في وقت تزايدت فيه الشكوك في إمكانية نجاح مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية التي ستفتتح في الثاني من سبتمبر المقبل بواشنطن أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية ستترك المفاوضات المباشرة إذا استأنفت إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ورفض عريقات شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي طالب فيها بالاعتراف بيهودية الدولة كأحد أسس أي حل مستقبلي للصراع وكان نتانياهو قد أكد أمس الأول خلال جلسة حكومته الأسبوعية أن إسرائيل تتمسك بثلاثة أسس لإبرام أي اتفاق سلام وهي الاعتبارات الأمنية واعتراف فلسطيني بيهوديتها وأن يشكل الاتفاق نهاية الصراع. ووصف عريقات مطالب نتانياهو بأنها «اشتراطات لا مفاوضات» قائلاً: إذا أراد المفاوضات فهو يعرف أن هذه الشروط لا يمكن قبولها، إلي ذلك حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رسالة بعث بها إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون من أن استئناف البناء في المستوطنات سوف يضع حدا للمفاوضات المباشرة التي تم الاتفاق علي إطلاقها، وأكد عباس في رسالته أنه من المستحيل أن يتم عقد مفاوضات بالتوازي مع البناء الاستيطاني، وأضاف في الرسالة التي نشرتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن تجديد البناء في المستوطنات يعد نهاية مفعول قرار التجميد أواخر سبتمبر المقبل سوف يصل بالمفاوضات المباشرة إلي مرحلة توقف جديدة. في المقابل ذكرت هاآرتس أن نتانياهو أبلغ وزراء الليكود أمس الأول أن القرار الحكومي حول إنهاء تجميد الاستيطان في الموعد المحدد سوف يتم الالتزام به بشكل كامل. وكشفت الصحيفة عن اقتراح من وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان ميردور يؤيده وزير الدفاع إيهود بارك ويقضي باستئناف البناء الاستيطاني فقط في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي من المتوقع أن تكون جزءًا من إسرائيل في أي اتفاقية سلام مقبلة علي أن تتم مواصلة تجميد البناء في المستوطنات الذاتية وذكرت هاآرتس أن الإدارة الأمريكية لم تعلق رسميا علي المقترح إلا أن مسئولين أمريكيين استبعدوا الفكرة. يأتي ذلك فيما أكدت مصادر فلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب مهلة شهرا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتجريب المفاوضات المباشرة، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة مساء الجمعة الماضية لبحث الموافقة علي الانتقال للمفاوضات المباشرة. كما أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أن استجابة الجانب الفلسطيني للذهاب إلي واشنطن هي دليل آخر علي التزامه بالسلام وبشروط إقامة سلام عادل. وأضاف: إن الجانب الفلسطيني لم يتنازل عن شيء وأنه تم الاتفاق علي وضع كل الملفات علي الطاولة. وشدد أبوردينة علي أن منظمة التحرير هي الجهة الرسمية الوحيدة المكلفة بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني مشيرا إلي أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيعرضه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للاستفتاء علي الشعب الفلسطيني. وميدانيا جدد المستوطنون أمس الأول هجماتهم التخريبية علي محافظة نابلس وأحرقوا مساحة واسعة من أراضي قرية جالود جنوبالمدينة في آخر محاولاتهم للسيطرة علي سهل واسع بها. وقال شهود عيان إن مستوطنين يسكنون في مستوطنة قريبة من القرية اضرموا النار في أرض بور غير مزروعة قبل أن يتراجعوا عندما انتشرت النار في الهشيم. وأكد عبدالله الحاج محمد رئيس المجلس القروي أن هذه العملية هي الثانية في غضون أيام قليلة. مشيرا إلي أن المستوطنين ينفذون محاولات محمومة للسيطرة علي منطقتين سهليتين تبلغ مساحتاهما نحو 300 دونم، في أطراف القرية ولا تبعدان أكثر من 300 م عن حدود المستوطنة.