تتعرض الهند حاليا لأزمة علاقات دبلوماسية عامة من أخطر الأنواع. ضغطت الحكومة الهندية بشدة للفوز بتنظيم دورة الألعاب الرياضية لدول الكومنولث. اعتبرت الهند حرمانها من هذا الشرف طوال السنوات الستين التي انقضت منذ الاستقلال نوعا من العنصرية والتمييز غير المقبول. انتقاد الهند للعنصرية الغربية والنجاح الاقتصادي الكبير الذي حققته في السنوات الأخيرة سهلا لها الفوز بما طلبته. كلما اقترب موعد افتتاح دورة الألعاب زادت الشكوك حول قدرة الحكومة الهندية علي استكمال المنشآت في موعدها. وسط الشكوك المتزايدة, وقبل اثني عشر يوما فقط من بدء الألعاب انهار جسر للمشاة يربط منطقة انتظار السيارات بالاستاد الرئيسي الذي ستجري عليه الألعاب, فتعمقت الشكوك حول قدرة الهند علي استكمال الاستعدادات في موعدها. قبل اثني عشر يوما من بدء الحدث الرياضي المقرر أن يبدأ يوم الثالث من أكتوبر لم تكن سوي ثماني عشرة عمارة فندقية من تلك المخصصة لاستضافة الرياضيين في القرية الأوليمبية قد اكتملت. باقي العمارات الأربع والثلاثين كانت لاتزال في مرحلة أعمال تركيبات الصرف الصحي والكهرباء, الأمر الذي جعل المختصين في اللجان الأوليمبية الهندية والأجنبية يقطعون باستحالة استكمالها في الموعد المحدد, حتي أنهم شرعوا في المطالبة بتأجيل انعقاد الدورة. كل هذا كوم والجدل الذي دار حول مستوي نظافة الوحدات السكنية كوم آخر. فقد نشرت الصحف ومواقع الإنترنت صورا لدورات مياه شديدة القذارة, ولحمامات ترشح من حوائطها المياه, ولمراتب تم فرشها في غرف اللاعبين بينما آثار أقدام كلاب ملطخة بالطين مطبوعة عليها بوضوح. الانتقادات التي أثارتها هذه الصور أوقعت السلطات الهندية في حرج شديد. رئيس اللجنة الأوليمبية الهندية حاول تخفيف الوطأة فتحدث عن هؤلاء الغربيين الذين يحاولون تطبيق معايير للنظافة العامة تختلف عن تلك المتعارف عليها في الهند. المسئول الهندي بدا كما لو كان يقول إن الناس في الهند يتسامحون مع القذارة بدرجة لا يقبلها الغربيون. لم يغضب الغربيون هذه المرة, ولكن الغضب جاء من المواطنين والصحافة الهندية, الذين اعتبروا كلام المسئول إساءة للشعب الهندي وثقافته وطريقته في الحياة. ما يحدث للهند بمناسبة دورة ألعاب الكومنولث نموذج نادر المثال لدولة تفشل في اجتياز اختبار اختارت أن تدخله طوعا, دون أن يجبرها عليه أحد. تكلفة الفشل في اجتياز الاختبارات الطوعية أكبر بكثير من الفشل في مواقف الضرورة والإكراه, وهذا هو ما تتعرض له الهند اليوم.