يبدو أن كاتب هذه السطور موعود مع الهواجس والكوابيس, فبعد الهلع الذي أصابه عقب مشاهدة' صمت الحملان' في أحد دور العرض بالقاهرة قبل تسعة عشر عاما, ورعبه الهائل كما ذكرنا في مستهل جولتنا مع العنف الكوني في السينما الامريكية قبل ثلاثة أسابيع والتي سنختتمها اليوم من أن يقفز أمامه هنيبال ليكتر أو أنتوني هوبكنز في شارع عماد الدين بمشرطه الساحق, وها هو يعيش السيناريو ذاته, لكن الفارق بدا في اختلاف المكان والذي كان مسرحه مدينة الاسكندرية وشارع صفية زغلول تحديدا في ذلك الزمان البعيد نسبيا, وأنه يتذكر الآن كم فشل في أن يجد حافلة تنقله إلي حيث يقيم, صحيح كان مقصده قريبا إلي حد ما إلا أن ظلام الليل والشوارع الضيقة المؤدية إلي حي كرموز نضافرا جميعا ليضاعفوا خوفه وحيرته في آن, بيد أن ماشاهده في سينما أمير كان رائعا ومخيفا في نفس الوقت, وحتي يتكمل المشهد الظلامي الرهيب تراءات إلي مسامعه أصوات غريبه, ويالها من مصادفة يشيب لها الولدان فما كان يترامي إلي سمعه, ما هي إلا أصوات قادمة من مدافن الساعة الشهيرة المتاخمة بدورها إلي العامود حيث اساطير من عهود غابرة, وهي نفسها مع إختلاف التفاصيل شكلت محور الافكار المجنونة في عقل ماكس كادي ادي الدور الايطالي الاصل الامريكي روبرت دي نيروRobertDeNiro المولود في نيويورك عام1943 بطل الشريط المعنون ب' رأس الخوف أوCAPFEAR' والذي أخرجه الامريكي ذائع الصيت مارتن سكورسيزيMartinScorsese, وكان السؤال الذي زحف علي ذهنه زحفا هل سيجده مختبئا وراء باب المنزل ولم تهدأ أنفاسه إلا بعد أن تأكد أنه صار في شقته بين أقاربه وناسه الذين لا يدرون شيئا عن ماكس كادي أو هنبيال ليكتر!! ولكن قبل أن نتوغل في ثنايا هذا الفيلم نتوقف قليلا عند هذا المخرج وذاك الممثل, فكلاهما سبق والتقيا معا في اطروحة بصرية مفعمة بالاثارة وكانت بمثابة صرخة مدوية في سبعينيات القرن المنصرم عكست هذا العنف المغلف بالاساطير والقيم الميتافزيقية والأحلام بعالم خالص من الشريريين الأبالسة الذين يشفطون عن عمد دماء البسطاء, سكورسيزي في فيلم سائق التاكسي(TaxiDriver) والذي أنتج عام1976, وحصل علي أوسكار أحسن فيلم ورشح بطله دي نيرو لجائزة أحسن ممثل لكنه لم ينالها, يطرح أسئلته العميقة دون أن ينتظر إجابات ولأنه صاحب منهج فكل أعماله ستسير في نفس خط التوغل في القضايا الانسانية والبحث عن تفسير لانسحاق البشر, وكما يقول الناقد يسري حسين في مقالة بديعة عن رأس الخوف والعزف علي لحن إنساني: سكورسيزي ليس مجرد شخصية حيادية تقف خلف الكاميرات لترجمة سيناريو مكتوب وإنما من الواضح أنه يملك فكره الخاص ورؤية محددة تعكس في الكثير من دروبها تطورات وإنعطافات المجتمع الغربي عامة والأمريكي خاصة. أما عن دي نيرو فسوف نتلمس عبقرية التلوين في أدائه وكيف جسد شخصية سائق التاكسي' ترافيس بيكل' الذي يريد تنقية بلاده من الفساد الذي انتشر فيها, والبحث عن مخرج من مجتمع قاس غير متوازن العدل فيه غائب, وبشكل فردي يأخذ قرار الثورة ويهم حاملا سلاحه وفي اللحظة والمكان تنهمر رصاصاته تغتال قوي البغي والشر ولا تبقي أحد من هؤلاء الذي يشعر بانهم هم السبب في هذا الفساد أنه مبعوث العناية