كشفت زيارة المهندس هاني ضاحي وزير النقل المفاجئة لمحافظة المنوفية وتفقده قطار خط "القاهرة - طنطا" الذي احترق بمحطة السكة الحديد بقرية كمشوش التابعة لمركز منوف عن العديد من السلبيات في قطاع السكة الحديد بنطاق المحافظة حيث اكتشف الوزير عدم وجود طلمبة مطافي علي المحطة وسيارة إسعاف وعدم إنارة جميع عربات القطار ونقص الخدمات الأمنية داخل القطارات للحفاظ علي سلامة الركاب. وأشاد الوزير بالشباب الذين ساهموا في إخماد الحريق غير عابئين إلا بسلامة الركاب ومنع وصول النيران لباقي العربات مؤكدا ضرورة التلاحم بين الأجهزة التنفيذية والشعب. وقرر الوزير خلال زيارته نقل القطار المحترق إلي مركز الصيانة بالمنوفية بعد انتهاء الأجهزة الأمنية من عمل المعاينة للتوصل لأسباب الحادث الذي تسبب في احتراق ثلاث عربات من القطار. واستمع الوزير أثناء الزيارة التي رافقه فيها الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية والمهندس سمير نوار رئيس هيئة السكة الحديد للعدد من شهود العيان من أهالي القرية الذين اشتكوا من المحافظة والبالغ عددها نحو 34 مزلقانا وأصبحت خالية من الجنازير والسلاسل الحديدية بعد أن سرقها عمال الخردة ويلجأ عمال السكة الحديد إلي غلقها بالحبال مما يؤدي إلي وقوع العديد من الحوادث. وقال يحيي المعداوي من أهالي قرية كمشوش خلال حديثه للوزير إنه لم تحدث أي عمليات تطوير للعديد من المزلقانات منذ نشأتها، وإنها لا تزال تعمل بالسلاسل الحديدية، ولم تزود بالإشارات الإلكترونية، إضافة إلي تعطل معظم السيمافورات التي تُشير إلي اقتراب القطار من شريط المزلقان، وتعطل الأبراج في العديد من المناطق، إلي جانب الظلام الحالك أمام شريط المزلقان الذي يدفع الأهالي والسيارات إلي عبور المزلقان دون علم بمرور القطار في ذات التوقيت. وأوضح محمود عادل عامل أن محطة شنوان تحولت الي محطة لتربية الأغنام وشبين الكوم لزراعة الغاب وأشمون ومنوف والباجور للباعة الجائلين مؤكدا أن العشوائية والزحام الشديد اللذين فرضا سيطرتهما علي عدد من المزلقانات، زادت من صعوبة تحكم العامل في حركة المارة والسيارات معًا، من بينها مزلقان العبور بشبين الكوم والذي يعتبر من أكثر المزلقانات خطورة، لأنه يوجد وسط منطقة سكنية يقطنها الآلاف من السكان، ويضطر مئات الموظفين والطلاب إلي عبوره يوميًا بجانب الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة المحيطة به، وهو المنفذ الوحيد لسكان العزبة الغربية، حيث يمر عليه قطارات الركاب كل 10 دقائق تقريبًا، في الوقت الذي يشهد المزلقان فيه اختناقًا مروريًا شبه دائم، وتتكدس حوله السيارات وسائقو التوك توك والمارة من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات، وعلي بعد عدة أمتار منه تقع عدة مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية التي تضم الآلاف من تلاميذ المنطقة. وقال سلامة مختار موظف أن معظم مزلقانات السكة الحديد بالمنوفية أصبحت بلا بوابات أو حواجز مما يهدد بكارثة حقيقية في أي وقت والغريب في الأمر أن بعض هذه المزلقانات تمت إزالة بواباتها بداعي عمليات التطوير بينما البعض الآخر لا يوجد لها بوابات بسبب الإهمال وفي الوقت الذي لم تتم فيه الأولي مازال الإهمال مستمرا في الثانية. ويقول طارق الحداد عضو بإحدى جمعيات حقوق الإنسان يبدو أننا لا نتحرك إلا عندما تحدث كارثة كبري يكون ضحيتها مئات القتلي والمصابين فالمزلقانات معظمها بلا بوابات حيث قام المسئولون منذ أكثر من عامين بالحفر حول عدد من المزلقانات بداعي التطوير حيث تم رفع البوابات التي تحمي المواطنين والسيارات وتركيب جنازير لا تسمن ولا تغني من جوع مما جعل سائقي مركبات "التوك توك" وغيرها تقوم برفعها والتعدي علي الخفراء والمرور بالقوة وقد وقعت العديد من الحوادث ولكن كالعادة فإن المسئولين لن يتحركوا إلا عند وقوع كارثة جماعية وكشف خالد راشد نقيب المحامين بالمنوفية أنه تم اعتماد مبلغ 50 مليون جنيه لتطوير ما يزيد علي 40 مزلقانا بمراكز المحافظة، وذلك منذ أكثر من عامين في عهد المهندس سامي عمارة محافظ المنوفية الأسبق، ولكن لم يتم تطويرها حتى الآن مشيرا إلي أن هيئة السكك الحديدية تقوم بتطوير 36 مزلقانا وذلك منذ 2010، وتم رصد معوقات التطوير في 15 مزلقانا تمت إزالتها في 6 مزلقانات هي مزلقان ميت الوسطي وسبك الضحاك والشيخ مبروك وعطية والعراقية البحري والعبد حيث تم عمل تغطيات للترع والمصارف المجاورة لهذه المزلقانات التي كانت تعوق توسعتها. وطالب راشد وزارة النقل بتعيين مساعدين لخفراء المزلقانات وعمال البلوك وإغلاق المزلقانات العشوائية التي صنعها الأهالي وإغلاق عدد من المزلقانات وتحويلها إلي أنفاق وكباري وتطوير الباقي. ومن جانبه أكد المهندس سمير نوار رئيس هيئة السكك الحديدية أن الدور الأساسي في الحفاظ علي ممتلكات الشعب يقع علي المواطنين مشيرا الي حرص الهيئة علي خروج القطار من محطة القيام كامل الإنارة و بعد إتمام إعمال الصيانة الدورية له ولكن نظرا للسلوكيات السلبية للبعض هي التي تؤدي لحدوث التلفيات في القطار والتي قد تؤدي الي كوارث مناشدا الجميع الحفاظ علي وسائل المواصلات لان القطارات ومهمات السكك الحديد ملك الجميع مشيرا الي ارتفاع تكاليف صيانة القطارات التي تصل الي الملايين لصيانة القطار الواحد.