بدأت منذ منتصف هذا العام استطلاعات الرأي في شتي انحاء العالم للوصول الي قراءة مستقبلية حول السودان وذلك مع اقتراب موعد التصويت علي تقرير مصير جنوب السودان وكان تقرير قد صدر مؤخرا عن مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل تحت عنوان موقف الاطراف الاقليمية من استقلال جنوب السودان واختارت6 من جيران السودان التسعة اي باعتبارهم هم الأكثر تأثيرا في الواقع السوداني منهم مصر وكينيا وليبيا واريتريا واثيوبيا واوغندا وركزت الدراسة في عرضها علي مصر باعتبارها الأكثر قربا بالنسبة للسودان واحساسا بمشاكله واشارت الي وقالت الدراسة ان مصر فعلت اكثر من السودان لجعل الوحدة جاذبة نسبة لان مصر تخشي قيام دولة غير مستقرة بجنوب السودان, وان مصر عارضت اي اتفاق خلال محادثات السلام يحوي بنودا قد تؤدي الي انفصال جنوب السودان باعتبار ان ذلك قد يهدد نصيبها في المياه وقالت الدراسة ان مصر قدمت للجنوب الكثير من معينات التنمية وافتتحت لها قنصلية في مدينة جوبا عام2005 وأكدت الدراسة ان تعاون مصر مع حكومة جنوب السودان ودعم مشروعات التنمية حدث كبير حيث كانت اول زيارة يقوم بها رئيس مصري لجنوب السودان منذ اكثر من40 عاما قام بها الرئيس المصري حسني مبارك عام2008 واشارت الي ان مصر قدمت مساعدات للجنوب كبيرة منها انشاء محطات لتوليد الكهرباء وعيادات طبية ومدارس وخصصت منحا دراسية لابناء الجنوب في الجامعات المصرية وتعهدت بانشاء فرع لجامعة الاسكندرية في مدينة واو كما تبنت مصر المؤتمر العربي حول الاستثمار والتنمية في جنوب السودان في فبراير2010 وشارك فيه عدد كبير من رجال الاعمال في مصر. ولكن الدراسة وصفت العلاقات السودانية الليبية بانها دائما يشوبها نوع من التعقيد وارجعت ذلك الي محاولة معمر القذافي الزعيم الليبي دائما تعزيز نفوذه في الحكومة من خلال اضعاف النظم الحاكمة في السودان وربطت ذلك الي تاريخ قريب عندما كان القذافي يدعم الجيش الشعبي لتحرير السودان في مرحلة الثمانينات لاسقاط نظام جعفر نميري وقالت ان ليبيا تقدم بعض الدعم للحركات المسلحة في دارفور في الوقت الذي تتوسط فيه لحل الازمة, وكذلك عند لقاء القذافي مع رئيس الحركة الشعبية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير بالجماهيرية ابلغه القذافي بانه يدعم استقلال جنوب السودان واعتبرت الدراسة ان الموقف الليبي هو الموقف نفسه للرئيس معمر القذافي. فيما اشارت الدراسة الي ان الموقف الاريتري هو ينحاز لخيار وحدة السودان ولكنها في نفس الوقت لن تعارض الانفصال اذا اختار الجنوبيون ذلك وقالت الدراسة ان العلاقات التي كانت قد ساءت بين السودان واريتريا تحسنت بعد توقيع اتفاق السلام الشامل في السودان عام2005 وقالت الدراسة بالنسبة لموقف اثيوبيا فإن الموقف الرسمي الاثيوبي من الاستفتاء عن مصير جنوب السودان يناير2011 هو احترام قرار شعب جنوب السودان وقالت ان اثيوبيا أكثر حصافة من أوغندا وكينيا في تأييد انفصال جنوب السودان خاصة ان اثيوبيا تستضيف مقر الاتحاد الافريقي وهي لاتريد اثارة غضب دولة عضوة في الاتحاد واشارت الدراسة إلي أن هذا يؤكد حرص اثيوبيا علي استقرار السودان وابرزت موقف رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي الذي اقترح فيه خلال قمة الايقاد في مارس2010 أن تسحب الحركة الشعبية مرشحها لانتخابات رئاسة الجمهورية ياسر كرمان والتوصل لاتفاق يحافظ علي استقرار البلاد ولكن في النهاية ان الموقف الاثيوبي السرسمي بشأن السودان لن يكون بعيدا عن الموقف الامريكي نسبة للعلاقات الوثيقة بين واشنطن واديس ابابا.