* إذا كان البراق( وهو الدابة الوسط ما بين الحمار والبغل) وسيلة انتقال للأنبياء فقط علي الأرض وكان وسيلة النبي [ في رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي. فإن المعراج وسيلة صعود أرواح كل البشر إلي بارئها!! يقول النبي-[-: لما فرغت مما كان في بيت المقدس أتي بالمعراج ولم أر شيئا قط أحسن منه وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا أحضر( لحظة الاحتضار وخروج الروح) فأصعدني صاحبي سيدنا جبريل فيه إلي السماء الأولي. * قال المصطفي [: تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا( الأولي) فلم يلقني ملك إلا ضاحكا مستبشرا يقول خيرا ويدعو به حتي لقيني ملك من الملائكة فقال مثل ما قالوا ودعا بمثل ما دعوا به إلا أنه لم يضحك ولم أر منه من البشر( السرور) مثل ما رأيت من غيره فقلت لجبريل: يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم.. فقال لي جبريل: أما إنه لو ضحك إلي أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلي أحد بعدك لضحك إليك, ولكنه لا يضحك, هذا مالك خازن( حارس) النار فقلت لجبريل ألا تأمره أن يريني النار فقال: بلي.. يا مالك أر محمدا النار قال: فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت حتي ظننت لتأخذن ما أري فقلت يا جبريل مره فليردها إلي مكانها.. فقال لها: اخبي.. فرجعت إلي مكانها الذي خرجت منه.. ورد عليها غطاءها. * وقال المصطفي [ : ثم رأيت رجالا لهم مشافر( شفاه) كمشافر الإبل في إيديهم قطع من نار كأفهار( أحجار صلبة ناعمة) يقذفونها في أفواههم فتخرج من ادبارهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء آكلة أموال اليتامي ظلما. * وقال النبي [ : ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل( في طريق) آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة( الهائمة النافرة) حين يعرضون علي النار( صباحا ومساء) يطأونهم لا يقدرون علي أن يتحولوا من مكانهم ذلك.. قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة الربا. * وقال المصطفي-[-: ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم سمين طيب إلي جنبه لحم غث منتن, يأكلون من الغث النتن ويتركون السمين الطيب.. قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء ويذهبون الي ما حرم الله عليهم منهن. * وقال [ : لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليه ارواح بني آدم فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ويسر به ويقول: روح طيبة خرجت من جسد طيب.. ويقول لبعضها إذا عرضت عليه: أف ويعبس بوجهه ويقول: روح خبيثة خرجت من جسد خبيث.. قال: قلت ومن هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك أدم تعرض عليه أرواح ذريته. * رأي النبي [ أبانا آدم في السماء الاولي وفي السماء الثانية ابني الخالة: سيدنا عيسي بن مريم وسيدنا يحيي بن زكريا وفي السماء الثالثة سيدنا يوسف وفي الرابعة سيدنا ادريس وفي الخامسة سيدنا هارون وفي السادسة أخاه سيدنا موسي وفي السابعة سيدنا ابراهيم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه. وقد وصف النبي [ بعض أنبياء الله فقال: أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم( سيدنا محمد)[ ولا صاحبكم أشبه به منه, وأما موسي فرجل آدم( أسمر) طويل ضرب( ضخم) جعد( متموج الشعر) أقني( ذو أنف محدب) واما عيسي بن مريم فرجل أحمر( ذو بشرة حمراء), بين القصير والطويل, سبط الشعر( شعره مرسل ناعم) كأنه خرج من ديماس( حمام) تخال رأسه يقطر ماء وليس به ماء.. وقال عن سيدنا يوسف: صورته كصورة القمر ليلة البدر. * رأي سيدنا محمد [ سيدنا جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية كملك له ستمائة جناح مرتين.. وشتان ما بين المرتين... في المرة الاولي بعد بدء الوحي في غار حراء وكان علي شكل انسان عندما قال له اقرأ وبعد الخروج من الغار والنبي يتصبب عرقا فإذا بصوت خلفه يناديه يا محمد أنا جبريل فنظر فإذا به في صورته الحقيقة يكاد يسد الأفق فأغمي علي النبي وسقط فتحول سيدنا جبريل إلي بشر وأخذ يمسح عن وجهه التراب حتي فاق وذهب وهو يرتجف إلي السيدة خديجة عليها السلام وهو يقول زملوني زملوني( غطوني غطوني). أما المرة الثانية التي رأي فيها المصطفي [ سيدنا جبريل عليه السلام علي صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها فكانت في رحلة المعراج عند سدرة المنتهي في السماء السابعة ولم يحدث له شيء وهذا دليل علي ان الله سبحانه قد هيأه لتحمل هذه الرحلة الجبارة كما ذكر الله تعالي: {ما كذب الفؤاد ما رأي. أفتمارونه علي ما يري. ولقد رآه نزلة أخري. عند سدرة المنتهي} صدق الله العظيم