كانت بداية الإسراء بجوار الكعبة في( حجر إسماعيل) إذ قال [: بينما أنا في الحجر مضطجعا نزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئي حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري *ثم أطبقه وقال: وأخذ بعضدي إلي باب المسجد( الكعبة) فإذا دابة( لونها أبيض براق) بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يضع يده( اقدامه الأمامية) في منتهي طرفه أي لاينزل بقدمه علي الأرض إلا علي أبعد نقطة يراها!وكان لايركبه إلا الانبياء وقال المصطفي[: لما دنوت منه لأركبه شمس( حرن وتململ) فوضع جبريل يده علي معرفته( عرف رأسه) ثم قال: ألا تستحي يابراق مما تصنع فوالله ما ركبك عبدلله قبل محمد أكرم علي الله منه قال: فاستحيا حتي أرفض( تصبب) عرقا, ثم قر حتي ركبته وكان النبي[ آخر من ركبه. * في رحلة الإسراء كانت هناك دلالات وبشارات وأشخاص وأحداث غريبة واجهها النبي [ في الطريق من الكعبة الشريفة بيت الله الحرام وأول بيت بني للناس علي الأرض إلي المسجد الأقصي أولي القبلتين حيث أرض معظم الرسالات والأنبياء وأرض المحشر للناس يوم القيامة.. * فقد قابل المصطفي[ وهو بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام امرأة عجوزا علي جانب الطريق فسأل: ما هذه يا جبريل؟ فقال له: سر يا محمد.. ووجد شخصا يدعوه ليتنحي عن الطريق قائلا له: هلم يا محمد.. فقال له سيدنا جبريل: سر يا محمد.. فسار حتي لقيه رجل فقال له السلام عليك.. فقال له سيدنا جبريل: أردد السلام يا محمد.. فرد السلام ولقيه رجل ثان ففعل معه مثلما فعل مع الاول وكررها مع ثالث. وقال له سيدنا جبريل عليه السلام: أما العجوز التي رأيتها علي جانب الطريق فلم يبق من الدنيا إلا كما بقي من عمر تلك العجوز, وأما الذي أراد أن تميل إليه ليبعدك عن الطريق فذاك عدو الله إبليس, وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسي وعيسي عليهم السلام. * وأيضا في الطريق إلي بيت المقدس قال سيدنا جبريل للنبي [ صل, فصليت ثم ركبت فقال: أتدري أين صليت؟ قلت الله أعلم, قال صليت بيثرب صليت بطيبة( أحد أسماء المدينةالمنورة) وكان ذلك قبل الهجرة وركب البراق فانطلق به ثم بلغ أرضا فقال سيدنا جبريل لسيدنا محمد عليهما صلوات الله وسلامه انزل وصل فصليت ثم ركبت فقال أتدري أين صليت؟ قلت: الله اعلم قال: صليت بمدين عند شجرة موسي ثم ركبت حتي بلغنا أرضا بدت لنا قصورا فقال انزل وصل فصليت ثم ركبت فقال أتدري أين صليت؟ قلت الله أعلم قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسي بن مريم حتي دخلنا المدينة( القدس واسمها القديم إيلياء وتعني بيت الله) * وقد مر سيدنا محمد[ علي سيناء حيث دفن سيدنا موسي وهارون عليهما السلام وقال: أتيت علي موسي ليلة أسري بي عند الكثيب الاحمر فإذا هو قائم يصلي في قبره.. * وعندما وصل النبي إلي القدس عرض عليه الخمر والماء واللبن فتناول الرسول صلي الله وسلم اللبن.. فقال له سيدنا جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ولو شربت الماء لغرقت وغرقت امتك ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك.. وربط سيدنا جبريل البراق في حلقة باب المسجد الأقصي وبعث الله كل الأنبياء والرسل فصلي النبي[ بهم إماما علي سنة سيدنا ابراهيم الصلاة الإبراهيمية حيث لم تكن الصلاة قد فرضت بعد... * ورغم أن رحلة الإسراء من مكة إلي القدس اعقبتها مباشرة رحلة المعراج من المسجد الاقصي إلي السماوات السبع إلا أن الله تعالي فصل بينهما في كتابه الكريم فتناول رحلة الإسراء في آية واحدة فقط في سورة( الإسراء) وتناول رحلة المعراج في18 آية بسورة( النجم) * ففي رحلة الإسراء شاهد النبي[ وقائع وأحداثا كانت تعتبر غيبا بالنسبة لكفار مكة وكانت الدليل أمامهم في صدق رحلته التي حدثت في أثناء ليلة بينما كانت تستغرق منهم شهرين.. بينما المعراج غيب لأحداث وقعت وأحداث تقع وأحداث سوف تقع حتي يرث الله الأرض ومن عليها فذكر الله سبحانه أحداثها الجسام في سورة النجم. * وسورة( الإسراء) مشهورة أيضا باسم سورة( بني إسرائيل) لأن رحلة الإسراء إعلان وبشارة للنبي[ وللمسلمين بانتقال القيادة المادية والروحية من بني إسرائيل ( يعقوب) إلي بني اسماعيل.. ولهذا يتحدث الله تعالي عن مستقبل بني إسرائيل في هذه السورة واستمرار خيانتهم للعهد وغدرهم ورغبتهم الدفينة في الإثم والعدوان وإشعال الحروب... وفيها إنذار للمسلمين بأن القدس لهم إن اتقوا الله. وفي أيدي اعدائهم إن خانوا أمانتهم كما في قوله تعالي محذرا بني إسرائيل: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسي ربكم إن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا. صدق الله العظيم