أكد السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري أن الدورة البرلمانية الجديدة جاءت في مرحلة تشهد حراكا سياسيا واسعا جسدته انتخابات مجلس الشوري خلال الصيف الماضي ثم انتخابات مجلس الشعب خلال هذا الشهر ثم تتأهب الامة للانتخابات الرئاسية خلال العام القادم. جاء ذلك في كلمة مهمة ألقاها الشريف خلال رئاسته لجلسة مجلس الشوري أمس مؤكدا التزامنا بالبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك الذي يدخل عامه السادس والذي يحظي بالمتابعة والتقييم ويحقق معدلات عالية للأداء يشهد عليها أبناء الوطن رغم كل التحديات والأزمات برنامج يصون القيم الرفيعة ويذود عن مباديء سامية جوهرها المساواة والمواطنة ويحمي أمن الوطن والمواطن. وجدد الشريف رفض المجلس للتهديدات التي صدرت منذ أيام عن تنظيم القاعدة الارهابي ضد الكنائس المصرية واصفا هذه التهديدات بأنها سافرة. وأكد أن شعب مصر وآمن ويرفض بمسلميه ومسيحييه أي مساس بأمن مصر القومي. وأكد أن مجلس الشوري يؤكد حرصه علي الامتثال والاحترام لقرارات اللجنة العليا ويفعل كل آلياتها احتراما لمباديء الدستور والتزاما بالقانون, مشيرا الي أننا نعزز ارادة الأمة وحقها في اختيار نواب الشعب ونساند كشف الفساد والتصدي له. وقال الشريف في كلمته إننا علي أعتاب منعطف مهم ومرحلة فاصلة في تاريخ الامة تتطلب ادراكا ووعيا بحجم المسئوليات المنوطة بنا كممثلين للامة حريصين علي استقرار الحياة علي أرض الوطن فلنكن جميعا علي قلب رجل واحد جبهة متراصلة نحمي مكتسبات هذا الوطن ونصون مسيرته الديمقراطية وقيم الدولة المدنية ونعلي مصالح مصر ونرفض محاولات التفرقة او الاقتراب من وحدة أبناء الوطن ونعزز ارادة الامة وحقها في اختيار نواب الشعب بكل الشفافية والحرية وحق الاختيار المطلق ونتمسك بالدستور والقانون ودولة المؤسسات والفصل بين السلطات ونعلي من قيم الحق والمساواة وتكافؤ الفرص ونسناند كشف الفساد والتصدي له وقال علينا أن نوحد جبهتنا الداخلية نصون تماسكها ونعزز صلابتها ضد المرجفين والمشككين ونؤكد أن أمن مصر كان وسيكون خطا أحمر ولن نسمح أن يستباح ولن نقبل يوما بالتدخل في الشأن الداخلي تحت أي مسمي أو غرض. وقال الشريف إن ماتشهده البلاد خلال هذه المرحلة من حراك سياسي واسع تجسده الحملات والدعايات الإنتخابية التي تشارك فيها مختلف الأحزاب السياسية إلي جانب المستقلين من مختلف التوجهات لاختيار نواب الشعب في مناخ من الشفافية والنزاهة والإلتزام بأحكام الدستور والقانون يمثل مرحلة تجني فيها ثمار التعديلات الدستورية والإصلاحات التشريعية الشاملة وما تلاها من تعديلات جذرية إستهدفت تعزيز الممارسة الديمقراطية ودعم التعددية الحزبية وترسيخ أسس الدولة المدنية علي دعائم صلبة من حقوق المواطنة وقيم العدالة. وأوضح أن التعديلات طالت قانوني مجلسي الشعب والشوري وقانون الأحزاب السياسية وقانون مباشرة الحقوق السياسية وتعديل قانون مجلس الشعب لدعم تمثيل المرأة في المجلس وقوانين أسهمت في تدعيم حرية إبداء الرأي. وأكد أن إنتخابات مجلس الشعب2010 هي الأولي في تاريخه التي تجري تحت مظلة تلك التعديلات وعلي رأسها ما يتعلق باختصاصات اللجنة العليا للانتخابات التي تتمتع بصلاحيات كاملة في إدارة العملية الإنتخابية, بدءا من الإعلان عن إجراء الانتخابات وانتهاء بإعلان النتيجة إلي جانب القواعد المنظمة للدعاية الإنتخابية والحد الأقصي للانفاق علي الدعاية وإعطاء حقوق متساوية للأحزاب في عرض برامجها الإنتخابية من خلال وسائل الإعلام وتسهيل عملية التصويت للناخبين وحفظ الأمن والنظام أثناء العملية الإنتخابية وتنظيم دور منظمات المجتمع المدني في متابعة الإنتخابات. وأكد الشريف حرص مجلس الشوري علي الامتثال والاحترام لقرارات اللجنة العليا, وتفعيل كل آلياتها احتراما لمبادئ الدستور والتزاما بالقانون. وقال إننا نرحب ونؤيد القرار بقانون الذي صدر أخيرا بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية والذي تضمن إضافة أحكام تتناول