الالهية. وبالمناسبة كان الفيلم بداية اظهرت مدي موهبة جودي فوستر التي ادت دور صبية عاهرة في ظلام نيويورك مدينة المال في العالم. وبعد عامين من هذا الشريط سيتحفنا دي نير بعيدا عن سكورسيزي بأداء آخر عزف علي وتر الإنهيار الانساني وذلك قي فيلم صائد الغزلان(TheDeerHunter?) من إخراج وكتابة مايكل كيمينو, وهو دراما عن حرب فيتنام من خلال حكاية مستوحاه من رواية ألمانية عام1936 بعنوان' ثلاث رفاق' للكاتب إيريك ماريا ريمارك والذي كتبها من تجربته خلال الحرب العالمية الأولي وقد حاز علي أوسكار أفضل فيلم,, والفيلم كما الرواية, يتناول النتائج الأخلاقية والعقلية بعد المعارك والمشاكل الناتجة عنه من انتحاروأكتئاب ومشاكل نفسية لا حصر لها ولا مرفأ أمامها. نعود الان إلي رأس الخوف المأخوذ عن من رواية خطها قبل ثلاثة وخمسون عاما الأمريكي جون د. ماكدونالد(JohnD.MacDonald1916 1986) بعنوان الجلادونTheExecutioners وفيه يعود الثنائي سكورسيزي ودي نيرو للعمل معا وقام بكتابة السيناريو ويسلي ستريكWesleyStrick وقد سبق لهوليود وأن انتجت فيلما عن القصة ذاتها باسم راس الخوف عام1962 وأخرجه جي لي ثومبيسونJ.LeeThompson وقام بوضع السيناريوJamesR.Webb وادي شخصية ماكس كادي روبرت ميتشيوم(RobertMitchum1917 1997), أما المحامي سام بودوينSamBowden فكان لجريجوري بيكGregoryPeck)1916 2003). الطرفة أن ألاخير وكذا ميشيوم شاركا كضيفي شرف في الرؤية السكورسيزية لرأس الخوف, وثمة أخري وهي أن بطل الفيلم والذي عرض مستهل1991 رشح للاوسكار كأحسن ممثل إلا أن الجائزة ذهبيت إلي انتوني هوبكنز في تصادف عجيب. لقد تشابهت الاجواء الغامضة علي الفيلمين, فمنذ أول لقطة في رأس الخوف احتوتنا دون تمهيد علامات الاستفهام, فرغم اللقطات التي ستوحي لنا أننا بصدد عائلة عادية, عائلها رجل قانون يشعل منصب مدعي عام أن سام بودوينSamBowden أدي الشخصية نيك نولتNickNolte, و جيسكا لانجJessicaLange في دور الزوجةLeighBowden, وأخيرا كوليت لويسJulietteLewis في دور الفتاة المراهقةDanielleBowden, ورغم كل ذلك هناك القلق والشكوك وأرواح منكسرة دون أن نفهم لماذا, كل في واد, لكنهما وفي لحظة إجتياح العاصفة الكونية لكيان الاسرة لم يكن هناك مفر أمام أفرادها سوي التوحد أمام هذا الكائن الذي درس اللاهوت والقانون معا طوال اربعة عشرة عاما قضاها في السجن, نعم أنه يدرك كم يستحق العقاب ولكن فقط نصف المدة أما النصف الآخر فلابد أن يثأر من هؤلاء الذين كانوا السبب في ضياع سبع سنوات من مره أمضاها خلف القضبان دون وجه وهكذا بدأ في نسج إنتقامه خطوة خطوة قبل أن يقرر هو نفسه إسدال الستار بعد أن ينتهي من تلذذه في نقل الخوف إلي كل فرد من تلك الاسرة وفي نفس الوقت مفوتا الفرصة علي أن يترك ورائه أي قرينة تدينه, وعلي شاطي كاب فير بشمال كارولينا ينجح المدعي العام بعد مقاومة شرشة من دحر المنتقم لكن الأخير يقبل علي الموت راضيا مرددا بعض نصوص المزامير وهكذا ينتهي شريط الفزع. يسبب قصر موسم الصيف وإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم وامتحانات اخر العام ودخول شهر رمضان كان عدد كبير من فناني الغناء قد آثروا السلامة