بعد638 يوما غربت شمس حسام البدري عن النادي الأهلي بعدما تولي المهمة كمدير فني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي لأول مرة في حياته في23 يونيو2009 وانتهت مسيرته بشكل غير متوقع في21 نوفمبر2010 بعد هزيمة قاسية من الإسماعيلي1 3 وخلال هذه الفترة قاد الأهلي وحقق انتصارات. وإنجازات و أيضا فشل في مواجهات عديدة و خسر بطولات و تعرض الأهلي لانكسارات. البدري قاد الأهلي خلال هذه الفترة في58 مباراة محلية و قارية ما بين دوري علي مدار موسمين و كأس مصر و كاس السوبر المصري ودوري الأبطال الإفريقي.. لعب البدري علي خمس بطولات و لم يفز إلا ببطولتين... فقد لعب علي الدوري موسم2010/2009 وفاز به محققا إنجازا تاريخيا يحسب له و لا ينكره إلا كل جاحد.. و خسر السوبر2009 وفاز به في2010 لكنه خسر كأس مصر في النهائي أمام حرس الحدود بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي1/1 ثم خسر بالترجيح4/5 وخسر دوري الأبطال الإفريقي في قبل النهائي بعد مشوار اقل ما يوصف به بأنه سيء بغض النظر عن الظلم الذي تعرض له الفريق في لقاء الإياب أمام الترجي التونسي في تونسي بعدما تم اقصاؤه بهدف غير شرعي.. وبالطبع لا يدخل في الحسبة الدوري الحالي لأنه لم يكمله ومن الصعب أن نحكم عليه.. لتكون النتيجة حسب الأرقام والبطولات تقدير ضعيف فهو لم يصل لدرجة المقبول لأنه لم يحصل حتي علي خمسين بالمائة من البطولات التي شارك فيها. وخلال مشواره في ال58 مباراة التي قاد فيها الأهلي في كل البطولات فاز في33 مباراة أي أنها نسبة تفوق الخمسين بالمائة بقليل ليكون التقدير مقبولا أو يزيد قليلا وهذا مستوي لايليق بالنادي الأهلي علي الإطلاق ولا يرضي جمهوره بغض النظر عن المحصلة النهائية.. وتعادل في16 مباراة وخسر9 مباريات.. فيما جاءت نسبة التهديف متواضعة فقد سجل في هذه المباريات83 هدفا بنسبة تصل إلي1.4 هدفا في المباراة وهي نسبة تهديف ليست جيدة ولا تناسب حجم و إمكانات الأهلي.. فيما سكنت شباكه46 هدفا بنسبة تصل إلي8 أهداف و هي نسبة كبيرة علي الأهلي أي أن غالبية المباريات شهدت أهدافا في مرمي الأهلي هذا الفريق العملاق الذي كان مجرد الوصول لمرماه بهجمة حلما لمهاجمي الفرق المنافسه له.. وهذا يعني أن الأهلي في عهد البدري تراجع هجوميا ودفاعيا فهو قليل التسجيل في مرمي المنافسين والطريق إلي مرماه بات مفتوحا بشكل غير مسبوق.. حتي أنه في دوري هذا الموسم لم يسجل سوي11 هدفا في9 مباريات في حين أن الزمالك منافسه سجل ضعف هذا الرقم22 هدفا في11 مباراة فيما سجل هجوم وادي دجلة الذي يلعب في الممتاز لأول مرة14 هدفا.. المهم أن11 هدفا في تسع مباريات تعني أن معدل الأهلي التهديفي تراجع هذا الموسم إلي2,1 هدف في اللقاء في حين استقبلت شباكه مايقرب من هدف في كل مباراة8 أهداف في9 مباريات أي أن الأهلي اصبح فريقا عاديا ولم يعد مهاب الجانب واصبح مطمعا لكل الفرق.. وهذا يؤكد أن البدري لم ينجح في مهمته بشكل عام فبدلا من أن يرفع من قيمة الأهلي الهجومية والدفاعية تراجع بهما فتراجعت النتائج. ويتحمل البدري نفسه المسئولية كاملة عن هذا الوضع لأنه بعدما قاد حركة التجديد في الموسم الماضي بضخ دماء جديده في الفريق و صناعة جيل جديد لقي الإستحسان والتقدير من الجميع عاد وأنقلب علي