قررت محكمة جنايات الجيزة تجديد إيداع محمود طه سويلم(54 سنة) المتهم بارتكاب مذبحة أتوبيس شركة المقاولون العرب لمدة45 يوما أخري بمستشفي العباسية للأمراض النفسية والعصبية حتي جلسة23 نوفمبر, وذلك بناء علي طلب الأطباء بالمستشفي لكي يتمكنوا من تحديد ما إذا كان السائق المتهم مسئولا عن تصرفاته وقت ارتكابه الجريمة من عدمه. عقدت الجلسة برئاسة المستشار إميل حبشي مليكة, بحضور محمود عبود رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة. في بداية الجلسة قرأ رئيس المحكمة تقرير مستشفي الأمراض العقلية وسأل المتهم: ما اسم زوجتك؟ فرد: معرفش, فقال له: هل يوجد أحد من أقاربك في الجلسة؟ فأشار بيديه بأنه لا يعرف, فقرر رئيس المحكمة إيداع المتهم مرة أخري المستشفي45 يوما وتحديد جلسة23 نوفمبر المقبل لاستئناف جلسات المحكمة. وكان محمود عبود رئيس النيابة قد تسلم تقرير المستشفي الذي يفيد بضرورة تجديد إيداع المتهم تحت الملاحظة لمدة45 يوما أخري حتي يتمكن الأطباء بالمستشفي من التوصل إلي حالة المتهم لوضع تقرير نهائي يفيد عما إذا كان قد أصيب بجنون لحظي أو لوثة عقلية ساعة ارتكابه الجريمة من عدمه, وتحديد مدي مسئوليته عن تصرفاته. كما طلب أطباء المستشفي استدعاء زوجة المتهم لكي يتمكنوا من مناقشتها وسؤالها عن بعض تصرفاته. وقد أيد دفاع المتهم طلب المستشفي بتجديد إيداعه لمدة45 يوما أخري وطلب من هيئة المحكمة استخراج تصريح لزوجة المتهم وابنه محمل لكي يتمكنا من الدخول إلي المستشفي. وبعد انتهاء الجلسة التقت الأهرام المسائي بفوقية سميح زوجة المجني عليه المهندس عبدالفتاح التتلي أحد ضحايا الأتوبيس, التي أكدت أن المتهم يتمتع بوعي تام ومسئول عن تصرفاته ومدرك لها, وقالت: إن قرار إيداعه مرة أخري بالمستشفي أصابها بصدمة, وأنها وأفراد أسرتها لم يتوقعوا قرار المستشفي. وأضافت أن موضوع الآثار الذي قيل إنه وراء الجريمة كذب ووهم, وقد أيدت تحقيقات النيابة العامة ذلك وقالت: إن علاقة زوجها بالمجني عليه لا تتعدي حدود العمل, حيث إن المتهم سائق بالشركة ويأتي يوميا لاصطحاب زوجها المجني عليه من منزله إلي مقر الشركة بأبوالنمرس. وأضافت: إذا كان المتهم يريد الانتقام من زوجي لماذا لم يقتله لوحده علما بأنه يصطحبه أول واحد في الأتوبيس؟! وقالت: إن باقي زملاء زوجها من المصابين أكدوا لها أن المتهم قال لجميع الموجودين بالأتوبيس: أنا هموتكم كلكم ياولاد الكلب.. وهنزل بكم البحر. وأضاف عادل عبدالفتاح التتلي(55 سنة) فني بشركة الحديد والصلب ومقيم بالكريمات أطفيح, أن شقيقه كان في حاله, ولا يختلط بأي أحد. من جانب آخر التقط طرف الحديث والد المجني عليه إبراهيم مصطفي وقال والدموع تملأ عينيه: ابني كان نائما بالأتوبيس وقت قيام المتهم بإطلاق النيران علي الضحايا, وجاءت فيه رصاصة اخترقت جسده ومرت من الكرسي الذي يجلس عليه أن زميله الجالس خلفه. وأضاف والد المجني عليه: إن زملاء ابنه حكوا له مشهد ارتكاب الجريمة حيث قال: إن المتهم قام بقتل حما ابنه الأول لأنه كان يجلس في أول كرسي خلفه, وبدأ يضرب في الجالسين في مقدمة الأتوبيس حتي لا يعوقه أحد عن الوصول للاثنين اللذين يريد قتلهما, وعندما أصابت الرصاصة ابني وقف ونطق الشهادة وسقط مضرجا في دمائه مرة أخري حتي لفظ أنفاسه الأخيرة. وفي نهاية حديثه قال: إنني أنتظر حكم الله في المتهم وحسبي الله ونعم الوكيل. تعود أحداث الواقعة إلي يوم6 يوليو الماضي عندما تلقي اللواء أسامة المراسي مساعد أول وزير الداخلية لأمن أكتوبر بلاغا من المقدم أحمد مبروك رئيس مباحث أبوالنمرس بقيام سائق بشركة المقاولون العرب بفتح النيران بطريقة عشوائية علي زملائه في أثناء توصيلهم إلي فرع الشركة بطموه, فانتقل علي الفور اللواء أسامة المراسي, واللواء أحمد عبدالعال مدير المباحث الجنائية إلي مكان الجريمة, وتبين من المعاينة والفحص أن المتهم قتل6 مهندسين بالشركة وأصاب6 آخرين بجروح وإصابات خطيرة تسببت لبعضهم في إصابتهم بالشلل.