ومع أن ألمانيا أقرت تحميل المصارف فيها جزءا من التكاليف, إلا أن شيئا لم يحصل علي مستوي الدول العشرين بعد الاتفاق علي أمر مماثل دوليا, ومع ذلك يمكن لأوروبا أن تدعي في القمة أنها حسنت عمل هيئة الرقابة المالية الأوروبية التي تملك إلي حد ما الآن صلاحية منع العروض المالية الخطرة للمصارف, والقدرة أيضا علي ضبط الصناديق المالية الدولية ووكالات التقويم. والدرس الأهم الذي نتج عن الأزمة المالية العالمية حسب رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس- كان' هو أن الواجب الأممي يأتي قبل الوطني', لكنه يقول: إنه لمس أخيرا أن ما شعر به في كل مكان خلال أوج الأزمة بدأ يضعف أخيرا لأن مسئولي الدول يعرفون أن عليهم مواجهة الضغوط الداخلية إذا أرادوا تمرير إصلاحات مالية في برلماناتهم. وينظر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو بقلق إلي سول لأن القمة تأتي في ظرف ليس من المؤكد فيه ما إذا كانت القمة ستتفق علي آلية التنسيق التي يحتاج إليها الاقتصاد الدولي, وهو يعتقد أيضا' أن علي الجميع القبول بفكرة أن اللاتوازن العالمي يثير قلق الجميع'. و هناك علاقة مباشرة بمشكلة سوق أسعار العملات الدولية, خاصة أن البعض يتحدث عن بدء' حرب عالمية بين العملات', وواقع الحال أن الأمر يتعلق هنا ب' هجمات اصطناعية' من جانب البعض لخفض قيمة عملته الوطنية مثل الصين والولايات المتحدة اللتين تريدان تحقيق أفضلية تجارية لهما, ويسعي آخرون الآن مثل كوريا الجنوبية واليابان والبرازيل للحاق بهما. وفي الواقع, ليس مطلوبا أن تحل قمة العشرين هذه المشكلة في سول, لكن تقويم المستشارة الألمانية في هذه النقطة بالذات صحيح عندما تقول إن عمليات سوق القطع تعكس علي المدي المتوسط البيانات الرئيسة للاقتصادات, مضيفة' علي المرء تجنب اتباع نهج يقود إلي تعزيز قدرته التنافسية من خلال الضغط علي العملات الأخري'. وتعتزم دول مجموعة العشرين خلال قمتهم المقرر عقدها أمس اعتماد الدعم الشامل لاتفاقيات التجارة الحرة العالمية, ومعارضة التجارة الحمائية في' بيان سول' الختامي الذي يصدر في نهاية القمة. وقالت اللجنة التحضيرية للقمة- بحسب ما ذكرت وكالة أنباء' يونهاب' اليوم' الأربعاء'-: إن البيان سوف يدعو إلي تحقيق التقدم في أجندة الدوحة للتنمية لمنظمة التجارة العالمية, والعمل معا علي مكافحة التجارة الحمائية. وأكد أحد كبار المسئولين بالقمة أن اتفاقيات التجارة ضرورية للنمو المستدام, وأنها مهمة مثل قضايا صرف العملات والاختلال في الحساب الجاري, مشيرا إلي أن نواب وزراء المالية- في مباحثات الدقائق الأخيرة لتنسيق الأجندة للقمة- سيدعون إلي حل سريع لأجندة الدوحة للتنمية, و تجميد إجراءات إضافية للتجارة الحمائية من قبل كل الدول في العالم. ولم تشهد جولة الدوحة التي بدأت أواخر عام2001 تقدما ملموسا منذ عام2008 بسبب الخلافات في استيراد المنتجات الزراعية, وتطالب بتجميد الإجراءات الإضافية ضد التجارة الحمائية لمنع الدول من إنشاء مزيد من الحواجز والتي من المحتمل أن تثير حربا تجارية شاملة. وقال منظمون محليون للقمة إن القادة من الاقتصاديات الرائدة والناشئة في العالم سيتخذون إجراءات لمكافحة الفساد والفقر كمهددين للنمو الاقتصادي في عديد من الدول في العالم. وقال مصدر آخر إن التعهد بمكافحة الفساد قد يساعد في اكتشاف العناصر المتورطة في أنشطة غير قانونية من الأشخاص والشركات, وإزالتها من السوق. وقد اكتفي اجتماع نواب وزراء المالية لمجموعة العشرين بالتأكيد علي تباين وجهات نظرهم في القضايا الشائكة مثل وضع التعليمات الخاصة بفوائض الحسابات الجارية لحل خلافات صرف العملات. وقال المتحدث باسم لجنة التحضير للقمة' كيم يون كيونج': إنه جري نقاش محتدم في جلسة إطار العمل للتنسيق النهائي لوضع بيان' سول' للقمة حتي منتصف الليلة الماضية إلا أن ممثلي الدول المشاركة لم يتوصلوا إلي اتفاق بسبب الاختلافات في المواضيع الشائكة المتمثلة في صرف العملات. وأضاف' كيم' أن جلسة إطار العمل كانت عبارة عن استعراض مواقفهم للسيطرة علي النقاش, وكانت جميع المواضيع مثل التعليمات الخاصة بفائض الحسابات الجارية, وإجراءات التسيير الكمي الأمريكية, والكف عن خفض قمة العملات الوطنية بصورة مفرطة موضوعة في طاولة النقاش, إلا أن المشاركين في النقاش أنهوا الجلسة دون نتيجة تذكر لمواصلة الاجتماع اليوم. وأشار المتحدث إلي أن آراء نواب وزراء المالية اتفقت علي ضرورة الالتزام بما توصل إليه اجتماع' كيونجو' الشهر الماضي بصورة عامة. وفي اجتماع مجموعة التسوية للقمة( شيرفا), تم التطرق إلي المواضيع المتعلقة بالطاقة والتنمية والتغيير المناخي والأعمال, وكان الجو العام يسوده التوافق في آرائهم حول المواضيع المطروحة, ما عدا قضية التغير المناخي, واتفقوا علي الإعلان عن خطة عمل عبر تشكيل مجموعة العمل للتنمية خلال اجتماعهم القادم.