أكدت السيدة سوزان مبارك رئيسة مجلس أمناء مركز سوزان مبارك الإقليمي لصحة وتنمية المرأة أن الصحة والتنمية يسيران يدا بيد معتمدين علي عوامل اقتصادية واجتماعية تحدد النمو فيهما وقالت:إن الدولة تولي صحة المرأة اهتماما خاصا منذ تولي الرئيس حسني مبارك مقاليد الحكم. وأعربت عن أملها في أن يساهم المركز الإقليمي لصحة وتنمية المرأة إيجابيا في المجهودات العالمية الرامية لتحسين صحة المرأة في القارة الإفريقية وفي الدول النامية الأخري ليصبح منارة تشع من خلالها كل الخدمات التي تساهم في النهوض بالمرأة. جاء ذلك خلال تفقد السيدة سوزان مبارك أمس لأقسام المركز المختلفة ورئاستها الاجتماع الأول لمجلس أمنائه حيث ناقشت مع أعضاء المجلس خمسة موضوعات استراتيجية تتعلق بلائحة العمل وأنظمة التدريب المختلفة في المجالات الصحية وتنمية المرأة بالإضافة إلي الموازنة الخاصة بالمركز. واستهلت قرينة الرئيس حديثها مع أعضاء مجلس الأمناء الذي يضم12 عضوا من الشخصيات المصرية والأجنبية بالإضافة إلي مدير المركز ومنسق مجلس الأمناء الدكتور حسن سلام عن تقديرها لما تلمسه من نمو سريع تشهده مدينة الإسكندرية في الفترة الأخيرة, مرحبة بأعضاء مجلس الأمناء في لقائهم الأول وموجهة الشكر لجميع من يشارك فيه لمجهوداتهم وخدماتهم المقدمة لتحسين الصحة عامة ورفاهية السيدات في مصر وما وراءها خاصة. وأكدت أن اجتماع هذا المجلس يسعي لتحقيق الأهداف التي تم إقرارها حيث إن الصحة في ذاتها ليست غاية ولكنها وسيلة لتحقيق النمو, ولهذا فقد خصصت الأممالمتحدة ثلاثة أهداف من ضمن الأهداف الثمانية الإنمائية للألفية لأمور تتعلق مباشرة بالصحة. وقالت إن الأهداف الثلاثة هي خفض معدلات وفيات الأطفال, وخفض معدلات وفيات الأمهات, ومحاربة الأمراض المعدية خاصة الملاريا وفيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز. وأضافت:أن الأهداف الخمسة الأخري من أهداف الألفية تخص أيضا الصحة بطريقة غير مباشرة حيث لم يكن هناك اهتمام خاص بالمرأة في الماضي وبات أمس موضوع صحة المرأة والطفل من بين الاهتمامات الكبري للعاملين لشئون الصحة علي مستوي العالم. وقالت السيدة سوزان مبارك إن الاهتمام بصحة المرأة خاصة فيما يتعلق بأمور الحمل والولادة أصبح من الأولويات المتقدمة في الأجندة العالمية والمعترف بها في ميثاق الأممالمتحدة ونشاطها المتعلق بالصحة والسكان والذي برز الاهتمام به خلال مؤتمر الصحة والسكان الذي استضافته القاهرة في عام1994. وأوضحت أن تعريف الصحة الإنجابية الذي وضعه عالم مصري هو الدكتور محمود فتح الله رئيس الاتحاد الدولي السابق لأمراض النساء والولادة وتم تكراره من قبل المجتمع الدولي حيث عرف الصحة الإنجابية بأنها الاهتمام بصحة المرأة منذ كونها طفلة وحتي سن مابعد الإنجاب, منوهة بأن هذا التعريف لايقتصر علي علاج الأمراض التي تصيب المرأة ولكنه امتد ليشمل أن تحيا حياة سليمة جسديا وعقليا واجتماعيا. وأضافت: علي الرغم من كثرة التحديات التي تعوق الأمور المتعلقة بصحة المرأة فإن مصر حسب تقرير الأممالمتحدة الصادر في عام2010 أصبحت واحدة من23 دولة علي مستوي العالم تمشي بخطي ثابتة وسريعة في اتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية, موجهة