دخل العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة أمس مرحلة جديدة من التصعيد بعد ما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينين الدين سقطوا بنيران قوات الاحتلال إلي 23 فيما أصيب 140 آخرون. يأتي ذلك في وقت لوحت فيه إسرائيل بشن عملية برية ضد قطاع عزة، رداً علي قصف كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس للقدس وحيفا وتل أبيب بالصواريخ. وأعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قصفت حيفا والقدس وتل ابيب بالصواريخ. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لاول مرة، ان كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160 ، مضيفة انها قصفت مدينة القدسالمحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب باربعة صواريخ من نوع ام 75 . كما اكدت ان مجموعة كوماندوز اقتحمت امس قاعدة إسرائيلية علي شواطئ عسقلان عبر البحر. وقالت في بيان صحفي إن قائد المجموعة أكد من أرض المعركة في محادثة أجريت معه أن المهمة لا ترال مستمرة وتتم وفق ما هو مخطط لها . وأضافت الكتائب أن قائد المجموعة أكد وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو، وستعلن التفاصيل تباعاً . وقالت التقارير ان جنديا اسرائيليا اصيب بجراح طفيفة في الهجوم الذي وقع في كيبوتس زكيم . كما اعلنت انها قامت بقصف قاعدتي زيكيم ويفتاح بعشرة صواريخ كاتيوشا . من جانبه، توقع قائد أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس أن تجابه عمليتهم العسكرية في غزة بالمصاعب والمفاجآت من قبل المقاومة الفلسطينية. ونقل موقع واللا العبري عن جانتس خلال اجتماعه مع قيادة فرقة غزة قوله: من الممكن أن يكون أمامنا مفاجأت، أو عملية تخريبية، أو نواجه مصاعب، يجب علينا الاستعداد لكل الاحتمالات. وأضاف: ويجب ألاّ نجزع عندما يحل بنا أي شيء، بل يجب أن نعمل بصرامة، هدوء واتزان ومواصلة المهمة بقدر الحاجة . وقد أصدرت الرقابة الإسرائيلية قرارا منذ بدء العملية العسكرية يحظر بموجبه ذكر المكان الدقيق لسقوط الصواريخ والاكتفاء بذكر المنطقة الجغرافية العامة وذلك خشية مساعدة المقاومة الفلسطينية في تحسين دقة صواريخهم. واطلقت صفارات الانذار في منطقة القدسالمحتلة وفي منطقة تل ابيب للمرة الثانية مساء امس، وذكرت مصادر اسرائيلية، أن منظومة القبة الحديدية اعترضت في اجواء تل ابيب صاروخا اطلق من غزة. وذكر مصدر عسكري اسرائيلي، أن الحديث يجري عن صاروخ من نوع أم. 75، وتبنت حركة الجهاد الإسلامي مسئولية إطلاق الصاروخ. في غضون ذلك، اصدر رئيس وزراء إاسرئيل بنيامين نتانياهو توجيهاته إلي قيادة الجيش باجراء الاستعدادات اللازمة للذهاب حتي النهاية بما في ذلك احتمال دخول قوات برية إلي قطاع غزة، سقوط اكثر فيه 23 شهيدا واصابة نحو 140 اخرين بينهم اطفال وطال العديد من المرافق المدنية في القطاع. وعلي صعيد ردود الفعل الدولية، أدان سكرتير عام منظمة الأممالمتحدة بان كي مون الهجمات الصاروخية التي تشنها المقاومة ضد إسرائيل. وجاء في بيان أصدره مكتب بان كي مون أنه يتعين وقف هذه الهجمات علي المناطق المدنية. ودعا بان كي مون جميع الأطراف إلي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وزعزعة الاستقرار بشكل عام . كما أدانت الولاياتالمتحدة امس اطلاق الصواريخ من القطاع علي اسرائيل معربة عن قلقها علي المدنيين من الجانبين عقب الغارات الجوية الاسرائيلية علي القطاع التي اسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيا. ودعا المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلي ابقاء علي قنوات الاتصال الدبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الازمة التي اشعلها قتل ثلاثة شبان اسرائيليين وفتي فلسطيني. وأعربت الخارجية الروسية امس عن قلقها العميق وأدانت في بيان الهجمات علي المدن الإسرائيلية واستخدام القوة المفرطة ضد سكان القطاع المدنيين مشيرة إلي أن السيناريو العسكري يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها. واعربت الحكومة البريطانية عن قلقلها العميق وقال وزير الخارجية وليام هيج امس أشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الأخير للعنف في غزة وجنوب إسرائيل. ودعا الجانبين إلي بذل قصاري جهدهما لضبط النفس وتجنب وقوع خسائر في الأرواح. في الوقت نفسه، اعلنت مصر والاردن ادانتهما للتصعيد الاسرائيلي في القطاع واوضحت القاهرة انها تتابع بقلق واهتمام شديدين خطورة تطور الأوضاع في ضوء الاعتداءات الأخيرة التي تشنها قوات الاحتلال علي مناطق مختلفة من غزة وضرورة أن تعمل إسرائيل علي احتواء الموقف من خلال وقف كافة العمليات العسكرية وبأن تتحلي بأقصي درجات ضبط النفس وتتوقف عن إجراءات العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني ومنع الانزلاق إلي حلقة مفرغة من العنف لن تزيد الأمور إلا اشتعالاً ولن تؤدي إلا لإزهاق مزيد من الأرواح. وطالبت الجزائر المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوضع حد للتصعيد الخطير كما ادانت بشدة استمرار الاعتداءات الوحشية علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وعلي كامل الأراضي المحتلة. واعتبرت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أن هذه الهجمات الشرسة لم يكن لها أن تبلغ هذا المستوي من الترهيب للفلسطينيين والتضييق علي أبسط حرياتهم.