رشيد واحدة من مدن محافظة البحيرة, تقع علي مسافة اثني عشر كيلو مترا فوق مصب نهر النيل فرع رشيد, وتمثل احدي زوايا المثلث الذي تشغله الدلتا بين القاهرة ودمياط و رشيد. اشتق اسمها من الاسم الفرعونيرخيت وهم سكان الدلتا القدماء قبل الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب, وقد تحول الاسم في القبطية الي رشيت ثم الي رشيد فيما بعد, وفي العصر الحديث اطلق عليها الرحالة والمؤرخين الاسم اللاتينيROSetta اي الوردة او الزهرة ذلك لان الحدائق تحيط بها من كل جانب, بالاضافة الي روعة مبانيها التي تفوقت في جمالها علي منازل القاهرة, الي جانب موقعها المتميز الذي اكمل بهاء الصورة حتي اطلقوا عليها حديقة مصر. ونتيجة لموقعها المتميز علي البحر المتوسط ومدخل نهر النيل جاء الاهتمام بتحصينها وبناء القلاع والطوابي الحربية حولها, ولعل اهم تلك التحصينات قلعة قايتباي التي انشأها السلطان المملوكي الاشرف ابوالنصر قايتباي عقب الانتهاء من بناء قلعته الشهيرة بالإسكندرية, الاان شهرة قايتباي رشيد زادت بشكل كبير في اغسطس من عام1799 م اثناء الحملة الفرنسية علي مصر حيث تم اكتشاف حجر رشيد الذي اطلق عليه مفتاح الحضارة المصرية القديمة, بعد ان استطاع العالم الفرنسي شامبليون ففك رموزه ونقوشه المسجلة باللغات الهيروغليفية والديموطيقية والاغريقية, التي فتحت الباب لمعرفة الحضارة المصرية القديمة, وقد تم نقله الي لندن في فبراير من عام1802, ويعد الان واحدا من اهم القطع الاثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن, الذي اهدي مصر في المقابل نموذجا طبق الاصل من الحجر يعرض الان بمتحف رشيد الوطني الذي افتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام.1959 اثناء زيارته لمدينة رشيد, خلال الاحتفال بذكري الانتصار علي حملة فريزر, وكان يسمي المتحف الحربي, وبعد تجديده وتطويره افتتحه الرئيس مبارك عام.1985 غير ان القلاع والطوابي الحربية ليست وحدها مايميز اثار رشيد, لكنها المنازل التراثية التي تبلغ22 منزلا, منها منزل عرب كلي وعصفور والبقرولي والقناديلي والتوقا تلي والامصيلي ومحارم وكوهية ودرع والجمل وجلال والميزوني الذي يعد قبلة السائحين الفرنسيين في مصر وبخاصة في فصل الصيف قاصدين رؤية المنزل الذي عاشت به زبيدة البواب التي تزوجها الجنرال الفرنسي القائد مينو. والي جانب المنازل التي تتميز بمميزات فريدة من حيث تقسيم الواجهات واستخدام المشربيات والشرفات الخشبية ويبقي السؤال متي ستأخذ الاهتمام الذي تستحقه؟!