الوله الفرنسي والصرف الصحي وبسؤاله عن الزيارات السياحية الحالية للمدينة, اوضح ان غالبية الزيارات لرشيد تكثر في فصل الشتاء, ويكون معظمهم من الاجانب,و بخاصة الفرنسيين الذين يقصدون بيت الميزوني او مايطلق عليهمنزل زبيدة زوجة القائد الفرنسي مينو مشيرا الي اقتصار زيارات المصريين علي الرحلات المدرسية لتلاميذ محافظة البحيرة, وطلبة الفنون والاثار, من جامعات مصر المختلفة, الذين يجدون في تراث رشيد مادة خصبة تساعدهم في دراستهم. واثناء جولتنا بالمدينة وبين تراثها حرصنا علي معرفة رأي اهلها والاستماع لمطالبهم, وكانت البداية بعبدالمحسن سنارة قادما من عمله كإخصائي اجتماعي, سألناه عن المطالبة باستقلال المدينة, فبادر بقولهرشيد مثل الاقصر ولاتقل عنها في شيء, لكن الاهم من النواحي الادارية الجانب التنفيذي, للقضاء علي المشكلات الموجودة, مشيرا الي اقتصار عمليات التحديث علي الشارع الرئيسي, او الخارجي وهو شارع البحر, اما الأجزاء الداخلية من المدينة فحالتها في منتهي السوء, حيث يكتفي المسئولون بتفقد الاجزاء الخارجية فقط, مضيفا الي ذلك معاناة اهل رشيد من مشكلة الصرف الصحي, حيث يقول هذه مشكلة لانعرف لها ول من اخر, ونتمني ان تنتهي بسرعة وبابتسامة من الطراز الرشيدي قابلنا محمد ابوسليمان, الجالس امام احد متاجر الوكالة, ويبلغ من العمر72 عاما والذي اكد سعادته بأعمال التطوير في المنازل التراثية مرددا: نريد الاجانب يأتون ويرون مدينتنا اما محمد بيومي صاحب المتجر فرغم موافقته الرأي فإنه شدد علي ضرورة ان يهتم المسئولين بمشروع الصرف الصحي قائلا: منذ15 سنة ونحن في انتظار استكماله,ولم يستكمل حتي الان, رغم اهميته في زيادة نظافة المدينة وجمالها. اميمة احمد موظفة انحصرت مطالبها في انشاء مصانع جديدة لتوفير فرص عمل للشباب ومراعاة ان يكون الاهتمام بقلب المدينة مثلما الحال بالكورنيش والشوارع الخارجية لاستكمال مشروعات المياه والصرف الصحي ورصف الطرق. وكما كان اتفاقهم علي المطالب التي يمكن وصفها بالاساسية والضرورية كان اتفاقهم ايضا في رفض مادعا اليه الخبراء والاثريون من استقلال رشيد عن محافظة البحيرة, لتكون الجملة التي اجمعوا عليه تبقي تبعية المدينة للبحيرة لكن المهم الاهتمام بها علي اساس تاريخها وتراثها, لتنتهي فترة الاهمال التي طالت ويحل مكانها فترة اهتمام ونهضة تستحقها عن جدارة رشيد واهلها داخل مسجد المحلي الذي يجري به أعمال التطوير وقفت المهندسة شيماء كامل وسط مجموعة العمل وشرحت لنا الانتهاء من أعمال الأرضيات, حيث تم حفر120 سم وإحلالها بتربة جديدة من الرمل والزلط وطبقة عزل عبارة عن شرائح من مادة البيتومين لحل مشكلة المياه الجوفية أسفل المسجد, وانتهاء بطبقة من الخرسانة المسلحة, مشيرة إلي أنه يجري حاليا معالجة الأمر مع أعمدة المسجد التي تواجه حاليا نفس مشكلة المياه الجوفية التي تتدفق بغزارة أسفلها. وعن العمل بالمباني الأثرية تقول شيماء رغم صعوبته لكنه ممتع, حيث ان المجهود يتركز بشكل كبير علي عودة الأثر وطابعه كما كان في الأساس وهو ما يستغرق وقتا أطول. الجامع المعلق.. معلق ورغم انتهاء أعمال تطوير الجامع المعلق لكن يبدو أن اسمه ينذر بمشكلة قريبة فقد سمي الجامع المعلق لبنائه فوق حوانيت أو متاجر أسفله تم تأجيرها بعقود رسمية من وزارة الأوقاف, وأخلاها مستأجروها قبل أعمال التطوير, في انتظار تسليم مسئولي الآثار المسجد للأوقاف مرة أخري لممارسة شعائر الصلاة به, لاستئناف النشاط التجاري مرة أخري وسط حالة من التخوف المتبادلة بين الأثريين خوفا من إساءة المستأجرين للأثر بعد تطويره, حيث تم التلويح لهم بأن لهيئة الآثار الحق في فسخ أي تعاقدات سابقة قد تضر بالأثر. واحد من أصحاب عقود إيجار أحد المحلات أسفل الجامع المعلق, عم محمد أحمد القباري, أكد أن الإيجار ورثه عن والده الذي استأجر دكانين لبيع الأخشاب منذ أكثر من60 عاما, بعقد إيجار دائم, مشيرا إلي تسليمه المكان لمسئولي الآثار الذين وعدوه بإرجاعه بعد انتهاء أعمال التطوير, وأن هذا الأمر يشاركه به ستة أشخاص آخرين, في الوقت