طبيعي أن تصيبك الدهشة من تقدم أحزاب المعارضة بمذكرة تطلب فيها ضمانات انتخابية إضافية لنزاهة الانتخابات قبل شهرين أو ثلاثة علي الأكثر من الموعد المحدد للانتخابات التشريعية و طبيعي أن تصيبك دهشة أكثر حينما تطالع المذكرة فتكتشف أن الغالبية العظمي من المقترحات المقدمة و لا خلاف علي أغلبها- يرتبط تنفيذها بإدخال تعديلات تشريعية علي القوانين ذات الصلة.و طبعا المؤسسة التشريعية الآن انتهت دورتها البرلمانية, ولا يجوز انعقادها إلا في أمر جلل يتعلق بالأمن القومي للبلاد, إذن الهدف أن يحل رئيس الجمهورية بديلا و يصدر قرارا جمهوريا بتعديل النصوص التشريعية المطلوبة, علي أن يعرض علي المجلس في أول انعقاد لإقراره كما هو أو رفضه كما هو دون إدخال تعديلات. و المعروف سلفا أن إصدار رئيس الجمهورية قرارا بقانون في فترة غياب المجلس يرتبط بقواعد و إجراءات محددة دستوريا و وفقا للقانون, و هذا من الجوانب القيمة في الدستور و القانون, حتي لا تطغي سلطة الرئيس علي المؤسسات المعنية.لا خلاف علي ترتيب أقصي درجات الضمانات للانتخابات, و لا خلاف علي أهمية إدخال تعديلات علي بعض نصوص القانون الخاص بالانتخابات, و لكن الخلاف ينصب علي طريقة تعامل المعارضة مع الوضع السياسي في البلاد, فالحياة لا ترتبط بإرادة جهة أو مجموعة جهات, حتي تتقدم وقت ما تشاء بمقترحات, وحينما تصطدم بأوضاع قانونية, تهيل التراب و تلطم الخدود, وتوزع الاتهامات بدلا من إعادة تقييم ذاتها.دعونا نتساءل كيف يمكن الآن و قبل شهرين من الإنتخابات الغاء جداول الناخبين, واعتماد جداول جديدة وفقا لمن حصلوا علي الرقم القومي؟ بالمناسبة من ضمانات نزاهة الانتخابات الامتناع عن إجراء أي تعديلات علي قوائم الناخبين قبل الانتخابات بمدة زمنية.المسألة الجوهرية هنا, أن تحرك المعارضة المتأخر جدا يؤكد أنها أحزاب مناسبات, وليست جماعات سياسية تتحرك وفق رؤية و استهدافات و برامج و تكتيكات و أساليب واضحة و محددة سلفا.في مذكرة المعارضة مطلب مهم و هو ضمان حصول وكلاء المرشحين علي التوكيلات العامة... أعتقد أنه مطلب عادل للغاية. [email protected]