في السماء السابعة سدرة المنتهي والسدرة شجرة النبق, حيث ينتهي اليها كل ما يصعد من الأرض فيقبض منها وإليها يهبط كل أمر إلهي من تحت العرش فيقبض منها.. فهي الحد الفاصل الذي لا تستطيع المخلوقات بما فيها الملائكة وعلي رأسهم سيدنا جبريل عليه السلام أن تتجاوزه وإلا احترقت من نور الجلال الإلهي.. *حتي الجبال العواتي لا تتحمل نور الجلال فعندما تجلي الله علي الجبل جعله دكا وخر موسي صعقا كتجربة حية أثبت الله تعالي بها لسيدنا موسي عليه السلام عجز القدرة البشرية عن تحمل نور الجلال الإلهي عندما طلب أن يراه. ولكن الله تعالي هيأ سيدنا محمدا [ ليتجاوز سدرة المنتهي دون سائر خلقه تكريما وتعظيما له كآخر المرسلين وإمامهم للناس والجن أجمعين. وقال المصطفي [ عن السدرة: رأيت يغشاها فراش من ذهب ورأيت علي كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح لله عز وجل.. وغشيها نور الله وألوان وبهاء يعجز مخلوق عن أن يصفها من حسنها.. كما ذكر الله تعالي: { إذ يغشي بسدرة ما يغشي'*16* ما زاغ ببصر$ ما طغي'*17*} صدق الله العظيم وقد رأي النبي[ أربعة انهار تخرج من أصل سدرة المنتهي نهران باطنان في الجنة ونهران ظاهران نزل بهما سيدنا جبريل علي الإرض هما النيل والفرات. * وقال سيدنا أبو ذر الغفاري سألت رسول الله[: هل رأيت ربك؟ فقال المصطفي: نور أني( كيف) أراه؟ والنور حجاب يمنع الادراك.. وقال[: رفعت لمكان أسمع فيه صريف( صوت) الأقلام التي تسجل كل شيء. * وفي السماء السابعة نهر يقال له الحيوان( من الحياة) يدخله سيدنا جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا ويؤمرون أن يأتوا البيت المعمور ويصلوا فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا صدق رسول الله[. * في السفر الي الفضاء يكون الدنو والاقتراب أولا من المكان ثم لابد من التدلي والنزول.. عكس السفر علي الأرض حيث يكون( التدلي) اولا ثم( الدنو) بعد ذلك وهذه معجزة قرآنية.... وهذا ما حدث لسيدنا محمد[ ليكون في حضرة رب العزة فكان قاب( قدر) قوسين( ذراعين) أو أدني كما في قوله تعالي المعجز: { ثم دنا فتدلي'(8) فكان قاب قوسين أو أدني'(9)} صدق الله العظيم في هذا الموقف الجليل قال النبي[ التحيات لله والصلوات والطيبات لله. ورد رب العزة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فقال سيدنا محمد: السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين أشهد ألا إله إلا الله. وقال سبحانه وتعالي: واشهد أن محمدا عبده ورسوله. وهتفت الملائكة في السماوات السبع مترنمة: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. نردد هذه( التحيات) والدعاء النوراني9 مرات يوميا مرتان في كل صلاة من الصلوات الخمس ماعدا الفجر نقوله مرة واحدة.. ونزيد علي المرات التسع مع صلوات السنن. * وفي هذا الموقف الجليل تلقي المصطفي [ من تحت العرش الوحي مباشرة من الله سبحانة وتعالي حيث أعطي الصلوات الخمس لقداستها وأساسها الفاتحة وأصبحت التحيات المتبادلة بين رب العزة وسيدنا محمد جزءا من الصلاة كما أعطي خواتيم سورة البقرة وآية الكرسي بها, وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا. قد لا يستطيع الإنسان أن يؤدي فريضة الحج أو الزكاة أو الصيام لأسباب شرعية ويكون إسلامه صحيحا بعد التشهد مرة واحدة.. ولكنه لا يستحق أن يكون مسلما إن امتنع عن أداء الصلاة التي جعلها الله فرضا علي المحارب والمريض والمسافر... ويسر الله تعالي كل السبل لأدائها حيث تجوز علي تراب الأرض الطاهرة ويستطيع الإنسان أن يؤديها واقفا أو جالسا أو بجفون عينيه إن كان مريضا.. لأنها كما قال النبي[: الصلاة عماد الدين و أول عمل يسأل عنه ابن آدم الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله.. فويل لمن تركها!! * والصلاة اكبر وأعظم تكريم للسنة النبوية فرغم أهميتها فلا يوجد نص في القرآن الكريم يبين كيفية أدائها رغم النصوص الكثيرة التي تفصل أركان الإسلام الأربعة الأخري.. فالنبي[ هو الذي علم الناس عدد ركعاتها وكيفية ادائها. وقد فرضها الله في البدء خمسين صلاة.. ولكن الفضل بعد الله لسيدنا موسي عليه السلام في جعلها خمس صلوات.. وجعلها سبحانة بثواب خمسين صلاة لتكون أعظم رحمة للناس في رحلة المعراج. كما قال تعالي: { فأوحي' إلي' عبده ما أوحي'*10* ما كذب بفؤاد ما رأي'*11*} صدق الله العظيم [email protected]