أكد فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أهمية اكتساب خريجي جامعة الأزهر خاصة الكليات الشرعية واللغوية لمهارات اللغات الأجنبية لتعزيز التواصل مع الآخرين ونقل الصورة الصحيحة للإسلام ورسالة الأزهر التي تحمل الوسطية والاعتدال, وكذلك ايجاد جسور بين حكمة الشرق وعلوم الغرب. جاء ذلك في كلمة الامام الأكبر في الاحتفال الذي اقامته جامعة الأزهر أمس بقاعة الامام محمد عبده بالجامعة بحضور الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف, والدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي, والدكتور عبدالله الحسيني رئيس جامعة الأزهر, ودومنيك اسكويث سفير بريطانيا لدي مصري وبول سميتا رئيس المركز الثقافي البريطاني, وذلك بمناسبة تخريج أول دفعة من طلاب الكليات الشرعية الذين درسوا بمركز تعليم اللغة الانجليزية بجامعة الأزهر والذي يضم حاليا350 طالبا من مختلف المراحل في الكليات الشرعية واللغة العربية بالأزهر. وقال الطيب إنه يتم اليوم تخرج69 طالبا بكليات الشريعة والقانون واللغة العربية وأصول الدين والدراسات الإسلامية من الاوائل الحاصلين علي تقدير امتياز, وجيد جدا, وتم تدريبهم بالمركز من السنة الثانية. حيث انتهوا من دراسة اللغة الانجليزية باتقان من خلال المشاركة في برنامج مكثف علي مدار ثلاث سنوات. كما أعلن شيخ الأزهر أن المرحلة المقبلة ستشهد التوسع في تعليم اللغات الاخري منها التركية والفارسية والألمانية من أجل التوسع في نشر رسالة الأزهر إلي العالم الخارجي. ومن جانبه, أوضح الدكتور عبدالله الحسيني رئيس جامعة الأزهر في كلمته خلال الاحتفال أن الخريجين يمثلون نخبة متميزة من طلاب الأزهر بالكليات العربية الخمس والشريعة والذين اجتازوا برنامجا متميزا لدراسة اللغة الانجليزية, وفق أحدث الاساليب مشيرا إلي أن الهدف من هذا البرنامج هو تلبية احتياجات المجتمع من علماء الأزهر المجيدين للغة الاجنبية ولتعزيز التواصل مع العالم الخارجي ونشر رسالة الأزهر السمحة للعالم كله لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام. من جانبه أكد دومنيك اسكويث سفير بريطانيا لدي مصر أن هذا المشروع يعتبر تحديا للصياغة الخاطئة باظهار أن الإسلام والغرب ليسا كيانين منفصلين أو جانبين متعارضين, موضحا أن هذا المشروع وفر لمجموعة من شباب القادة المسلمين البريطانيين التعلم من أعظم أساتذة وعلماء الأزهر في إطار برنامج مشترك مع جامعة كامبريدج. وأعرب عن تطلعه لتوفير المزيد من الفرص للبريطانيين المسلمين وايضا غير المسلمين للاستفادة من ثروة المعرفة والعلم والخبرة التي توجد داخل هذه المؤسسة العريقة. وقال دومنيك: أنا اختلف بعمق مع أولئك الذين يقولون إن العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين وبين العالم الإسلامي والغرب هي لعبة يجب أن يكسبها جانب ويخسرها الجانب الآخر, وعندما يكون هناك تطرف نخسر جميعا. وأضاف أن التأكد من الفهم الجيد للإسلام واحترام المسلمين وعدم السماح بسيطرة الآراء المتطرفة والمتشددة هو بنفس الأهمية لبريطانيا ولهذه المنطقة من العالم, مشيرا إلي أن التأكد من عدم تصور الغرب كعدو لدود للإسلام هو أمر ذو أهمية وحيوي لنا جميعا. ولفت اسكويت إلي أن هذا المشروع قد مكن جامعات بريطانية مرموقة مثل كامبريدج وأدنبرة وليدز من بتطوير روابط مؤسسية مع جامعة الأزهر, معربا عن سعادته بالمشاركة في تسهيل إقامة الروابط بين الجاليات المسلمة البريطانية والأزهر التي ستقود إلي علاقة عميقة وطويلة الأمد ومثمرة. وقال بول سميث, رئيس المركز الثقافي البريطاني إن هذا المشروع الرائد يهدف إلي تعزيز فهم الثقافات الأخري, والتصدي لسوء الفهم المتزايد عن الإسلام في الغرب, خاصة في بريطانيا الذي ينتج عنه الانقسام بين مجتمعاتنا, موضحا أنه تم الاتفاق علي إقامة هذا المركز بالتعاون مع جامعة الأزهر وتوفير الموارد المالية بهدف تحسين التواصل فضلا عن توفير جودة تعلم اللغة الانجليزية لدعم مكانة جامعة الأزهر دوليا, مشيرا إلي استمرار هذا البرنامج في مرحلته الثانية.