أعلنت منظمة اليونيسيف أمس نتائج الدراسة التي أجرتها مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بعنوان فقر الأطفال والتفاوت في مستوي معيشتهم في مصر. وقالت الدكتورة عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورئيسة الفريق البحثي إن الدراسة أثبتت أن خمسة ملايين طفل محرومون من السكن المناسب. بما في ذلك المأوي وتوافر المياه والصرف الصحي ويعاني نحو1.6 مليون طفل دون الخامسة الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية. وأضافت أن الدراسة كشفت عن أن أكثر من سبعة ملايين طفل واحد من كل أربعة يعيشون محرومين من حق واحد أو أكثر من حقوقهم وأن هناك نحو مليون و200 الف طفل يعيشون في فقر مدقع, أي أنهم محرومون من حقين و أكثر وأن نحو مليون و400 ألف طفل يعيشون علي أقل من دولار واحد يوميا بينما يعيش15 مليونا و600 ألف طفل علي أقل من دولارين يوميا. وأضحت الدراسة أن عدد الاطفال الذين يعيشون في فقر شديد آخذ في الازدياد ففي عام2009 تجاوز عدد الاسر الفقيرة التي لديها أطفال أعدادها عام1996, وأن23% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن15 عاما يعيشون في أسر فقيرة الدخل.. ويبلغ اجمالي عدد الاطفال في مصر نحو28 مليون طفل. وكشفت الدراسة ايضا أن النمو الاقتصادي المرتفع في السنوات الأخيرة الذي بلغ7.2% في عام2008 لم يؤد إلي أنخفاض متناسب في معدل فقر الدخل أو الحرمان. ومن جانبها قالت مشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان إن عدد الاطفال الذين يعانون الفقر وصل إلي21% من إجمالي الاطفال ويمثل الاطفال ثلث السكان. وأضافت أن الميزانية العامة للدولة لا تضع أرقاما ملموسة للقضاء علي ظاهرة فقر الأطفال, مشيرة إلي أنه يجب إعطاؤهم نفس حقوق البالغين. وأشارت إلي أن الاطفال يعانون من مشاكل متعددة ومنها ما هو ناتج عن فقر الآباء والامهات ومحاولتهم الاتجار بالاطفال واستغلالهم مثل عمل الاطفال في الورش لتوفير الأموال أو زواج القاصرات من رجال كبار في السن. وقالت مشيرة خطاب إن الوزارة حققت98% تقريبا من مطالبها الخاصة بحقوق الاطفال, وإن هذه الدراسة تعطي للوزارة قاعدة بيانات قوية تساعدها في التغلب علي ظاهرة فقر الأطفال. ومن جانبه قال الدكتور أحمد زايد رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة إن زيادة معدلات الفقر بين الأطفال ستؤدي إلي زيادة معدلات الجريمة في المستقبل وذلك لأن الحرمان يؤدي إلي فقدان الثقة في المجتمع وبالتالي سيكون لدينا في المستقبل اطفال يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية لها تأثير خطير علي المجتمع. وأكد زايد أن المناطق الفقيرة والعشوائية هي الأعلي في ارتكاب الجرائم وفي سوء التعليم والتحصيل.