بلاد المسلمين ليست أفضل حالا بعد تسع سنوات من هجمات الحادي عشر من سبتمبر. هذا هو ما يبينه الحال في العراق وفلسطين وأفغانستان. حتي البلاد التي لم تغزها القوات الأمريكية أو الإسرائيلية مثل الصومال, فإن الأحوال فيها تسير من سيئ إلي أسوأ. لكن الضحيتين الكبريين لإرهاب الحادي عشر من سبتمبر هما صورة الإسلام في العالم, وإخواننا المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغربة في أوربا وأمريكا. أدعوك عزيزي القارئ للتفكير فيما يروجه المتطرفون والسذج من ادعاءات غريبة عن أن صورة الإسلام في العالم قد تحسنت, وأن أعداد الغربيين المتحولين إلي الإسلام قد تزايدت بعد الحادي عشر من سبتمبر. المؤكد أن الإسلام سيظل قادرا علي اجتذاب مؤمنين جدد, فهكذا كان الحال منذ ظهوره, وهو الحال الذي سيستمر قائما إلي ما شاء اله. لكن هذا شيء وأن نظن أن صورة المسلمين تتحسن وأن المنضمين الجدد لدين الإسلام يزيدون كلما تصرف المسلمون بحمق وعدوانية, فكأننا نكون كمن تخلي عن عقله وبات غير قادر علي أن يري في العالم سوي ما يتوافق مع هواه, وأدعوك عزيزي القارئ لمراجعة بعض الأحداث التي وقعت خلال السنوات التسع الماضية. ففي الدنمارك كانت هناك واقعة الرسوم الكاريكاتورية الشهيرة, حين أساء رسام كاريكاتير لشخص النبي. وفي هولندا كانت أفلام جيرت فيلدرز وإحسان جامي المسيئة للإسلام. وفي فرنسا كانت موقعة النقاب الذي تم حظره في الأماكن العامة, أما في سويسرا فكانت هناك المآذن التي تم حظر بنائها. حتي في استراليا البعيدة كانت هناك واقعة الشيخ تاج الدين الهلالي الذي تم طرده من البلاد بعد تصريحات اعتاد إطلاقها قبل ذلك دون أن يلفت نظر أحد. المشهد الأخير في مسلسل المشاعر المعادية للإسلام التي أطلقها إرهاب الحادي عشر من سبتمبر هو ما يجري في الولاياتالمتحدة من معارضة قوية لبناء مركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي الذي تم دمره الإرهابيون في الحادي عشر من سبتمبر, والدعوة السخيفة التي أطلقها قس أمريكي مغمور لإحراق القرآن في ذكري الهجوم. لقد عشت في الولاياتالمتحدة سنوات طويلة قبل الحادي عشر من سبتمبر, ولا أظن أن المسلمين تمتعوا بحريات دينية ومدنية تزيد عما تمتعوا به في أمريكا. أما بعد الحادي عشر من سبتمبر فقد تغيرت الصورة بشدة وأصبح الإسلام والمسلمين موضع شك عميق, وهذا هو ما فعله المتطرفون بالإسلام وأهله.