بدأت عملية ترويج واسعة للمذكرات التي يعتزم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق نشرها في بداية العام المقبل, وهي المذكرات التي ستتناول تفاصيل وأسرار تتعلق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وردود فعل إدارة بوش والحرب في العراق وأفغانستان. ولاشك أن الرجل يمتلك معلومات ووثائق من شأنها أن تحدث ضجة كبري ولكنها في كل الأحوال ستبقي مذكرات ملعونة بالنظر الي دور صاحبها في أكبر عملية خداع وتضليل للرأي العام داخل أمريكا وخارجها, وأسفرت عن قتل وتشريد الملايين من أبناء الشعبين العراقي والأفغاني, والتداعيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي لحقت بالعراق علي وجه التحديد وأعادت البلد الغني بثرواته البترولية الي العصور الوسطي. رامسفيلد الذي اضطر لتقديم استقالته عقب انتخابات الكونجرس والتي أظهرت غضب الشعب الأمريكي بسبب خسائر الحرب الفادحة, سوف يحاول أن تحوي مذكراته المبررات التي دفعته لاتخاذ قرار الغزو للعراق بعيدا عن الشرعية الدولية ودون الاستناد الي قرار من مجلس الأمن, علي الرغم من الجلسة الشهيرة التي تضمنت صورا تظهر أسلحة الدمار الشامل لدي نظام صدام حسين ثم ثبت أنها أدلة كاذبة ومعلومات استخباراتية خادعة دفعت الملايين ثمنا لها.. والمذكرات سوف تثير الكثير من الجدل لأنها تعيد الي الأذهان تفاصيل أحداث يحاول الشعب الأمريكي نسيانها, وقد يهتم بالرد من عايشوا تلك الأحداث, وإن كان الأرجح وبوجه عام أن تكون النتيجة الفعلية للوثائق والمعلومات التي سيذكرها رامسفيلد أن تزيد من حالة الغضب والإدانة ضد إدارة بوش وعلي وجه الخصوص ضد رامسفيلد نفسه, الذي كان له الدور البارز والأقوي بالنسبة لقرارات الغزو وإعلان الحرب.. ومن هنا ستزداد اللعنات ضد المذكرات وصاحبها.