أطلق الكاتب الكبير بهاء طاهر قبل أيام تصريحات صحفية انتقد فيها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بسبب الشروط التي تضعها في عقود ترجمة أعمال الكتاب المصريين ويعرف المتابعون أنها ليست هذه هي المرة الأولي التي يدخل فيها كاتب مصري في خلاف قانوني مع قسم النشر بالجامعة الأمريكية فقد سبق بهاء طاهر الي نفس المحطة شكوي مماثلة وصف الكتاب صنع الله إبراهيم فيها شروط النشر بالجامعة الأمريكية ب المجحفة, وأعادت تصريحات الكاتب بهاء طاهر الجدل من جديد حول الشروط التي تضعها الجامعة الأمريكية في عقود ترجمة أعمال الكتاب المصريين الي الانجليزية. وكان بهاء طاهر قد تقدم بمذكرة لاتحاد الناشرين لطلب الرأي القانوني للاتحاد باعتباره جهة الاختصاص في النزاع بين المؤلف ودار نشر الجامعة الأمريكية حول مدي قانونية العقود التي تبرمها دار النشر المذكورة مع المؤلفين المصريين مقابل ترجمة أعمالهم ونشرها باللغة الإنجليزية. بهاء طاهر في مذكرته الي الاتحاد طلب الرأي حول مدي مشروعية عدم النص في العقود علي تاريخ محدد ومعلوم لانتهاء مدة العقد بين الطرفين, مما يعني أن حقوق دار النشر أبدية حسبما جاء في المذكرة وأنها تستطيع التصرف في عمل الكاتب كما تشاء في أي وقت بل بيعه الي ناشرين آخرين دون إخطار المؤلف أو استطلاع رأيه, بما يضيع عليه الكثير من حقوقه المادية والأدبية. وكان بهاء طاهر قد وقع عقدين مع دار نشر الجامعة الأمريكية لترجمة روايتيه الحب في المنفي بتاريخ15 يناير2000 وقالت ضحي بتاريخ6 فبراير2008 وقد نشب الخلاف بين دار النشر والمؤلف حول مضمون هاتين الاتفاقيتين, وطريقة تفسير الدار للعقوبة, وتصرفها مع الأمر بشكل اعتبره المؤلف إساءة مادية وأدبية له, بعد أن اكتشف أن دار نشر مغمورة في لندن أعادت نشر الروايتين دون أي إخطار مسبق من دار نشر الجامعة الأمريكية للكاتب حفاظا علي حقوقه, وذلك نتيجة خلو العقدين من أي نص علي ضرورة استشارة المؤلف والحصول علي موافقته بشأن الشروط والالتزامات المتعلقة ببيع الترخيص بالعمل الي طرف ثالث. الأهرام المسائي استطلعت آراء بعض الكتاب بحثا عن اجابة لسؤال دائر في الأوساط الثقافية يقول هل تظلم الجامعة الأمريكية الكتاب المصريين؟ في البداية وصف الكاتب محمد البساطي عقود النشر بالجامعة الأمريكية ب ال منصفة, وقال إنه تعامل مع دور أخري فرنسية وإيطالية ووجد في شروط العقود ما هو أكثر إجحافا من الجامعة الأمريكية, وأكد: لا أشكو من أي تعاملات مع الجامعة الأمريكية, فهم يتعاملون مع مترجمين جيدين, ويترجمون أعمالا ذات قيمة. وتابع البساطي: ليس هناك جهة تترجم الاعمال الأدبية المعاصرة للانجليزية بهذا النشاط الا الجامعة الأمريكية, وبالتالي حتي لو كانت الشروط صعبة بعض الشيء فالعقد شريعة المتعاقدين وهي مثلها مثل أي دار نشر أخري. ومن جهته اتفق الكاتب خيري شلبي مع ما طرحه بهاء طاهر, وقال: مع الأسف لا أعرف ما هو مكتوب بالعقد لأني لا أجيد الأنجليزية, ومن ثم فأنا أطالب أن تكتب العقود باللغة العربية لأن العقد المكتوب بلغة تخالف لغة الطرف الثاني( الكاتب) يعتبر باطلا. وعلي الرغم من رأي البساطي إلا أن لب المشكلة التي تقف في وجه الكتاب المصريين المتعاملين مع الجامعة الأمريكية من وجهة نظر البعض تكمن في تفرد الجامعة بمهمة الترجمة الي الانجليزية, فلا يوجد في مصر أو العالم العربي جهات كثيرة تهتم بنقل الأدب العربي الي لغات أخري, وهذا ما صرح به روائي كبير فضل عدم ذكر اسمه, قائلا: إن الجامعة تستغل كونها الناشر الوحيد المهتم بترجمة الأدب المصري, ووصف عقود قسم النشر بالجامعة الأمريكية ب عقود إذعان, وبرر: الجامعة تأخذ حقوق الترجمة الي كل اللغات ودون مدة محددة, فالجامعة تستغل كونها الناشر الوحيد في السوق المصري المهتم بترجمة الأدب الي الانجليزية وتعلم أن الكتاب تقودهم لهفة الترجمة الي ميدان التحرير حيث يقع قسم النشر التابع للجامعة الأمريكية. وعلي العكس من ذلك أعتبر الكاتب حمدي أبو جليل أن احتكار الجامعة لترجمة الأدب المصري ميزة تحمد لها قائلا: الجامعة لديها مشروع كبير لترجمة الأدب المصري من مختلف الأجيال والأشكال الأدبية, وهي أيضا لا تتدخل في مضمون الكتاب بالحذف أو الإضافة كما تفعل دور نشر عالمية أخري. لكن حمدي حدثنا عن أزمة مر بها مع الجامعة الأمريكية إذ كان قد اتفق علي ترجمة روايته الفاعل الي الأسبانية قبل أن تفوز الرواية بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام2008, لكن الجامعة أصرت أن تشاركه حقوق الملكية بعد فوزه بالجائزة. وقال أبو جليل: ما يجعل الأمور مستقرة مع الجامعة هو رغبة الكتاب المصريين في الانتشار والترجمة, وفي الوقت نفسه نادرا ما يحقق كتاب ما مبيعات كبيرة لأن دار نشر الجامعة الأمريكية هي دار أكاديمية تخاطب جمهورا متخصصا في الأدب العربي, فهي ليست كدور نشر( راندوم هاوس) أو( بلومزبري) علي سبيل المثال والتي تتعامل مع النصوص بشكل تجاري.