للحديث في هذا الموضوع لابد أن تكون من أصحاب النفسية المريحة السليمة لقراءته لابد أن تكون مصريا حتي يتسني لنا معا ان نعرض لهذا الموضوع في مقالي هذا تبصرة بما أصبحت أنا وأنت وأبناء عشريتنا ومصرنا فيه من وجهة نظري علي الأقل لنري ماذا يكون حتي نستطيع محاولة الإبقاء علي ما سيبقي من هذا الجيل لمحاولة الحفاظ علي ما تبقي منه وعلي رجولة ووطنية أبنائنا ولم أقصد من عبارة بلا آباء أن يكون الجيل قد فقد آباءه موتا أي تيتم فربما كان ذلك لصريح العبارة والمعني الظاهر منها ولكني اتحدث مع المصري الذي يخشي أن يفقد أبناءه والتمسك بوطنيته ودينه وعروبته.. هل بالفعل هناك جيل بلا آباء فقد يبدو هذا السؤال الاستنكاري شيئا مقلقا ولكن لابد أن نتذكر أولا ولا ننكر مكانة الأب ولنتحدث أولا عنها ثم نتحدث عن القدوة والمقومات الحقيقية التي يجب أن تكون موجودة وموجهة توجيها صحيحا للجيل الذي نتحدث عنه وهو مرحلة الشباب التي وان كانت من المراحل العمرية الخطرة الا ان ذلك يكمن في اهميتها للشاب نفسه ولاهله ولوطنه واذا كنت لا انكر علي هذا الجيل امتلاكه للقدرة الهائلة علي التعبير عن ذاته بشكل فاضح إلي درجة الخوف والرعب, الخوف عليه والرعب من عواقب أفعاله وتعريف القدوة هي اسم لمن يقتدي به. فالإبن قد يقتدي بابيه والشباب عامة قد يقتدي بأحد المشاهير أو إحدي الشخصيات فيقال في هذا أن الأب قدوة أو المقتدي به أيا ما كان قدوة لفلان.. فقد يكون المقتدي به لديه قدر من المثالية والرقي والسمو في المعاملة حتي تجعل المقتدي يحب إتباع المقتدي به ويعجب بأفعاله وأقواله مثلا ويأتي ذلك من ارادة منفردة وقناعة وأعجاب المقتدي بالمقتدي به ومن الممكن أن يكون ذلك في جانب من جوانب سلوك المقتدلي به حتي وان لم يعلم المقتدي باقي سلوك المقتدي به وحيث يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. وقدوة المصطفي صلي الله عليه وسلم هي القدوة المطلقة في كل ما يفعله أو يقره أو يسكت عنه والقدوة هي الأسوة والإقتداء وامتدادا للسلوك الطيب والأسوة الحسنة فقد قال صلي الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتهم اهتديتهم وإن كانت ليست كالقدوة بالرسول صلي الله عليه وسلم حيث القدوة به مطلقة إلا أنها قدوة في جوانب معينة للصحابة رضوان الله عليهم وهنا وهو النوع من القدوة الذي يكون متوافرا لدينا ولدي هذا الجيل في الإقتداء وحينما ذكرت الأب كمثال فليس معني ذلك الإقتداء به في كل الجوانب فقدوته ليست مطلقة وإنما محاولة مني لضرب مثال لإفراد الجيل بالقدوة وان كان حديثي للأب قبل الابن في الإقتداء وحتي تصلح القدوة المفتقدة الآن للأب لأسباب كثيرة منها.. عدم اهتمام الآباء بالأبناء.. السفر لجمع المال وترك ما هو أهم من تربية الأبناء.. الاستهتار في الإنجاب وترك التربية علي عاتق واحد من الأبوين.. علاوة علي الكثير من إبداء أسباب كانشغال الآباء في لقمة العيش كما يدعي وعلي النقيض جمع المال وسوء استخدامه وليست هذه هي كل الأسباب ولكن هناك أسبابا كثيرة فذلك علي سبيل المثال وليس الحصر للحديث عن الأب الذي قد يكون قدوة لأبنائه بجانب سلوكياته فقبل ان يلام الجيل الذي تحتاجه الأسرة بل والدولة بصفة عامة لابد ان ينظر لأساس حديثي هو عدم وجود الآباء الذين ضاع بسببهم ركيزة الحياة وهم شباب هذا الجيل والأمثلة علي ذلك كثيرة فافتقاد القدوة والتقليد الاعمي وعدم التوعية والتوجيه السليم وقلة الدين فإذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي دينا وحدث ولا حرج عن الفنكي.... والحنفسة.. وعبدة الشيطان.. والبنطال الساقط وما ادراك ما الساقط وربنا يرحمنا برحمته ونري جيلا من الشباب يعاد تربيته ويفر له الآباء الصالحون وحيث لا لوم علي احد الطرفين لا آباء ولا أبناء فابدأ بنفسك وانهها عن غيها فإذا ما انتهت فأنت حكيم وكل راع مسئول عن رعيته وهناك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون والي لقاء. المحامي بالنقض