لااعرف لماذا اتذكر هذا المشهد كثيرا هذه الأيام, ففي مسرحيةسك علي بناتك للعبقري الراحل فؤاد المهندس, الذي مثل دور اب يعمل استاذا في علم الحشرات, يريد تزويج بناته لكي يتمكن هو من الزواج, ظهرت عبارات كثيرة لاتزال تستخدم في سياقات مختلفة حتي الآن تماما مثل عبارات هتنزل المرة دي أونشت ياناصح, أو هو كله ضرب ضرب, مافيش شتيمة, أو عبارات مسرحية مدرسة المشاغبين التي سيطرت علي تعبيرات جيلين تاليين لها, ولاتزال تستخدم حتي الآن. كانت سك علي بناتك تتضمن قفشات كثيرة, منهابلاها سوسو خد نادية التي يبدل فيها الأب عرضه لتزويج احدي بناته, من تلميذه سامح, الذي قام بدوره الفنان أحمد راتب, بمجرد اكتشاف عدم صلاحية احداهن له, أوماكنتي تخليه يمسكها يافوزية عندما كادت ابنته الثالثة تطيح بزواجها من محمد أبو الحسن, لمجرد انه كان يريد الإمساك بيدها عند عبور الشارع. ان ذلك هو المشهد الذي اقصده, فقد كان الفنان احمد راتبسامح قد تعرض لضغط متتال داخل تلك الأسرة, وكان جزء منه يرتبط بواحدة من البنتين, التي كانت مسترجلة تماما, ويبدو أنها اردات تأليبه علي والدها, فقالت له مايعني انه مشكلتها معه انه بدون شخصية, وبالطبع كان مجال اثبات الشخصية هو الوالد, الذي لم يكن يعلم بشيء, وفي لقطة جميلة دخل فؤاد المهندس ليقول له تفضل بالجلوس هنا, ليرد سامح,لا انا سأجلس هنا, فيقول له ماشي, اجلس هنا, يقصد المكان الآخر, فيأتي الرد الذي هو النظرية التي اقصدها. سامح يقول بعصبية كوميدية انا حاقعد هنا, علشان انا عايز اقعد هنا, موش علشان إنت قلت لي اقعد هنا, وهي ليست القصة التقليدية للشريك المخالف, فالشريك هنا يعرف ان المسألة بسيطة, وانه في نهاية الأمر سيجلس في مكان ما, يشير الآخر له عليه, إلا ان مشكلته, هي انه لايريد ان يبدو وكأنه جلس الآن سأله ان يفعل ذلك, رغم ان ذلك يتم باحترام شديد, وهي مسألة تتم أحيانا داخل الدول, أو داخل المجموعات, أو داخل الشركات, أو في الأسرة الواحدة, لكن الفارق هو أنه عندما تتم في مواقف معينة, لاتوجد حاجة لحدوثها فيها, تصبح مشهدا كوميديا. [email protected]