الشكر لوزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي وفريقه من العاملين بالوزارة علي هذا الإنجاز. وأشادت بما حققه المركز من إنجازات وامتداد عمله لمناطق أخري في مصر والبلاد المجاورة خاصة الأفريقية منها, موضحة أن تعداد القارة الأفريقية يمثل عشر سكان العالم وتمثل الزيادة السكانية20% من نسبة المواليد علي المستوي الدولي بالإضافة إلي أنها تمثل نسبة50% في معدلات وفيات الأمهات جراء الحمل والولادة. وذكرت أن هناك20 دولة علي مستوي العالم بها أعلي نسبة وفيات بين الأمهات منها19 دولة أفريقية وأفغانستان, مشيرة إلي أن الحمل والولادة يعتبران ثاني أكبر سبب لوفيات السيدات علي مستوي العالم في الشريحة العمرية ما بين15 إلي49 عاما وأنه من اللافت للنظر أن عدد وفيات هؤلاء السيدات في أفريقيا بلغ231 ألفا في عام2002 طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن مرض الإيدز يعتبر مسئولا عن وفاة866 ألف حالة في السنة بين السيدات, لافتة إلي أنه حدث تحسن ولكنه ليس المرجو.. وقالت: إن تنظيم الأسرة يعد تحديا آخر للقارة الإفريقية حيث أنها حققت أعلي معدل للخصوبة علي مستوي العالم, فقد بلغ متوسط عدد الأطفال9 ر4 طفل في السنة لكل سيدة وبلغ عدد المستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة17% فقط. وأضافت: أننا في مصر نحتاج إمكانات أكبر لخدمة المسنين ولمساعدة الدول الإفريقية المجاورة,ومن واجبنا أن نشارك خبرات النجاح مع شركائنا الأفارقة.. منوهة بأن المركز الإقليمي لصحة وتنمية المرأة قدم خدمات عديدة في مجال صحة المرأة. وأوضحت أن هذه الأنشطة والخدمات تحقق نموا يحقق أهدافه في القريب العاجل وأن يقود مجلس أمناء المركز خطواته ويدعم جميع أنشطته لتحقيق هدفه لتحسين صحة المرأة في مصر والدول الشقيقة. واستمعت السيدة سوزان مبارك وأعضاء مجلس الأمناء إلي عرض قدمه رئيس المركز ومنسق المجلس الدكتور حسن سلام لخص خلاله ماحققه المركز منذ افتتاحه, حيث تأسس منذ ثلاث سنوات كمركز للأبحاث والتدريب في مجال صحة وتنمية المرأة لخدمة مصر والبلاد المجاورة خاصة الأفريقية ويقوم بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعاون الدولي لإقامة برامج لتدريب الأطباء والممرضات والعاملين في المجال الصحي علي الأساليب الصحية المتفق عليها عالميا ورفع مستوي الخدمة في مصر والبلاد الشقيقة. وخلال الاجتماع تم عرض لائحة العمل بالمركز تمهيدا لاعتمادها من قبل لجان متخصصة سيتم تشكيلها وكذلك أنظمة التدريب المختلفة في المجالات الصحية وتنمية المرأة. وكانت السيدة سوزان مبارك قد تفقدت معملي الأبحاث والتدريبات وكيمياء الدم وغرفة الأشعة وعيادة هشاشة العظام ومعمل الوراثة الخلوية ومعمل السلس البولي والمناظير وعيادة المساندة الأسرية بالمركز, ثم التقت بمجلس الأمناء الذين حرصوا علي التقاط صورة تذكارية معها عقب اللقاء. كما تفقدت في الطابق الأرضي من المركز البرنامج التدريبي الذي تنظمه إدارة وتنمية المرأة للفيف من اللاجئات السودانيات بتمويل من السفارة الأيرلندية لتدريبهن علي الأشغال والمهارات اليدوية التي تمكنهن من إنتاج منتجات متميزة يمكن تسويقها من خلال معارض الجمعيات الأهلية لصالحهن.