عندما يحل شهر رمضان الكريم, من كل عام, يجد من يكتبون يوميا من أمثالنا أنفسهم غير قادرين علي تجاوز المناسبة, وكأننا في يوم11 أغسطس, وليس الأول من رمضان, فالشهر الكريم يحمل رياحا مختلفة تغير من شكل المشاعر والزمن والعمل والبيوت والشوارع, ويبدأ كل منها في البحث عن زاوية جديدة للكتابة عن رمضان, وأنا أعرف البعض ممن يفضلون كتابة ماكتبوه في العام الماضي, واللجوء إلي الأساسيات التي تتصل بالمعاني الروحية لأحد أكثر شهور السنة سموا, أو قد يتذكر البعض رمضان زمان, الذي عشناه في الطفولة, حيث الأذان والإفطار والفوانيس والمسجد ودلائل الخيرات, التي لايعرفها كثيرون حاليا. لكن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدا في الكتابات غير الروحية عن شهر رمضان, حينما يتم الحديث عن ظواهر الحياة العادية في رمضان, من حيث حالة المرور التي نتوجس بشأنها طوال الوقت, كما حدث أول أمس, قبل أن نكتشف أن هناك سيولة نسبية في الحركة, أو حالة العصبية التي تجتاح الناس خلال النهار بفعل العطش والتدخين أو القهوة تحديدا, أو عادات الطعام وتزايد الميول الاستهلاكية في الشهر الكريم, أو عن المسلسلات والفضائيات التي تحاول جذب الناس بكل الطرق لأهداف اقتصادية وترفيهية, أو عن قضايا موائد الرحمن من ناحية, والخيم الرمضانية من ناحية أخري, وهكذا. إن البحث عن زوايا جديدة للفت الانتباه إلي رمضان مسألة صعبة إلي حد ما, لكن تظل الزاوية المفضلة لي, هي القاهرة في رمضان, فمهما قيل عن أي مكان في العالم, لايمكن أن يتم الإحساس برمضان بأكثر مما يتم الشعور به في القاهرة, التي تصبح مدينة أخري جميلة, خاصة في الليل, في هذا الشهر, إلا أن مايجب أن نفكر فيه قليلا هو أن رمضان قد بدأ يتقدم نحو شهور الصيف الحارة, وسوف يصاحب ذلك عطش أكثر مما كان يجري في العادة, وأعطال سيارات علي الكباري, مما يتطلب ضبط النفس, بصورة يجب معها أن نتذكر إحدي أهم العبارات التي ارتبطت بالشهر الكريم, وهي' اللهم إني صائم'. [email protected]