فوجئ اهالي مركز ومدينة ميتسلسيل بكارثه اصابت الترعة الرئيسية هم التي يعنمدون عليها في ري اكثر من10 آلاف فدان من اجود الاراضي الزارعية عقب قيام احد الفلاحين باكتشاف نفوق ماشيته التي شربت من تلك الترعة حيث تم اكتشاف تسمممياهها نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي الناتجة من محطة معالجة الصرف الصحي والتي تصب فيها منذ السبت الماضي. يقول علي العصفوري( موظف): قمت بإبلاغ رئاسة المدينة بتسمم مياه الترعة المستجدة المتفرعة من البحر الجديد والتي تشق مدينة ميت سلسيل ونروي اراضينا منها وقمت بتصعيدالامر وابلغت المحافظ شخصيا والذي وعدني بحل المشكلة. و انه سيأمر المسئولين التنفيذيين بحل تلك المشكله ولكن الامر توقف عند هذا الحد ولم تحل المشكلة. ويضيف: ذهبنا رئيس المدينة لنشكو لهقام بابلاغ الشركة المسئولة وانتظرنا حل تلك المشكلة وماتت زراعتنا وماتت مواشينا ولم يتوقف صرف مياه محطة المعالجة علي الترعة وعدنا مرة اخري لرئيس المدينة الذي قال لي( عايزني اروح احلها لكم بنفسي انا بلغت الشركة) فيما قال حمام ابو الفضل( تاجر وصاحب اراضي زراعية)ان تلك الترعة هي روح المركز كله ولا نستطيع الحياه بدونها وقد خسرنا الكثير طوالالايام الماضية عقب تسمم بعض المواشي التي شربت من مياه الترعة الامر الذي دفعنا جميعا للتوقف عن ري اراضينا من مياه الترعة فهذه كارثة بيئية ومما لاشك فيه ان تقاعس الجهات المسئولة سيؤدي الي خسارتنا المزيد من زراعتنا واكد السيد عبد اللطيف مقبل من ملاك الاراضي الزراعية انه يملك150 فدانا يزرعها بالارز والقطن و الذرة وتلك الترعة التي طولها اكثر من3 كيلومترات ونصف الكيلو محورا حيويا ومهما لبقاء مزروعاتنا ومواشينا وطيورنا علي قيد الحياه فهي تروياراضينا وقرانا علي الجهتين من فم البحر الجديد وقد قدمنا مذكرة بما حدث للمسئولين دون أن نتلقي ردا منهم فقد تسممت حيواناتنا ونخشي ان يتسمم المواطنون ايضا فمحطة الصرف الصحي التي تقع جنوب شريط القطار ما زالت تحت التجريب وبها خط طرد علي مسافة3 كيلو مترات وهو غير صالح للعمل تم انشاؤه منذ15 سنة ولم يتم تسليمه حتي الآن كلما قاموا بتشغيله تنفجر بعض المواسير. فيما اوضح ابراهيم بكير( مهندس) ان الفلاحين في حالة ثورة وغضب عارمة فكل ما نريده حل تلك المشكلة التي اصبحت تؤرقنا ولا نجد لها حلا فالي متي ستظل تلك المحطة تصرف مياهها غير المعالجة علي الترعة الرئيسية بالقرية والتي تؤثر سلبيا علي كل مناحي الحياة. واشار الدكتور عبدالله منصور استاذ بالمركز القومي للبحوث الي أن ما يحدث عند صرف مياه الصرف الصحي علي مياه الترعة يزيد من ملوحة مياه الترعة, حيث تصل تركيزات العناصر الثقيله فيها الي نسب عالية جدا من الملوحة,مشيرا الي قيام مجموعة من الباحثين بدراسة سبع مناطق مختلفة تروي بالمياه المختلطة بمياه الصرف الصحي و قد أظهرت نتائج هذه الدراسة, أن تملح التربة ينشأ من الملوحة العالية لمياه الصرف الصحي المعالجة, و أنه كلما ازدادت فترة الري بهذه المياه ازدادت بالمقابل ملوحة التربة. وأن محتوي التربة من المعادن الثقيلة يزداد بصورة واضحة مع زيادة فترة الري وخاصة الرصاص و الكادميوم. و حركة وانتقال المعادن تعتمد علي تركيز الكربون العضوي وطبيعة التربة. فضلا عن ان النتروجين الذائب الذي يتأكسد الي نترات ويسبب أمراض للأنسان حيث يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الري أو الصرف أو تختزنه بعض النباتات في أنسجتها بنسبة عالية مثل( البنجر- الجزر- الكرنب- الفجل- الكرفس- الخس- السبانخ- الخيار الفاصوليا) مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها. وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتصيبه بأمراض فقر الدم خاصة بين الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار. واضاف ان العناصر الثقيلة مثل النيكل الكوبالت- الزئبق الرصاص- الكادميوم- الفلوريد- السلينيوم حيث الزئبق والمنجنيز تؤثر علي المخ والأعصاب وايضا فان الكوبالت واليود يؤثر علي الغدة الدرقية و الزئبق والكادميوم يؤثر علي الكلي والسلينيوم يؤثر علي الأسنان واللثة والرصاص يسبب أمراض الدم والقلب والسرطان. كما ان وجود العديد من البكتريا الضارة بنسب تتجاوز الملايين من بكتريا القولون البرازية والتي تعتبر المصدر الأساسي للأمراض المعوية وبكتريا السالمونيلا التي تسبب أمراض التيفود وبكتريا الشيجلا التي تسبب أمراض الأسهال.