أخيرا قررت أن أبحث عن معني كلمة' النيل', فمن الواضح أن هناك أشياء في حياتنا نتعامل معها كمسلمات, مثل أيدينا وأعيننا, بحيث لانسأل عما إذا كان هناك معني لغوي لها أم لا والنيل من تلك الأشياء الكبري التي تشكل حياة وعقلية ونفسية المصريين الذي قيل أن بلدهم هبة منه, بدرجة لايتم معها مجرد التفكير في معني اسمه, خاصة وأن النيل في مصر هو مجرد' النيل' الذي هو ليس الأزرق أو الأبيض, بحيث لاينصرف الذهن إلي الألوان, ولم تكن مفاجأة أن يكون معني الاسم الهيروغليفي للنيل هو' نعمة الله', أو النعمة الكبري التي تعني الماء, الذي' نناله' منه, إضافة إلي أنه كانت هناك معان أخري تتعلق بالطريقة التي يتم بها نطق حروفه القديمة. لكن لايبدو أن هناك إدراكا كافيا منا لتلك النعمة, وإلا فإنه كان يجب أن نحافظ عليها, بكل مانملك, باستخدام أكثر قوانين البشر صرامة, لكي نوقف أية احتمالات تتعلق بالإضرار به, حتي لو كانت ضعيفة, دون أن ننتظر كارثة مثل تسرب الزيت, لكي نبدأ في التحرك لفحص كل مايمكن أن يسبب أذي في الفترة التالية له, كما هي العادة بالنسبة لأمور كثيرة, وكما هي العادة بالمناسبة في بلدان أخري من العالم تقدمت أنماط الحياة فيها, باستخدام الكوارث لضبط مايمكن أن يؤدي إليها, فبصراحة كان هناك أمل في أن نفكر في التعامل مع النهر الخالد, باحترام أكثر من ذلك. علي أي حال, فإن مايمكن أن نأمل فيه الآن, هو أن تفتح كافة الملفات, خاصة ذلك الملف المزعج الذي يسمي تلوث مياه النيل, والتي قال أحد وزراء الري السابقين, أنها تعد مشكلة المياه الأولي في مصر, بالنسبة للنيل, بما لايقارن حسب قوله وقتها- بمسألة حصص المياه التي تفجرت في المرحلة الأخيرة, والتي فشل وزراء بيئة في السابق في التعامل معها, بسبب ماقيل عن جماعات المصالح الضاغطة, وتكلفة إزالة مصادر التلوث في النهر, وبصراحة, فإن كل شيء في الدنيا توجد مصالح وتكلفة تتعلق به, والفيصل هو ماإذا كنا مستعدين لتحمل تكلفة عامة ومالية من نوع ما, للحفاظ علي' نعمة الله', التي لايوجد أدني شك في أننا نستحقها. [email protected]