اثار اهتمامي مشروع المليون تابليت المقدم منحة من الامارات الشقيقة من خلال بروتوكول سيوقعه وزير التربية والتعليم مع الحكومة الاماراتية خلال ايام وتناقشت مع المسئولين بوزارة التربية والتعليم عن دور الوزارة في هذا المشروع وكيفية تنفيذه فردوا اننا نستفيد من الاجهزة والتكنولوجيا للطلاب ولاعلاقة لمصر في التنفيذ, وان الشركات الاجنبية التي ستحضرها الحكومة الاماراتية هي المسئولة عن ذلك وان ذلك كلام خطير علي البعد القومي لمستقبل صناعة التكنولوجيا والبرمجيات في مصر بعد الخبرات التي اخذتها الشركات المصرية والتي قامت بتصنيع اجهزة التابليت التعليمي وتنفيذه في تسع محافظات سيصلون العام الدراسي الجديد الي أربع عشرة محافظة ولو جاءت كل هذه التكنولوجيا من الخارج لقتلت تلك الصناعة في مصر خاصة وان تلك الصناعة تنقسم الي عدة صناعات منها الاجهزة( الهارد وير) مثل السبورات الذكية والتفاعلية والتابليت والكمبيوتر صديق الطالب وان مصر بها كيانات عملاقة يمتلكها القطاع الحكومي والخاص تستطيع تصنيع160 الف تابليت في الشهر وان مثل هذه المنحة تجعل المصانع المصرية تعمل لمدة ستة أشهر خاصة وان المنحة ستقوم بتنفيذ المشروع علي مراحل مثل بنها للصناعات الاليكترونية التابع لوزارة الانتاج الحربي ومجموعة الخرافي لصناعة التكنولوجيا المتقدمة وشركة البصريات التي تمتلكها القوات المسلحة والمشروع العملاق الذي تحمست له ووقفت الي جواره الحكومة وهو سامسونج العالمية ببني سويف والتي بدأت استثماراتها بحوالي65 مليون دولار ستصل خلال خمس سنوات الي180 مليون دولار الي جانب عنصر مهم جدا في تلك الصناعات وهي الهيئة العربية للتصنيع وقد نجحت تلك الشركات في توصيل قيمة التصدير من انتاجها الي ملياري جنيه وهناك مخطط لكي يصل التصدير خلال خمس سنوات الي عشرة مليارات جنيه, ولا ننسي العمالة التي تعمل فيها بشكل مباشر والمساعدة والتي قد تصل الي عشرات آلالاف في الوقت الذي تسعي فيه الحكومة المصرية حاليا في ايجاد طرق صناعية ومشروعات عملاقة للقضاء علي البطالة في مصر ولاننسي العمالة التي تعمل في خدمة تلك الشركات مثل شركات التصميم والتي يصل عددها في مصر الي اكثر من عشرين شركة الي جانب الشركات القائمة علي التركيب والتشغيل والتدريب علي تكنولوجيا التعليم وهي ايضا شركات عملاقة معروفة. وكنت اتمني من الحكومة عند قبول اي منحة او دعم خارجي ان تضع الجوانب الاخري التي يمكن ان تعود بمشكلات اقتصادية وعلمية اكثر من قيمة المنحة مثل التأثير علي صناعات محلية قائمة ومتوافرة وذات خبرات في نفس المجال والتي يمكن ان تؤثر عليها الشركات الاجنبية التي يحضرها اصحاب المنحة وما موقف الدولة اذا جاءت شركة اسرائيلية للتنفيذ هل ستقوم بالغاء المنحة ام تبدأ فيها من نقطة الصفر فيجب الا افرح بمنحة لتحملها عبئا يمكن ان تقوم بها الحكومة ولكن الناتج تأثيره علي البعد القومي اخطر مثل تدمير صناعة محلية قائمة وزيادة البطالة بتشريد العاملين فيها وكان يجب علي المانح ان يضع مواصفات قياسية تلتزم بها الشركات المحلية خاصة وانها شركات اصبحت ذات خبرة في هذا المجال منذ عدة سنوات والتي نجحت في الحفاظ علي تلك الصناعة وتطويرها رغم التحديات الخارجية والداخلية وانا انبه المسئولين لاتفرحوا بما اتاكم ولكن ادرسوا كل الجوانب المتعلقة بالمشروع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية واجعلوا من الهند نموذجا صعد الي قمة العالم من خلال تكنولوجيا البرمجيات التي تعتمد علي البشر كعنصر اساسي ومصر من اكثر الدول التي تملك عقولا خلاقة ولكنها تفتقد للطريق الذي تسير من خلاله.. ولدي سؤال اطرحه علي وزير التربية والتعليم من هي الشركات التي قامت بتنفيذ مشروع التابليت في المحافظات الحدودية والقناة وماهي نسبة العيوب في الاجهزة وهل هي مطابقة للمواصفات ام لا؟وبناء علي الاجابة يتضح مدي دراسة المشروع بعمق ام مجرد انه مشروع درس سطحيا من خلال الاستفادة الانية دون النظرة المستقبلية لمصر.