وقرروا الانسحاب من المنافسة علي مبيعات ألبومات الكاسيت في الصيف ليعودوا من جديد خلال العيد بمنافسة ربما تكون الأشرس منذ سنوات حيث يدخل غمار المعركة الغنائية والمنافسة علي تحصيل عيدية الجمهور وتحويلها الي ارقام مبيعات ضخمة تثبت مدي نجاح ونجومية كل منهم. وما بين اللهجات المصرية واللبنانية والخليجية والأشكال الموسيقية المتنوعة سيشهد هذا الموسم القصير نسبيا ما نطلق عليه حرب تكسير العظام بين المطربين. محدش يحاسب أنغام بعد إطلاقها البوما دينيا عنوان الحكاية محمدية قررت انغام ان تستقبل جمهورها بلوك غربي مفاجئ وصادم ولكنه كان مناسبا جدا وغير طلتها. التغيير لم يتوقف علي الشكل فقط بل والمضمون أيضا حيث تطرح ميني ألبوم مكونا من ثلاث اغنيات محدش يحاسبني وليالي وأنا عايشة حالة وجميعها من توزيع حسن الشافعي الذي ينتج لها الألبوم في باكورة أعماله الانتاجية ويأمل الثنائي أنغام وحسن الشافعي في ان يحقق الألبوم أعلي المبيعات ليكون بمثابة عودة قوية لها بعد انفصالها عن شركة روتانا. نانسي عجرم والألبوم السابع النجمة اللبنانية نانسي عجرم أعلنت التحدي مبكرا حيث تطلق ألبومها المكون من14 اغنية وفي جعبتها سبع اغاني مصورة علي طريقة الفيديو وهو بالتأكيد رقم ضخم لما هو معروف عن التكلفة الكبيرة لهذه الكليبات.وأطلقت نانسي الصور الخاصة بالألبوم والذي يحمل اسم7 لأن الألبوم هو السابع لنانسي في مسيرتها الفنية. راغب علامة يعود بألبومه الجديد بعد غياب ثلاث سنوات وسيتزامن طرح الألبوم مع إطلاق الاغنية التي تم تصويرها في مدينة كييف الاوكرانية بصورة شبابية تلامس تقنيات عالية, ويعود الفريق الغنائي واما بعد غياب سنوات بألبوم جديد بعنوان رايحة جاية وكان الفريق قد انتهي منذ فرة طويلة من تسجيل الألبوم ولكن تم تأجيل طرحه من موسم الصيف حتي عيد الفطر. ويحتوي الألبوم علي عشر اغنيات قام أحمد فهمي بتلحين ثلاثة منها ولحن محمد نور أغنية أخري بينما قام نادر حمدي بتوزيع جميع الأغاني. وب12 اغنية يعود المطرد وليد توفيق لجهوره بألبومه لاتعودني عليك والذي يضم اغنية ثنائية مع الفنانة اللبنانية بسمة ويأمل وليد ان يحقق من خلال الألبوم عودة قوية لجمهوره. كما تطرح ديانا حداد ألبومها الذي يصدر متضمنا14 أغنية منوعة بين اللهجات المصرية واللبنانية والخليجية وهي مشغولة حاليا بتصوير عدد من اغنيات الألبوم بطريقة الفيديو كليب اما الفنان السوري سامو زين فيقوم أيضا بإطلاق البومه الجديد دايما والذي يضم10 اغنيات ويخوض سامو زين تجربة جديدة لأول مرة في الألبوم حيث انتهي بنفسه من اخراج اغنيته المصورة الجديد مالكش دعوي بيا لكن تحت إشراف المخرج اللبناني سعيد الماروق وتدخل روتانا غمار المنافسة علي مبيعات هذا الموسم بأربعة ألبومات دفعة واحدة هي:دروب مظلمة2010 للفنان السعودي أبو بكر ساللم وجلسات صوت الخليج3 والذي يضم عدة اغنيات شهيرة لمطربي الخليج ولكنها مسجلة بطريقة الجلسة الغنائية المحببة الي الي جمهور الخليج. ولعشاق الأغاني المصرية تطرح روتانا ايضا مولعها ريمكس مصري2010 والذي يضم28 أغنية من أنجح الأغنيات الصادرة باللهجة المصرية لعدد من النجوم مثل عمرو دياب وشيرين وفضل شاكر وغيرهم.