هو احد الرموز الشعرية التي تركت بصمة واضحة في عالم الشعر والنقد.. كان رئيسا للإذاعة الثقافية وقدم من خلالها عددا من البرامج التي تهتم بالشعر: منها ألوان من الشعر الذي قدم من خلاله ألوانا متميزة من الشعر وكذلك برنامج حديقة الأوراق الذي درس فيه النصوص الأدبية وحللها تحليلا فنيا.. أنه الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة الذي يري أن البرامج الآن لا تقدم إلا الهزل وتستخف بعقول المشاهدين.. وحول تقييمه للبرامج وعاداته الرمضانية ونظرته للمشهد الشعري كان لنا معه هذا الحوار... * هل ظلت عاداتك الرمضانية منذ نشأتك وحتي الآن كما هي لم تتغير..؟ ** بالطبع اختلفت.. فقد كان رمضان في السابق يغلب عليه الطابع الاجتماعي والديني إما الآن فزادت عليه الأنشطة الثقافية ومشاركة الأصدقاء والندوات واللقاءات الشعرية. * وماذا عن الإنتاج الإبداعي في رمضان..؟ ** رمضان يوفر وقتا كافيا للقراءة والتأمل ومراجعة النفس والالتفات إلي أشياء لم نكن نلتفت إليها مثل بعض الأعمال الأدبية المشهورة لكبار الصوفيين.. فقد التفت إلي ديوان الأمام البوصيري ومدائحه للرسول الكريم وقصيدة البوردة والقصيدة الهمزية الطويلة التي تناول فيها السيرة الشريفة والمقارنة بين الرسول الكريم وسائر الأنبياء. * وبماذا تلتزم في الشهر الفضيل؟! ** في رمضان التزم بنوع من النظام فيما يتعلق بالعمل والقراءة ولقاء الأصدقاء والمشاركة في كثير من الندوات والأمسيات الشعرية وعلي هامش الأمسيات تتم لقاءات حميمة مع الأصدقاء واستعادة بعض الصداقات التي تضيع في زحام الأيام العادية والتي تأثرت بخضم العمل اليومي.. فرمضان يصنع إطارا من البهجة والتواصل والحميمية لأنه شهر تغلب عليه الجوانب الروحية والانسانية فهو استراحة بين الشهور من العناء وشحن النفس. * هل تأثر الشعر بالإعلام وبماذا تفسر غياب البرامج الثقافية أمام هذا الكم الهائل من البرامج الرمضانية..؟ ** الاعلام يقود حملة سلبية من خلال إغراق الساحة بالترفيه والتسلية والبرامج الهزيلة والمسلسلات الكوميدية التي تصل لحد الاستخفاف بالمشاهد.. ما شاهدته من برامج أعطاني انطباعا مؤسفا.. اعتقد المقصود من هذا الطوفان هو إغراق الوعي بالهزل والابتعاد عن الجدية وهذا طبعا ضد رسالة الإعلام. * تشهد الساحة الثقافية التحضير لعدد من المؤتمرات الثقافية.. ما تقييمك لهذه الظاهرة وما الفائدة التي يمكن أن تعود علي الوسط الثقافي من هذه المؤتمرات..؟ ** ظاهرة صحية لأنها تجمع الصفوة, وتنظم الأفكار المطروحة حول القضايا الثقافية المهمة وغالبا تسفر عن توصيات لها قيمة لأنها خلاصة فكر الصفوة وملاحظاتهم حول القضايا المعاصرة وما بالمجتمع من جوانب سلبية وإيجابية فهم يطرحون رؤي جديدة لابد وأن تأخذ بها المؤسسات والجهات التنفيذية.. ولكن المشكلة تكمن في أن هناك انفصالا بين الصفوة والهيئات التنفيذية كما نعاني من انقطاع التنسيق والتواصل بين المؤسسات المختلفة خاصة بين المؤسسات التي تفكر والتي تعمل. * كيف تري المشهد الشعري الآن.. ولماذا هذا الانقسام الواضح بين الشعراء.؟ ** المشهد الشعري ليس في أفضل حالاته لأن الشعراء تسود بينهم علاقات غير ايجابية وهناك صراع بائس بين الأجيال, وقطعا يعود هذا علي الشعر بأسوأ النتائج لأن المشهد الإبداعي يتقدم وينمو ويزدهر بتلاحم المبدعين.. ليس فقط المبدعون في إطار الفن الواحد وإنما انفتاحهم علي الفنون الأخري.. كلما كانت هناك صلات حميمة وعميقة بين المبدعين ازدهر الفن كله.. وللأسف في مصر هناك قطيعة ليست فقط بين الأدباء والفنانين بل بين الفنانين في إطار الفن الواحد كالشعراء وبعضهم.. علي الرغم من أنهم كانوا من المفترض أن يكونوا أكثر النماذج ارتباطا ومشاركة لبعضهم البعض للأسف.. نحن نفتقد للصلة الحميمة بين المبدعين من الشعراء.. * هناك حالة من الركود النقدي تسود المشهد الشعري.. برأيك لماذا..؟ ** هناك أعمال شعرية كثيرة تصدر ولكن الشعر لا ينال الحظ الأوفر من النقد خاصة بعد غياب بعض الشعراء الكبار الذين تأثر بهم المشهد الشعري.. نحن في احتياج إلي التركيز علي الشعراء الذين يواصلون العطاء من ناحية وندعو إلي التواصل بين الأجيال من ناحية أخري.