أكدت السيدة سوزان مبارك, أن النهوض بأوضاع الأسرة المصرية يمثل قضية بالغة الأهمية أمام الدولة ومنظمات المجتمع الأهلي ومؤسساته, كما أنها قضية تطرح مثالا حيا للمشاركة الضرورية والجهود المطلوبة من كلا الجانبين لترسيخ الالتزام بتأكيد مكانة الأسرة في المجتمع وتعزيز علاقات الترابط بين أفرادها وأجيالها وتحسين ظروف معيشتها, وتطوير التشريعات التي تكفل للأسرة الحماية والرعاية. جاء ذلك في كلمة السيدة سوزان مبارك أمام المؤتمر السابع للاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والذي عقد أمس تحت شعار دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية في تمكين الأسرة المصرية.وأضافت السيدة سوزان مبارك أن مصر جزء لا يتجزأ من عالم متغير يشهد تحولات عديدة ومعطيات جديدة, كما يشهد اعترافا دوليا بدور المجتمع الأهلي كضلع أساسي في مشاركة ثلاثية الأبعاد بين منظماته وبين الدولة والقطاع الخاص.وأضافت أن مصر تمتلك أساسا قويا وخبرات متراكمة لمسيرة حافلة للعمل الأهلي اسهمت وماتزال بجهود وأنشطة متميزة من أجل المجتمع المصري والأسرة المصرية. وأوضحت قرينة الرئيس أن هناك علاقة وثيقة بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية لأن الطريق الي المستقبل انما يبدأ بتوفير أكبر قدر من الحماية والرعاية للأسرة لتمكينها من أداء دورها في تنشئة أجيال جديدة قادرة علي الاسهام في تقدم مجتمعها وصنع مستقبله واتاحة حياة كريمة لكل أفراده. واستعرضت قرينة الرئيس بعض الخطوط العامة والرئيسية لقضية النهوض بالأسرة المصرية في منطلقاتها ومبادئها وأهدافها وما تواجهه من تحديات قائمة والتي تتمثل في الاقتناع بأن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع حيث تعني الأمان والاستقرار, وكذلك الاعتراف بتباين أوضاع وخصائص الأسرة المصرية من حيث عدد الأفراد ومستويات المعيشة وتباين الأولويات والاحتياجحات والإيمان بضرورة العمل علي النهوض بكل الأسر مع اعطاء عناية خاصة للأسر الأولي بالرعاية. وأفادت السيدة سوزان مبارك بأن هناك عددا من المبادئ المهمة التي تستهدف الحفاظ علي قيم ومقومات الأسرة المصرية, وتتعامل مع أفرادها باعتبارهم شركاء حياة ومصير وترسي مسئولية الدولة عن تهيئة الظروف المواتية للحفاظ علي سلامة الأسرة وتماسكها وتمكينها وحماية قيمها وكيانها من عوامل اللعنف والتفكك بما يحقق لها الأمان الأسري. وأضافت السيدة سوزان مبارك, أن مصر تسعي من خلال هذه المنطلقات والمبادئ لتحقيق عدد من الأهداف, وهي زيادة دخول الأسرة المصرية ليرتفع مستوي معيشتها عاما بعد عام وأن نغرس معاني المشاركة والعمل بروح الفريق وتنمية روح التواصل والتعاون مع مختلف الثقافات والحضارات. وأشارت قرينة الرئيس الي ما يشهده الاقتصاد المصري من الاعتماد المتزايد علي عمل الزوجة كشريك في تدبير دخل الأسرة ومواجهة نفقات المعيشة فلم تعد هناك الأدوار النمطية المتعارف عليها داخل الأسرة وأصبح لدينا مفاهيم وقيم جديدة تعترف بالمسئولية المشتركة لكل من الزوج والزوجة في إعالة الأسرة بل وصارت المرأة المعيلة هي العائل لنحو30% من الأسر المصرية وفقا للدراسات والأبحاث. وأضافت أن العلاقة بين الوالدين والأطفال لم تعد كسابق عهدها, فقد تغير مفهوم الدور النمطي للأطفال وأصبحت العلاقة الآن في اتجاهين تلخصها مقولة خبراء الاتصالات والكمبيوتر( تعلموا