تنظيم إنتخابات مجلس الشعب بالنسبة للدوائر التي يجري فيها شغل مقاعد المرأة والذي كان لازما وضروريا تفرضه الحاجة لتنظيم انتخاب64 عضوة علي مستوي32 دائرة تغطي محافظات مصر كلها. من هنا تحت قبة هذا المجلس, نجدد العهد أن نواصل الجهد في منظومة متكاملة تضم البرلمان بمجلسيه- الشعب والشوري- في وحدة واحدة, في سبيل الارتقاء بأدائنا التشريعي دعما لبرنامج إصلاحي نستكمل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية'. كما نؤكد الالتزام بدعم جسور التعاون والتنسيق مع الحكومة من خلال تجسيد ما نحن بصدد من تشريعات ومشروعات قوانين واتفاقيات لتحقيق كل مايصبو إليه الشعب من آمال في مستقبل ينعم فيه بحياة أفضل واستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي. وقال إننا نبدأ دورتنا و مازال العالم يكابد هزات اقتصادية بدأت بوادرها في منتصف عام2008 مع استفحال أزمة مالية أدت إلي كساد اقتصادي طال جميع الدول المتقدمة والنامية في أنشطة المؤسسات المصرفية وحركة التجارة الدولية وأنشطة الائتمان والإستثمار, وانعكس بآثاره ولا يزال علي معظم الدول التي تكافح جاهدة للخروج من ضائقته عن طريق فرض المزيد من سياسات التقشف وضغط الإنفاق وتطبيق سياسات حماية مشددة, أثرت بالسلب علي أوضاع الصادرات في اقتصاديات العديد من الدول النامية, وبالرغم من أن مصر تعرضت لهذه الآثار, إلا أن اقتصادها والحمد لله قد تمكن من الصمود واجتياز الأزمة بأقل الخسائر ضمن القلائل من دول العالم. وقال الشريف لقد شهدت الأشهر القليلة الماضية شهدت أحداثا مهمة, في مقدمتها إنطلاق جولات المباحثات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل, حيث كان لمصر ولقيادتها السياسية دور مهم في تحريك هذه الجهود, وإستضافت مصر في مدينة شرم الشيخ أولي جولات هذه المباحثات في الخامس عشر من نفس الشهر, تأكيدا لدور مصري محفز ودافع علي مواصلة الجهود, وكان لمصر موقف واضح وحاسم عندما تعثرت المفاوضات. ومجلس الشوري يؤكد علي موقف القيادة السياسية من ضرورة إستمرار سياسة تجميد المستوطنات,إنقاذا للمباحثات والحيلولة دون انتكاسة جديدة تعود بالقضية إلي مربع البداية بكل ما يحمله من توتر ومواجهات وعدم استقرار..' إننا نعلي من قيمة كل جهد تبذله القيادة المصرية, ونؤكد علي كل جهد تبذله الدبلوماسية المصرية لإنقاذ القضية من الضياع'. كما شهدت الفترة شهدت ظواهر مؤسفة دفعت إليها تصريحات غير مسئولة, وأقوال مرسلة من بعض المتعصبين دينيا وتراشق طائفي متطرف في الطرح أبعد ما يكون عن تقاليد مصرية ترسخت نرفض التدخل والتراشق فيما ورد بالكتب السماوية والذي يمثل خروجا علي القيم الوطنية التي حققت وحدة هذا الوطن وصانت سلامه الإجتماعي علي مدي التاريخ'. إننا في هذه الجلسة وفي افتتاح دور الانعقاد نري أنه من المهم أن نؤكد علي كلمات السيد رئيس الجمهورية في ذكري الاحتفال بليلة القدر عشيه هذه التطورات المؤسفة كلماته التي دعت الي ترسيخ قيم التوحد بين كل المصريين في ظل العلم والقانون والدستور. وقال إننا نؤكد اليوم علي قيم راسخة لوحدة أبناء الوطن من المسلمين والاقباط, وقيم الدولة المدنية الحديثة الرافضة لخلط الدين بالسياسة ونعلي مبدأ المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع. و' إننا نعلن تأكيدنا علي ما صدر من الأزهر الشريف علي لسان فضيلة الإمام الأكبر.. وماصدر من الكنيسة المصرية علي لسان قداسة البابا.. والذي كان له أكبر الأثر في نفوس المصريين.. وإننا نعلن اليوم رفضنا لتلك التهديدات..التي صدرت منذ أيام عن تنظيم القاعدة الإرهابي, حاملة تهديدا سافرا للكنائس المصرية..ونقول إن شعب مصر واحد..وأمن أبنائه واحد..ونرفض معا وجميعا مسلمين ومسيحيين أي مساس بأمن مصر القومي'. وقال الشريف لقد أحلت الي اللجان المختصة خلال العطلة البرلمانية عددا من الاتفاقيات المحالة الي المجلس وعددها8 اتفاقيات وعددا من طلبات المناقشة والاقتراحات برغبة المقدمة من بعض السادة الاعضاء أثناء العطلة البرلمانية.