس المشرقة منها خرج ملوك مصر المناتحة الإله منتو إله الحرب والضراوة وفيها ولد إخناتون اول من نادي بالتوحيد يوجد بها العديد من المعابد الاثرية الهامة مثل: معبد تحتمس الثالث ومقبرة العجل المقدس "بوخيس" الي جانب بعض المعابد الرومانية ومصنع السكروترسانة اصلاح السفن السياحية وقصر تاريخي للخديوي وقصري عبود باشا ويوسف كمال ورغم اهمية هذه المدينة التاريخية المنضمة حديثا الي محافظة الاقصر إلا أنها لم تأخذ حظها في التطوير حرمت طوال ال60 عاما الماضية من الخدمات وقراها تعاني من الحرمان والعشوائية وتغرق في برك الصرف الصحي. يقول محمد صلاح مدير التعليم بمدينة ارمنت عشنا سنين محرومين من الخدمات منذ ان كنا تابعين الي محافظة قنا وتكاد تكون البنية الاساسية منعدمة تماما ورغم إنه تم ضمنا الي محافظة الاقصر حديثا إلا ان هناك 60 عاما من الحرمان ولم نأخذ حظنا من التطوير ودخول المرافق من صرف صحي وكهرباء ومياه ورصف الطرق واغلب القرى غير مرصوفة وممهدة ويعيش سكانها تحت خط الفقر مثل حاجر ارمنت الحيط والرياينة وحاجر الرزيقات والمحاميد وابودغار والرشوين وهذه القرى لم يدخلها الصرف الصحي وتغرق في برك من مياه الصرف الصحي بالإضافة الي الحرمان من الرعاية الصحية والطبية والوحدات الصحية الموجودة بها متهالكة ولا يوجد بها اطباء ولا علاج ويشير حسن عبد المنعم من العاملين بقطاع السياحة الي ان مدينة ارمنت طاردة للعمالة واغلب الشباب يلجأ الي العمل في الشركات والبواخر السياحية بالأقصر لأنهم عمالة غير مدربة واستغنت عنهم الشركات في ازمة السياحة الحالية وأصبحوا متعطلين عن العمل وفي انتظار انفراجة سياحية او مشروعات تنموية تعالج مشكلة البطالة هذا فضلا عن لجوء مصنع السكر وترسانة اصلاح السفن حاليا الي ترشيد استخدام العمالة وتطوير الانتاج باستخدام وسائل الية حديثة التوفير اكبر عدد من العمالة وقال محمد احمد عمران رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية بارمنت ان مشكلة ارمنت الكبري تكمن في تلوث البيئة الناتج عن تصاعد ادخنة مصنع السكر نظرا لاستخدام المصنع لوقود مخلفات القصب بالإضافة الي تلوث النيل من الصرف علي النهر مباشرة من المصنع والبواخر السياحية التي تلقي بمخلفاتها في النيل وتترسب الملوثات في هذه المنطقة وكان من نتيجتها ارتفاع نسبة الاصابة بمرض بالفشل الكلوي بين سكان أرمنت، اما عصام عثمان موظف بمجلس المدينة فقال ارمنت تعوم فوق بركة من مياه الصرف الصحي منذ اكثر من 40 عاما ومشروع الصرف الصحي لم ينته العمل به رغم الانتهاء من انشاء محطات رفع الصرف وليس هناك مبرر لعدم تشغيل محطات الرفع رغم اكتمال الشبكات ويضيف عبد المنعم عبد العظيم مدير التثقيف العمالي بمصنع سكر ارمنت سابقا مستشفي ارمنت محروم من الاطباء المتخصصين والأدوية والأجهزة الحديثة والوحدات الصحية في القرى مرفوعة من الخدمة وتعاني من العشوائية وخاصة قرية نجع دنقل والتي تسبب الاهمال بها الي تفريغ العديد من الجماعات الارهابية حيث لا يوجد بهذه القرى مدارس ولانواد أو مكتبات وأصبح من السهل تجنيد ابناء هذه المناطق المهمشة ومن جانبه اعترف العميد علي الجزار رئيس مركز ومدينة ارمنت بأن المدينة تعاني منذ 50 عاما عندما كانت تتبع محافظة قنا من بنية تحتية متهالكة بدون مستشفيات مطورة او رصف طرق ولا مياه ولاصرف صحي ولكن الان تم رصف جميع طرق المدينة من خلال التعاون مع الصندوق الاجتماعي وهناك صعوبة في رصف الطرق الزراعية بالقرى وتم ادخال الصرف الصحي في المدينة مشيرا إلي القرى تواجهها مشكلة نظرا لأنها تحتاج الي قطع من الاراضي لإنشاء محطات رفع ولا نجد من يتبرع او نشتري منه الارض من الاهالي ونعترف بأن هناك نقصا في الاطباء بالوحدات الصحية نظرا لوجود عجز في الاطباء علي مستوي الجمهورية وجار انشاء مستشفي ارمنت الجديد لافتا الي أن المستشفي القديم مازال يعمل الان حتى يتم الانتهاء من الجديد، وقال إنه تم انشاء موقف جديد للسيارات بدلا من القديم وإنشاء سوق حضاري وفيما يخص مشكلة البطالة فجاري إقامة مشروعات من المزارع السمكية وتربية الماشية واستصلاح 50 الف فدان لتوزع علي شباب الخريجين والمزارعين من الشباب اما بالنسبة لمصنع سكر ارمنت حاليا المصنع يطور من نفسه لتلافي حدة التلوث الناجمة منه.