من أبنائكم). وأوضحت أن ما تشهده الأسرة المصرية من تحولات أدي لاهتزاز بعض قيم الترابط الأسري الراسخة في مجتمعنا فارتفعت نسبة حالات الطلاق من نحو13% عام2004 الي40% عام2008, وهو ما يطرح ضرورة للتوصل الي الحد الأدني من التوافق المجتمعي حول القيم المشتركة للتنشئة في الأسرة المصرية, وقالت: إننا لسنا وحدنا في مواجهة هذه التحديات وغيرها.. فهي جزء من معطيات العصر في منطقتنا العربية وعلي اتساع العالم, وأضافت أن نقطة البداية هي تعزيز التزام الدولة بالمشاركة مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في تناول قضايا الأسرة المصرية وخطط وسياسات وبرامج النهوض بها وكذلك متابعة وتقويم مستوي الأداء في تنفيذها لافتة الي ضرورة توزيع الأدوار في إطار هذه المشاركة موضحة أن الدولة تمضي في مكافحة الفقر والارتقاء بالتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية, ومحاصرة البطالة بالإضافة الي تواصل السياسات الداعمة للعدل الاجتماعي وتطوير التشريعات لتحقيق هذه الأهداف والوقوف الي جانب الفئات المهمشة والأكثر احتياجا ومساندة المرأة وتمكينها من المشاركة في حركة المجتمع لذلك فعلي ممثلي منظمات المجتمع المدني وقادة العمل الأهلي أن يدعموا جهود الدولة في تحقيق هذه الأهداف. وقد تسلمت السيدة سوزان مبارك درع الاتحاد العام للمؤسسات والجمعيات الأهلية من الدكتور عبدالعزيز حجازي اعزازا وتقديرا لجهودها, كما قامت السيدة سوزان مبارك بتكريم عدد من الجمعيات الأهلية وهي جمعية النور والأمل لرعاية المكفوفين وجمعية الهلال الأحمر المصري بالمنوفية وجمعية الشابات المسلمات ببني سويف وجمعية الهلال الأحمر بجنوب سيناء وجمعية تنظيم الأسرة بالقاهرة وجمعية ابنتي بمحافظة6 اكتوبر وجمعية تنمية المجتمع المحلي بالشرقية وجمعية الشهيد الطيار محمد عثمان محرم بالاسكندرية وجمعية تنمية المجتمع بأولاد نجم مجورة بقنا وجمعية مرضي الكبد بالدقهلية وجمعية تنمية المجتمع المحلي التعاون والسعادة بالقليوبية.وتحدث الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء عن دور الجمعيات الأهلية في دعم رسالتها وأشار الي مشروع الألف قرية والذي يهدف الي تمكين الفئات الضعيفة ووجه الشكر للقائمين علي هذا المشروع. كما أشار الدكتور نظيف الي البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس والذي تركز علي محدودي الدخل ومراعاة الفقراء وقامت الحكومة بتنفيذ هذا البرنامج ليصل معدل التنمية الي5% كما قمنا أيضا بتوفير كل الاحتياجات الأساسية للأفراد.من جانبه, أكد الدكتور عبدالعزيز حجازي أن الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية لن نقبل بأي شكل من الأشكال أي منح مشروطة له, وأشار الي المشروعات المختلفة للجمعيات الأهلية لتمكين الأسرة المصرية.وأوضحت مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان, أن النجاح الكبير الذي حققه المجلس القومي للمرأة برئاسة السيدة سوزان مبارك أدي الي التواصل مع أكثر الفئات احتياجا, وأضافت أنه مع إنشاء وزارة جديدة للأسرة والسكان أصبحنا نواجه التحدي الأكبر وهو التصدي للزيادة السكانية. وأفادت مشيرة خطاب بأن الوزارة تقوم علي استراتيجية لحل المشكلة السكانية وتعتمد علي خطة تنموية متكاملة كما أنها تناقش مشكلات أخري منها التسرب من التعليم وزواج القاصرات وغيرها.