لاتقدم بثينة محمود في مجموعتها الأولي برقع الحياء أي مفاجآت. فالقصص لاتبتعد كثيرا عن عالم مدونتها طيارة ورق من حيث سردها للخواطر ذات القالب القصصي. وان كانت تؤكد لقارئها بمجرد بدئه في التعرض لمجموعتها, إنها هذه المرة لاتكتب حكايتها أو حكايات من حياتها بل ترتدي علي حد قولها أحذية الأخريات وتتحدث بالسنتهن. بين ثلاثة أجزاء قسمت إليها مجموعتها تروي بثينة محمود حكايات لنساء حاولت من خلالهن تجسيد ماتراه وضعا مترديا للمرأة في المجتمع المصري. لخصته الكاتبة في كون المرأة تخفي مشكلاتها وقضاياها خلف برقع الحياء الذي يمنعها من التصريح بقضاياها الاجتماعية والأسرية تحت دعوي عدم الخروج علي القيم. يحمل الجزء الأول اسم تساؤلات أبدية ويحوي تسعة نصوص قصيرة تدور حول علاقة الانثي بالأنثي. مجسدة في العلاقة بين الأم التي تحمل الموروث القيمي والابنة التي ترضخ مستسلمة لهذا الموروث وذلك في القصة الأولي حفلة زار والمخاوف الداخلية للأنثي واحساسها بإنعدام الأمان والثقة في جسدها كما في القصة الثانية العروس. وتمضي باقي قصص الجزء الأول لتبرهن علي محاولةا من الكاتبة في التعبير عن العلاقة الملغزة بين الانثي وعاداتها وطقوسها. إلا أن القصة التي تحمل عنوان المجموعة والتي وردت في هذا الجزء برقع الحياء تقدم صورة لعلاقة غير مكتملة بين امرأة وزوجها تخفي فيها المرأة إحساسها بعدم الاشباع خلف برقع الحياء الذي يمنعها من التعبير والبوح, وجاءت لغة النص التي عمدت للتلميح دون التصريح لتؤكد سيطرة البرقع الذي تتصدر اسمه وصورته الغلاف علي المجموعة بكاملها وعلي لغة الكتابة فيها. أما القسم الثاني من المجموعة أحاديث النفس فيظهر فيه الرجل ليسيطر علي قصص المجموعة بعد أن تسيدت الأنثي وحدها القسم الأول. في هذا الجزء تطرح بثينة محمود لعبة القط والفأر التقليدية بين الذكر والأنثي ولكن بلغة حالمة تتجنب طرح الصدام. من خلال سبع قصص يستمر فيها ذات اسلوب بثينة الذي يحرك القصة من خلال الحوار لا الحدث. الجزء الثالث تصعد فيه الكاتبة درجة جديدة. يبدو الصراع في جب الواقع عنوان الجزء الثالث واضحا وحاضرا, نساء القسم الثالث من مجموعة برقع الحياء يحركهن الغضب بأكثر مما يحركهن الحزن أو التأمل كما في القسمين الأولين للمجموعة إلا أنهن ينتهين في أغلب النصوص إلي الاستسلام أو الاتيان بأفعال غاضبة صغيرة لاتغير من واقعهن حتي وأن تخلين عن برقع الحياء. بدأت بثينة محمود الكتابة عبر مدونتها طيارة ورق في عام2005 وأصدرت مجموعتها الأولي برقع الحياء ضمن اصدارات دار دون التي تقوم بنشر الاعمال الأولي للمدونين.