دعا صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إسرائيل أمس إلي تحقيق متطلبات وركائز الانتقال إلي المفاوضات المباشرة, مؤكدا عدم رفض الفلسطينيين للتفاوض المباشر, عكس ما تنشره إسرائيل دوليا ميدانيا, أقدم مستوطنون أمس علي إشغال النيران في مئات الدونمات من الأراضي الزراعية بنابلس, كما قامت سلطات الاحتلال بهدم15 قبرا في القدسالمحتلة لإقامة متحف التسامح, فيما أصيب ثلاثة فلسطينيين بجراح والعشرات بالاختناق خلال مسيرة بلعين الاسبوعية المناهضة للاستيطان. فقد صرح رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية, د. عريقات, بأن الجانب الفلسطيني لا يرفض المحادثات المباشرة كما تحاول إسرائيل أن تقول للرأي العام العالمي, وإنما يحرص علي وضع الأسس والركائز المطلوبة لإنجاحها, عبر تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بوقف الاستيطان وقبول المرجعيات المحددة. وأضاف خلال لقائه أمس, القنصل الفرنسي العام فريدريك ديساجنيوس, وممثل النرويج لدي السلطة تور وينسلند, كل علي حدة, عندما تقرر الحكومة الإسرائيلية احترام التزامها بوقف الاستيطان وإقرار مرجعية عملية السلام علي أساس الدولتين علي حدود1967, بما يشمل تبادل للأرض متفق عليه, ستنطلق المحادثات المباشرة. وأدان عريقات الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية, وقال: في الوقت الذي يدعونا العالم إلي محادثات مباشرة, تستمر الحكومة الإسرائيلية في حصارها لقطاع غزة وهدم البيوت في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وفرض الحقائق علي الأرض والتي كان آخرها هدم البيوت في محافظتي طوباس وأريحا والأغوار. ميدانيا ذكرت مصادر محلية في قرية بيت فوريك شرقي مدينة نابلس ان المستوطنين اشعلوا النار في مئات الدونمات الزراعية بأراضي المواطنين في القرية. واضافت المصادر أن النيران اشتعلت بصورة كبيرة في عشرات الدونمات شرقي البلدة, وبسبب ارتفاع درجات الحرارة امتدت النيران الي اماكن اخري في القرية. وقال غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ان النيران اشتعلت في منطقة البرج شرق قرية بيت فوريك والمطلة علي قرية طانا قرب مستوطنة ايتمار, حيث لا يستطيع الفلسطينيون الوصول اليها لوجود برج عسكري اسرائيلي. واضاف دغلس ان النيران امتدات الي مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون والتين واللوز والعنب, مؤكدا وصول سيارات اطفاء فلسطينية الي المنطقة ولكن لصعوبة التضاريس فان سيارات الاطفاء لا تزال تحاول الوصول الي مناطق اخري مشتعلة فيها النيران دون جدوي. كما أصيب أمس3 مواطنين بجروح والعشرات بحالات الاختناق نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع اثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في قرية بلعين غرب رام الله. وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين, وفد من الشباب المتطوعين من الضفة الغربية وفلسطينيي48 شاركوا في مهرجان فرخة الدولي السابع عشر للشباب, وعدد من الشباب من مجموعة الشراكة من اجل التنمية من المغرب والضفة الغربية, وأهالي قرية بلعين, إلي جانب العشرات من نشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب. ومن جانبه, استنكر الشيخ تيسير التميمي رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم خمسة عشر قبرا في مقبرة مأمن الله التاريخية في القدسالمحتلة لإقامة ما يسمي' متحف التسامح' مكانها. وقال التميمي, في تصريح له أمس: إن الاعتداء علي مقبرة مأمن الله التي تضم رفات عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين الأخيار والعلماء والفاتحين والمجاهدين والشهداء الأبرار علي مر التاريخ الإسلامي والمواطنين المقدسيين هو انتهاك سافر لحقوق الإنسان واعتداء علي التراث الإنساني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة وتجاوز للمبادئ الأخلاقية والإنسانية وتحد لما تعارف عليه المجتمع الدولي في اتفاقياته وقراراته من أسس وثوابت.