هذا الجيل و قذف به إلي ثلاجة البدلاء أو حولهم من لاعبين يعتمد عليهم بشكل كامل في المباريات الرسمية إلي لاعبين يشاركون في التدريبات فقط الأمر الذي جعله يظهر وكأنه كمن رقص علي السلم فلا هو جدد و لا نجح مع الجيل القديم. فقد قدم لنا جيل شكري وشهاب وعفرتو وايمن اشرف وطلعت وغيرهم ثم عاد وتراجع عنهم.. ولم يستفد البدري بإمكاناتهم وقدراتهم ورغبتهم في اللعب و تقديم أنفسهم بدلا من النجوم الذين شبعوا من كرة القدم وباتت رغبتهم في العطاء متواضعة.. ولم يستفد من مهارات لاعب في حجم سعيود وفضل الكبار علي الصغار كثيرا بعدما أنعشوا الأهلي وحولوه من فريق كبير السن إلي فريق صغير له رئات جديده يتنفس منها. وكانت للبدري قناعات غريبة في أرض الملعب كان الكل يرفضها ويعترض عليها لكنه الوحيد الذي كان يصر عليها مما سبب للأهلي مشكلات فنية كبيرة وكثيرة دفع الفريق ثمنها غاليا في الموسم الماضي والموسم الحالي مثل إصراره في العام الماضي علي اللعب بأحمد علي في الناحية اليمني رغم ضعف إمكاناته وعدم قدرته علي إفادة الفريق و خسر الأهلي الكثير بسبب ذلك وكانت جبهة ضعيفة استغلها المنافسون وفي النهاية رضخ للعقل واعترف بالخطأ ورحل أحمد علي من الأهلي نهائيا.. وفي هذا الموسم انتقل بإصراره إلي الناحية اليسري بالإصرار علي إشراك شريف عبدالفضيل فيها رغم ضعف قدراته اليسري والكل يشهد بذلك وهو الوحيد الذي يري اللاعب مناسبا ووضع ايمن اشرف الصاعد الذي إعتمد عليه في الموسم الماضي في الثلاجة بلا أي مبرر و لم ينجح عبد الفضيل في اليسار رغم كل المباريات التي لعبها. والأسوأ أنه عندما أراد التغيير أتي بالشاب محمد عبد الفتاح وهو مدافع مبشر في قلب الدفاع ووضعه في اليسار ليحرقه مع أنه كان من السهل الإستعانة بايمن اشرف أو حسين السيد زميليه لكنه العناد الغريب الذي فتح الطريق لفوز الدراويش.. وفوق هذا لم يستفد بإمكانات مدافع مثل أحمد السيد وفضل عليه آخرين دون المستوي و تعامل معه علي طريقة' حبة محتاجة' وعشرة لا يلزم بلا مبرر ايضا.. وبسبب هذه الأخطاء فقد الأهلي نقاطا سهلة في الدوري وخسر في إفريقيا كل المباريات الخارجيه بإستثناء تعادل في نيجيريا و فاز بخلع الضرس في الداخل لكنه لم يتعظ بعدما ألقي بغالبية الشباب في سلة الإهمال ليفسح الطريق للكبار غير المفيدين وفي مقدمتهم من أتي بهما في بداية الموسم مثل محمد شوقي وحسام غالي اللذين لم يستفد منهما الأهلي وهناك إصرار علي إشراك غالي رغم سوء مستواه وعدم إفادته للفريق لكنه اساسي ولاعب مثل عبد الحميد شبانة أو شهاب علي الدكة حتي الحارس الجيد محمود ابو السعود ركنه ولم يستفد منه إلا مجبرا. ليدفع البدري الثمن ثمن عدم استغلاله هذه الفرصة جيدا التي قد لا تتاح له مستقبلا.. لكن في النهاية سيذكر التاريخ أن حسام البدري تولي مهمة المدير الفني للأهلي وسيفتح له هذا اللقب الطريق للعمل في دنيا التدريب من اوسع الأبواب لاسيما أنه حقق بطولة الدوري وهي بطولة لا يحصل عليها سوي العظماء بغض النظر عن أي سلبيات أو إخفاقات وأية تجربة في النهاية لها سلبياتها و إيجابياتها و يتم تقييمها علي هذا الأساس والمؤكد أن البدري استفاد كثيرا من هذه التجربة القوية و من هذه الفرصة التي لم ينلها عظماء التدريب في مصر و ستكون علامة فارقه في حياته.