من مدينة إلي أخري, ومن شارع إلي أخر, يتواصل مسلسل طفح الصرف الصحي داخل محافظة أسوان كنتيجة طبيعية لفساد متراكم في تنفيذ الشبكات والخطوط الواحدتلو الآخر هذه هي حقيقة البنية التحتية للمحافظة السياحية, التي كثيرا ما شهدت أعمال حفر للخطوط للإحلال والتجديد,وماهي بأعمال تجديد, ولكن أشبه ما تكون بعمليات ترقيع لاتسمن ولاتغني من جوع. ولعل نجاح الرقابة الإدارية في أسوان في القبض علي عدد من المسئولين بالشركة المعروفة بمياه الشرب والصرف الصحي, في واقعة اتهام بالفساد مع أحد المقاولين المعروفين منذ أشهر قليلة, لهو أبلغ دليل علي أن ماتم تنفيذه من أعمال من قبل في حاجة ملحة للمراجعة خاصة أن انفجارات الخطوط قدأصبحت أمرا معتادا للمواطن الأسواني الغريب في الأمر أن هناك مناطق محددة تعاقبت عليها أكثرمن عملية إصلاح, ولكن سرعان ما عادت حالتهاإلي ماكانت عليه, فمثلا طريق السادات الرئيسي الذي يربط مابين المدينة والمطار الدوليوالخزان والطريق الصحراوي والمعابد والسدالعالي, وتحديدا أمام مستشفي أسوان العسكري شهد عمليات جراحية متعاقبةللتغلب علي مشكلة مزمنة من طفح الصرف المتكرر, ورغم ماتم صرفه من ملايين, ورغم وجود محطة العقاد الجديدة التي كانت تحمل اسم الرئيس الأسبق مبارك, إلا أنه يشهد الأن عمليةأخري, يأمل أهالي أسوان في أن تنجح المحافظة وفي العهد الجديد من النزاهة والشفافية والمكاشفة, في أن تقضي تماما ومن خلالهاعلي هذه المشكلة في تلك المنطقة المنحوسة, تماما مثلما هو الحال أمام مستشفي التامين الصحي حيث نفس المشكلة تقريبا هذان المثالان تحديدايجب أن تتوقف عندهما الجهات الرقابية كثيرا, فما تم صرفه من ملايين من دم هذا الشعب يستلزم المراجعة ومعاقبة كل من سولت له نفسه العبث بالمال العام, لذا شدد الأسوانية علي ضرورة تشكيل لجنة فنية محايدة من كلية هندسة أسوان لمراجعة ماتم تنفيذه وخلال الساعات الماضية حمل أهالي مدينة السباعية شمال مركز إدفو, وسكان منطقة الكسارة بمنطقة الجزيرة شمال مدينة أسوانهمومهم من مشاكلالصرف الصحي ومياه الشرب إلي محافظ أسوان اللواء مصطفي يسريالذي بادر بالتوجه إليهمابنفسه للوقوف علي هذه الشكاوي وعلي الفوروجه المحافظ مسئولي الشركةإلي سرعة إحلال وتجديد شبكة مياه الشرب علي مستوي مدينة السباعية, حيث أوضح المحافظبأنتكلفة هذه العملية التي بدأت بالفعلتصلإلي مليونين و200 ألف جنيه,بأطوال مختلفة منها3 كيلومتراتتضم تركيب مواسيرp.v.c8 بوصات, وأخري بطول3 كيلو ونصف الكيلومتر وتضم مواسيرp.v.c6 بوصات, وثالثة بطول10 كيلومتراتوتضم مواسيرp.v.c4 بوصات, هذابجانب إنشاء غرف محابس بأقطار مختلفة, وقال المحافظ أنالعمل قد بدأحسب الاعتمادات المتاحة في كل خطة مالية, ووفقا لأولوية العمللتفادي انقطاع مياه الشرب عنالمدينة, وطلب المحافظ من الشركةإعداد خريطة شاملةبالأطوال وأماكن المحابس لسرعة التعامل مع أي مواقف طارئة قدتحدث فيهاكسورات أو أعطال. وشدد علي إجراء عملية تطهير مستمرة لمآخذ المياه الرئيسي بالمدينة, والقيام بكل التحاليل اللازمة من خلالعينات دورية, للتأكد من سلامة المياه وذلك بالتنسيق بين شركة مياه الشرب ومديريةالصحة, كما طلبدراسة إمكان تغيير موقع المآخذ الحاليمن خلال التنسيق بين شركة مياه الشرب والري, ليصبح جنوبالمدينة بمسافة مناسبةتفاديا لوجود أي عوائق من الممكن أنتمنع تدفق المياه بالشكل المطلوبوبشأن الاعتمادات المالية المطلوبةلأعمال التنفيذوجه مصطفي يسري خلال اجتماع جمعه معمسئولي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي إلي السعي نحوتوفير الاعتمادات اللازمة لاستكمال مشروع الصرف الصحي بالمدينة, بعد توقفه عند نسبةتنفيذلاتتعدي40% من خطوط الشبكة, حيث وعلي حد ماقال يضم هذا المشروعمحطتيرفع بشبكات انحدار تصل إلي28 كيلومترا, وخطوط ومحطة معالجة وفي منطقة كسارة الحديد والصلب بمدينةأسوانقام المحافظ بالوقوف بنفسه علي حجم معاناة الأهالي منطفح للصرف الصحي, الذي باتيهدد البيئة المحيطة بالمنطقة بكارثة صحية, وعلي الفور استدعي المحافظمصطفي يسري مسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي حيث وجه بسرعة إحلال وتجديد الخط المتهالك من خلال تركيب مواسير بقطر12 بوصة وبطول كيلو ونصف الكيلو متربدلا من الخط الحالي الذي يصل قطره إلي7 بوصات. ورغم تدخل المحافظ في حل مثل هذه الأزمات الخاصة بالصرف الصحي إلا أنها حتما ستتكرر, في ظل ماكان يحدث في أثناء تنفيذ عمليات الإحلال والتجديد خلال السنوات الماضية, ويقول حسن المناعي موظف ان انفجارات وكسورات الصرف الصحي في أسوان باتت أمرا اعتاده المواطن الأسواني, ولذلك ليس مطلوبا الآن الإحلال والتطوير لشبكات انتهي عمرها الافتراضي, ولكن مطلوب مراجعة الأعمال الحديثة التي تم تنفيذها مؤخرا من خلال لجنة متخصصة من أساتذة كلية الهندسة حتي ينال كل مخطئ عقابه, فالصرف الصحي ومياه الشربوانفجاراتهما المستمرةتفسدالطرق وأعمال الرصف وتشوهالمدن وتهدرالمال العام. وطالب إصوالي مرعي موظف سابق بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأن تكون عمليات تنفيذ أي خطوط وشبكات جديدة بالمحافظة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقواتالمسلحة, فالجيش هو الجهة الوحيدة التي يثق المواطن في طهارتها ونزاهتها, وأشار مرعي إلي أن آخر تقليعة لشركة المياه في أسوان هيعدمقيام عدد منقراء العدادات بقراءة الاستهلاك الخاص بالوحدات السكنية, واللجوء إلي التقديرات الجزافية الكبيرة حتي يحصلوا علي نسبة من فواتير التحصيل, وهو مايؤكد غياب الرقابة والمساءلة التي قد تفجر غضب المواطنين, ووقتها ستكون محاسبة المسئولينبالشركة محاكمة شعبية وقانونية.