الذي أكد فيه أحد العاملين بالموقع أن هذه المشكلة ليست خاصة بهذا المسجد فقط, وأن هناك أكثر من أثر برشيد به نفس المشكلة, مشيرا إلي أن حل المشكلة سيتحدد بين الآثار والأوقاف بتعويض أصحاب هذه الإيجارات. في كل حي بيت أثري انتهت جولتنا الميدانية التي لم تشمل سوي جزء قليل مما كنا نتمني, وعدنا مرة أخري لمنزل كوهية لنستمع من محمد التهامي مدير عام آثار رشيد إلي ملامح أخري لمشروع التطوير, فأوضح لنا أن العمل حاليا يجري في13 منزلا هي محارم وأبوهم والجمل والتوقاتلي والميزوني وجلال وثابت ومكي وعصفور والبقرولي ودرع والمناديلي وعلوان, إلي جانب7 مساجد هم: دمقصيص أو المعلق, والمشيد بالنور, والجندي, والصامت, وقبة الخزرجي والعرابي وزغلول, بالإضافة إلي بوابة رشيد الشمالية أو أبوالريش وبقايا سور رشيد, مشيرا إلي أنه من المقرر الانتهاء من هذه الأعمال خلال شهر أغسطس من العام المقبل. وأضاف التهامي أنه سيتم فتح البيوت للزيارات السياحية سواء المصريون أو الأجانب عقب الانتهاء من التطوير, مشيرا إلي أنه من المتوقع أن تشهد السياحة لرشيد زيادة كبيرة خاصة إذا ما تم التنسيق مع الأجهزة المعنية, ووضع رشيد علي خريطة التنمية السياحية, والبدء في ترميم وتطوير بقية المواقع التراثية بالمدينة, مع الاهتمام بإزالة الاشغالات حول الآثار بما سيؤثر إيجابا علي الزيارات. معوقات التنمية وبسؤاله أكد الهيثم تيسير عثمان عضو مجلس محلي محافظة البحيرة محلي أن هناك صحوة حدثت أخيرا عبر عنها الاهتمام الذي أولته الحكومة لمدينة رشيد, ومن جانب القيادات المحلية بالمحافظة, مشيرا إلي دور اللجنة التنفيذية لتطوير رشيد والتي تم تشكيلها منذ بضعة أشهر, برئاسة رئيس مجلس الوزراء, قائلا: لو كان هذا الاهتمام بدأ مبكرا لكان الوضع في رشيد أفضل حالا بشكل كبير. وأشار عثمان إلي أنه علي الرغم من مجهودات التطوير التي بدأت بالمدينة فإن المعوقات بسبب الإهمال الذي تعرضت له تستلزم تفعيل الجهود وتكاملها للانتهاء من مشروعات الصرف الصحي وحل مشكلات محطات الرفع1 و3 ورصف الشوارع الداخلية بالمدينة, ونقل الباعة للأسواق الجديدة, والتي تتم إقامتها حاليا, والإسراع في الانتهاء من موقف السيارات الجديد, والبدء في أعمال بناء المدينة السكنية الجديدة للشباب, والمقررة إقامتها علي مساحة547 فدانا تمت إحاطتها بالأسوار ولم يتم عمل أي شيء بخلاف ذلك حتي الآن. ولفت عثمان إلي ضرورة حل مشكلة مياه الشرب والمزارع السمكية في النيل, والمتسببة في زيادة نسبة الإصابة بأمراض الفشل الكلوي بين أهالي رشيد, بفعل تلويثها للمياه, مطالبا مجلس المدينة بتفعيل دورهم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. وبعرض شكاوي المواطنين ومطالب الخبراء عليه بدأ اللواء فتح الله الجندي رئيس مدينة رشيد حديثه بتأكيد انتهاء عهد إهمال رشيد وبدء عهد جديد من الإهتمام والتطوير, موضحا أنه تم رصد ميزانية بلغت250 مليون جنيه لخطة تطويرها خلال الفترة من2008 حتي2011, للانتهاء من أعمال البنية التحتية ومشروعات المرافق ليكون أول العام المقبل بداية صفحة جديدة لأهل رشيد مع مدينتهم بعد تطويرها, علي حد قوله. وأشار الجندي إلي الانتهاء من تطوير الكورنيش, وميناء الصيد الجديد, والممشي السياحي والعلوي علي البحر, وإقامة سوق جديدة للأسماك, واخري للخضراوات والفواكه, لنقل الباعة, وتفريغ وسط وقلب المدينة من الإشغالات, مع مراعاة البعد الاجتماعي في النقل للسوق الجديدة البديلة والحفاظ علي التطوير التراثي والأثري, الذي تقوم به هيئة الآثار, في البيوت والمساجد الأثرية بالمدينة, تمهيدا لاستقبال السائحين, معلنا عن الاتفاق مع هيئة تنشيط السياحة لإقامة فندقين بجانب الفندق الحالي لاستيعاب الزيارات السياحية المتوقعة للمدينة بعد تطويرها. وعن مشروعات المياه والصرف الصحي, أكد الجندي انتهاء أعمال الصرف الصحي بشكل كامل, ويتبقي فقط بعض توصيلات للمنازل, والمقرر انتهاؤها قريبا, مشيرا إلي محطة المياه الجديدة بطاقة25 ألف متر مكعب مياه يوميا والتي تخدم مدينة رشيد والجدية وبرج رشيد.