كنا فتية صغارا عندما أطلق الرئيس السادات الشرارة الاولي لحرب أكتوبر. كنا طلابا في جامعة القاهرة.. الجامعة تغلي بمن فيها.. تيارات سياسية متعددة.. ناصريون علي يساريين علي طلاب ينتمون الي التيار الديني. نستمع الي خطابات الرئيس السادات تعدنا بخوض الحرب.. بتحرير التراب الوطني.. بطرد العدو الاسرائيلي.. باسترداد شرف الامة. كنا نعيش كابوسا كبيرا يطبق علي صدورنا.. يكتم أنفاسنا.. نشطت الحركة الطلابية في الجامعة تطالب بالثأر.. تطالب برد الاعتبار لمصر.. يخرج الرئيس السادات يعدنا بعام الحسم.. لا يحدث الحسم.. لا نصدقه.. ارتفعت أصوات قيادات طلابية مثل الصديق الراحل الدكتور أحمد عبد الله رزة يطالب بتحرير الارض.. يلتف الطلبة حوله.. يتعرض لعنت شديد. انتظرنا طويلا.. جئت من بورسعيد حيث عشنا سنوات حرب الاستنزاف تحت طلقات النيران.. وفي ظل صفارات الانذار.. ما زلت أسمع طنينها في أذني.. تعلن عن الغارة.. نطفئ الانوار ونختبئ في الادوار الارضية.. حتي يعلن عن انتهاء الغارة.. لم نغادر بورسعيد الا في عام1969. كان لا مفر من المغادرة.. المدينة تعاني الامرين بعد هزيمة67 اضطرت السلطات الي تهجير السكان ربما استعدادا للحرب. كانت أياما لا تنسي. مصر كلها كانت تغلي تطالب الرئيس بالحرب.. لم يكن أحد يعلم حجم الضغوط التي تعرض لها الرئيس الراحل.. لم يكن أحد يتصور أن الاعداد للحرب علي قدم وساق. كان جنود مصر البواسل وجنودها يتدربون ليل نهار من أجل خوض حرب التحرير.. من أجل تحرير التراب الوطني.. واستعادة سيناء. رجال مصر البواسل.. رجال العسكرية المصرية العظيمة كانوا هناك يعملون في صمت من أجل أطهر حرب خاضوها من اجل استعادة شرف مصر.