اعلنت وزارة الصحة مطلع هذا الاسبوع عن اعتزامها انشاء أول مركز قومي لابحاث وتجارب العلاج بالخلايا الجذعية التي حققت ابحاثها نجاحات حول العالم منذ بدئها عام1964 وحتي الآن وحسب تصريحات د. عبدالحميد اباظة مستشار وزير الصحة لشئون الاتصال السياسي فان هذا المركز لن يبدأ العمل قبل بدايات العام المقبل. وعقب اعلان وزارة الصحة المصرية عن اعتزامها لانشاء هذا المركز, نشرت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية تقريرا حول توصل علماء بريطانيين إلي طريقة لعلاج فقد البصر بالميلاد( لدي الذين ولدوا فاقدي البصر) عبر حقن الخلايا الجذعية الاولية في العصب البصري لاعادة تكوينه بشكل صحيح يسهم في استعادتهم لبصرهم. تعتمد تكنولوجيا الخلايا الجذعية علي أخذ الخلايا الاولية غير المتخصصة embryonicstemcells من الاجنة حديثة التكوين بعد مرور اربعة إلي خمسة ايام علي عملية الاخصاب وقبل ان تبدأ الخلايا في التخصص ففي الفتر القصيرة تكون قد تكونت في الجنين الخلايا الجذاعية البدئية المنقسمة عن الخلية الاولي المتكونة عقب الاخصاب وتكون هذه الخلايا في طريقها للتخصص لتكوين عضلة القلب والجهاز الدوري( أوائل الاجهزة المتكونة في جسد الانسان اثناء عملية التخليق) ولهذا تعتمد تكنولوجيا العلاج بالخلايا الجذعية علي اخذ هذه الخلايا غير المتخصصة وتحفيزها معمليا عبر سبل عدة تطورت علي مدار الاعوام الاربعين الماضية لدفعها كي تتخصص في انتاج خلايا بعينها كخلايا الكبد أو القلب أو البنكرياس أو الخلايا العصبية, والاخيرة هي الاكثر استخداما باعتبارها خلايا لا يقدر الجسم البشري علي تجديدها واعادة احيائها ولا سبيل لاعادة بنائها سوي عبر تكنولوجيا الخلايا الجذعية. بدأت ابحاث الخلايا الجذعية عام1964 واعتمدت في بداياتها علي خلايا كامنة في ورم ملتصق بالاعضاء الجنسية الا أن هذه الخلايا فشلت في تحقيق النتائج المطلوبة بتكوين الاعضاء فرغم نجاحها في التجارب التي اجريت علي الفئران, الا ان جذورها كخلايا سرطانية تسبب في نشاط غير طبيعي ادي إلي فشل التجارب في المراحل المتقدمة فانتقل العلماء إلي اجراء التجارب علي خلايا اولية جري سحبها من اجنة الفئران المخصبة طبيعيا واضطناعيا, بدءا من عام1981 ففي معامل جامعة كمبريدج البريطانية قام ماثيوكوفمان ومارتن ايفانز بنشر ورقة علمية عن تجربتهما في زرع الخلايا الاولية وطالة امد انقسامها وبقائها في رحم انثي الفأر بحيث تنقسم إلي عدد اكبر من الخلايا الأولية الممكن استخدامها. وعلي الجانب الآخر من المحيط كانت جايل مارتن الباحثة بقسم الباثولوجي( دراسة الاعضاء) بجامعة كاليفورنيا الامريكية تحاول استزراع ذات الخلايا ولكن عبر الاجنة البشرية, حيث حاولت جايل مارتن استزراع الخلايا البشرية الاولية في حضانات معملية عوضا عن اخذها من أجنة بشرية أو زرعها في رحم بشري تفاديا للمشكلات الاخلاقية التي قد تثور وتهدد بإيقاف التجارب ولم تنجح تجارب جايل الا عام1998 حين قام فريق بحثي متكامل يقوده جايمس تومسون بجامعة ويسكنسون الامريكية بانجاح تجاربهم لاستزراع هذه الخلايا معمليا بشكل كامل دون احتياج لاستخراجها من الاجنة البشرية. ورغم ان التصريحات المنسوبة لد. عبدالحميد اباظة مستشار وزير الصحة لشئون الاتصال السياسي تشير إلي ان ابحاث الخلايا الجذعية في مصر مازالت جنينية وتعتمد علي الاستزراع الحيواني الا ان المركز القومي الجديد يخطط لتطبيق ابحاث هذه الخلايا لعلاج تليف الكبد المتأخرة والمنتشرة في مصر باعتبار فيروسات الكبد صارت من الامراض المتوطنة كما سيتم استخدامها لعلاج حالات متأخرة من مرض القدم السكري الا ان عائقا كبيرا يقف امام هذه التجارب ويتمثل في تشريع فقهي يمنع اخذ الخلايا من الاجنة خاصة في ظل نقص الامكانات التي تعوق تخليق هذه الخلايا معمليا.