نحن الآن في أمس الحاجة للتفكير خارج الصندوق بمعني آخر نحتاج الي خيال كبير مع البعد عن الحلول التقليدية العقيمة التي عندما نقدمها لحل أزمة تتفاقم الأزمة أثناء تنفيد خطة حلها. ما أحوجنا الآن للأفكار الثورية الناسفة للبيروقراطية التي يتفنن موظفو الحكومة في نسجها كخيوط العنكبوت حول أي فكرة ناجحة, وقد ضرب الرئيس عبدالفتاح السيسي المثل والقدوة لكل عامل في الحكومة من الوزير لموظف الأمن علي باب أي مصلحة أن مشروع الأمل في محور قناة السويس لكل واحد من هؤلاء مفادها انسفوا أفكاركم البالية هل يعلم السيد الرئيس أو رئيس الوزراء أو أي وزير أن أي مستثمر يتقدم لعمل مشروع في مصر يحتاج الي197 موافقة من جهات حكومية مختلفة!! إذن الخمسة ملايين موظف في الحكومة أدوات لتعطيل النهضة الحقيقية لهذا البلد وحكاية المستثمر الذي يدوخ السبع دوخات لنيل موافقة هذا العدد الفلكي من الجهات يستطيع أن يجلس لمدة دقائق معدودات علي تليفونه الشخصي ليفتح الصفحة الالكترونية لهيئة استثمار دبي, ويرسل اليها بملخص الفكرة ليأتي اليه الرد بعد ساعات قليلة, ويمنحونه أرض المشروع مجانا!!, أصبحنا أعداء أنفسنا مازلنا نفكر بعقلية الخمسينيات من القرن الماضي, والآن العالم يحقق طفرات علمية في جميع نواحي الانتاج, ونحن مازلنا نقول للمستثمر, لا نقبل طلبك إلا إذا كان عليه دمغة!! يا ناس ياهووه العالم كله نسي قصة الطلبات المقدمة علي الورق وعليها طابع الدمغة. لابد أن نقدح زناد أفكارنا جميعا لطرح حلول خارج الصندوق, ولا نترك الرئيس السيسي وهيئة مستشاريه وحدهم يفكرون. وأنا هنا لا أتحدث من قبيل جلد الذات, وانما أري حراكا شعبيا نحو البحث عن حلول غير تقليدية لمشاكلنا أهمها أزمة الطاقة, فقد تجمع عدد من المصريين يعشقون تراب هذا البلد, بذلوا مجهودا مضنيا للبحث عن أفضل تكنولوجيا لتصنيع اللمبات الموفرة للطاقة, مع إطالة عمرها الي خمس سنوات. نجحت مجهوداتهم, وتمكنوا من تأجير عدد من خطوط الانتاج في احدي الشركات الكندية لتصنيع لمبات توفر80% من استهلاك الطاقة, وعمرها خمس سنوات, ومع كل لمبة شهادة الضمان التي تكفل للمستهلك أن يستبدلها إذا احترقت قبل الخمس سنوات, هؤلاء الرجال الدين التقطوا خيط التفكير خارج الصندوق من الرئيس السيسي لهم التحية والتقدير وأتمني أن أري كثيرا من المصريين يحذون حذوهم.