لم يعد من المقبول علي الإطلاق أن يستمر نزيف المصريين علي الطرقات. هذا إهدار للموارد البشرية والسبب الإهمال. الاف من الشباب يلقون مصرعهم علي الطرق.. آلاف من السياح تنقلب بهم الأتوبيسات علي طريق الغردقة. حوادث الطرق لا ترحم ضباط شرطة.. رجال قضاء.. علماء.. أساتذة في الجامعات. هل نعلم ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أننا نفقد أرواحا بشرية تمثل رصيدا كبيرا لهذه الأمة. هؤلاء انفقت عليهم مصر الكثير ليكونوا زادها في مواجهة الحياة. ناهيك عن الآلام الناتجة عن وفاة هؤلاء لاسرهم وابنائهم. نحن نتقبل هذهالوقائع بهز الرأس وهذه مسألة بالغة الخطورة. لا أحد يسأل لماذا يحدث ذلك! هناك أسباب واضحة علي رأسها: أولا: الحصول علي رخصة القيادة في مصر بالغ السهولة مقارنة بدول أخري.. وهنا لن اخجل من ذكر تجربتي في كندا للحصول علي رخصة قيادة.. لقد ألزموني بدخول مدرسة لتعلم القيادة.. ورسبت في الامتحان عدة مرات.. كل ذلك بسبب عدم القدرة علي إجادة القيادة بمعايير شمال أمريكا.. هذا علي الرغم من قيادتي للسيارة في مصر لمدة25 عاما قبلها. نحن لا نتعلم قيادة السيارات في مصر ولذلك نرتكب أخطاء فادحة. لقد تمكنت بعد نضال طويل من الحصول علي رخصة القيادة الكندية بعد ان تعلمت أصول القيادة الحقيقية. ثانيا: كل من هب ودب يمكن ان يحصل علي رخصة قيادة.. في حين إن القيادة تحتاج إلي حد أدني من العلم والمعرفة.. وما نراه من قيادة سائقي الميكروباص لا ينم عن علم أو معرفة. ثالثا: ليس هناك طريق في مصر مرصوف وفقا للمعايير الدولية باستثناء طريق عين السخنة.. إذن لماذا نتعجب من ارتفاع معدل حوادث الطرق. ما يحدث علي الطرقات يحتاج إلي نظرة أخري. ولهذا حديث آخر. [email protected]