مسحراتي الحرمين الأزهر والحسين هكذا يعرف نفسه, درويش أحمد درويش أحد أشهر العاملين بهذه المهنة في القاهرة التاريخية, ورث المهنة عن والده وجده. يقول درويش أنه يفضل إطلاق اسم مسحراتي الحرمين تبركا بالحسين والأزهر, معتبرا أن الحرمين هما الأزهر الشريف وهو منارة العلم, وحي الحسين فهو حرم المقام الحسيني الذي يتبرك به المصريون.( هكذا هداه تفكيره الشعبي البسيط) يضرب تاريخ هذه المهنة في جذور عائلة درويش ليعدو أكثر من مائة عام, فقد ورث هذه المهنة عن أبيه وجده, كان يجوب معهم وهو طفل شوارع حي الحسين ليوقظ أهلها, ثم يمر بنفق الجامع الأزهر ليبدأ جولته في حي الأزهر والباطنية والغورية. عم درويش المسحراتي لا ينام ليل رمضان, حيث يبدأ عمله الساعة الواحدة صباحا, يجوب شوارع الأزهر والحسين حتي بداية شعائر صلاة الفجر, يقول غالبا اتناول السحور في الشارع وأصلي الفجر بالجامع الأزهر, لكن في بعض الأوقات أذهب للبيت لأتسحر مع أولادي. ويضيف: المسحراتي زي شيخ المنطقة يعرف كل الناس, رجالا ونساء وأطفالا, أنادي عليهم بأسمائهم, وكل طفل يحب يسمع اسمه وأنا أوقظ أهاليهم للسحور. بصوته الجهوري المحبب لأهالي المنطقة يشدو درويش بكلمات ورثها عن آبائه مادحا الشهر الكريم, موقظا أحبابه, قائلا جئتنا يا شهرنا مرحبا بيك سلامات. بمجيئك يا شهرنا فرحنا بيك وفيك ياشهرنا فرح بك الاسلام. والمولي من هيبته يا رمضان فرضك من فوق سبع سموات. ومن يوم وفاة النبي ياما بكت عليه سادات. جئتنا يا شهر الصيام. جئتنا يا شهر القرآن. جئتنا يا شهر الغفران. يابخت من صلي وصام رمضان. هيكون له نصيب في جنة الريان. أسعد الليالي علينا وعليكم. أحيانا وأحياكم المولي ببركاته كا عام. ياعباد الله وحدوا الله. ويظل ينادي علي أهالي المنطقة بأسمائهم. أما في العشر الأواخر من رمضان يقول درويش إنها إيام الوداع, وفيها يشدو مودعا شهر المغفرة طالبا منه السماح والرضا قائلا لو بكت العين علي عزيز فشهر الصوم أولي بالبكاء. فكان فيه أرغاد عيش وكان فيه وقت الهناء. فيه من القرآن نتلو ونرجو العفو من رب السماء. ودعتنا يا شهرنا عاجلا مستعجلا بالله يا شهرنا لا تشتكينا لربنا.بالله يا شهرنا لا تشتكي للحق أفعالنا. فافصح لنا فالصفح من سمة الكرام. الوداع ياشهر الرحمن, الوداع يا شهر القرآن, الوداع يا شهر البر والاحسان. ودعوا يا مسلمين شهر الصيام. لاتخلو كلمات درويش مسحراتي الحرمين من دقات طبلته التي ورثها عن أبيه وجده, يحافظ عليها ويصونها, فهي وإن كانت مصدر رزق تعد جزءا من تراث العائلة. وله طبلتان الأولي من النوع الشائع المعروف, والثانية من النحاس ذات وجه واحد من الجلد مثبت بمسامير, وظهرها من النحاس أجوف وبه مكان يمكن أن تعلق منه يمسكها بيده اليسري وبيده اليمني يمسك بسير من الجلد أو عصا صغيرة ويدق بها.