ألقي إبرام لويس مؤسس رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسرى كلمته أمام الجمعية الدولية لحقوق الإنسان (ISHR) بألمانيا في أثناء اللقاء السنوي ال 42 لمناقشة حقوق الإنسان في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى "حقوق المرأة - حياة المرأة" من 4 - 6 أبريل 2014 "لويس" قال في كلمته: أرحب بكم جميعاً، ولكن قبل أن أرحب بكم, أعتذر لكم جميعاً علي عدم حضوري الذي له ما يبرره فهو غياب اضطراري دفعت إليه دفعاً لكي لا أحضر وأفضح بالمستندات وبالأمثلة الحية حالات الانتهاكات الصارخة لأبسط قواعد حقوق الإنسان من قبل الحكومات المتعاقبة في بلدي الحبيب والعزيز مصر. وأضاف: زادت تلك الحالات بعد اعتلاء "مرسي" وجماعته الإرهابية سدة الحكم، والتي صنفت فى مصر بأنها إرهابية ونأمل منكم ومن دولتكم تصنيفها باعتبارها جماعة إرهابية، أو علي الأقل مناقشة فسلفتها الظلامية والمنغلقة، كما فعل ديفيد كاميرون في بريطانيا.
وتابع: تحت يدي الآن ملفات لحالات لفتيات قاصرات مختفيات تتعدي ال"500 حالة"، بعضهن اختفين من شهور والبعض الآخر منذ سنوات. وقد توصلنا في "رابطة ضحايا الإختطاف والإختفاء القسري"، التي أسستها في العام 2010 إلي أن هذه الحالات للفتيات المختفيات لا يمكن إلا أن تكون ممنهجة ومنظمة.
وشرح "لويس": لا يمكن بأي حال، أو بأي منطق، أن يكون أولاً هذا العدد الكبير، وثانياً هذا التراخي الملحوظ من قبل الأجهزة الأمنية والقيادات المسؤولة، وثالثاً فتح المجال العام، سياسياً وثقافياً وإعلامياً للتيارات المتشددة والظلامية لكي تبث سمومها الفكرية ومعتقداتها المعادية لحقوق الإنسان، حتي نبتت تربة خصبة تغذي قيم التطرف والانعزال.
وأردف: رابعاً ما ترويه بعض الحالت القليلة التي عادت وقصت لنا حكايات تدمي لها العيون، وينحني لها جبين التضامن الدولي.. حكايات عبارة عن مزيج من التعذيب والترهيب وإهدار الكرامة الإنسانية وهتك العرض، حيث حكين كيف يتم التغرير بهن أولاً. وواصل: لاحظن أيتها السيدات المحترمات والسادة المحترمون، أنهن قاصرات تحت السن القانونية مابين 14 إلي 16 عاما طبعاً يتم ذلك قسراً وترهيباً، فضلاً عن أن أولئك الضحايا هن تحت السن لتغيير الدين والزواج بحسب القانون المصري، وبحسب المواثيق الدولية.
وأكمل "لويس": علي سبيل المثال وليس الحصر سارة إسحاق عبد الملك فتاة الضبعة14 عاماً، نادية مكرم مهني 14 عاماً تم تزويجها لرجل يبلغ من العمر 50 سنة بتواطؤ من الأجهزة الأمنية، ثم يتم إخفاؤهن لعدة شهور، ثم إذا كان أهل الضحية من المثابرين والمتصلين بمنظمات تهتم بحقوق الإنسان كرابطتنا، فيتم إعلان أن الضحية قد غيرت دينها وتم تزويجها، يتم الإعلان من قبل جماعات متطرفة ومعلومة لدي الجهات الأمنية.
وتساءل "لويس": أليس هذا اختطافا وإخفاءا قسريا وتقييداً للحرية واغتصاباً في عرف القانون الدولي وفي عرف دولكم أيضاً ؟! وقال: أود أن أشير فى عجالة إلي تقرير صحفي في جريدة " Le Figaro France" أجراه الصحفي جون مارك مع فتاة كانت مختطفة وهربت، وقد نشرت الصحيفة صورة للفتاة وقد أزال الخاطفون وشم الصليب من علي معصم يدها.
واستطرد: نحن مع حرية الإعتقاد وحرية اختيار شريك الحياة مادامت البيئة القانونية غالبة، وإلا فإننا لا يمكن أن نسمي ذلك إلا أنه اختطاف وليس أي تسمية أخري.
وقال: لكم أن تتخيلوا سيداتي وسادتي حجم المعاناة والآلآم التي يتعرض لها أفراد أسر الضحايا وخاصة الأب والأم. نحن دعاة حق ولسنا دعاة باطل.. نحن دعاة عدل وليس دعاة ظلم.. نحن دعاة تنوير وليس دعاة ظلامية وتجهيل.. نحن مع حرية الإعتقاد ولكننا في نفس الوقت مع حرية إطلاق السبايا.. نعم هن سبايا ومختطفات , ونحن لن نألو جهداً ولن يغمض لنا جفن حتي يعدن إلي أهلهن، معززات مكرمات - بحسب مفردات موروثونا الشعبي المصري الأصيل- وحتي يدان ويعاقب بأشد العقوبات القانونية المحلية والدولية، كل من دبر وخطط وقام بإخفاء وخطف أولئك الضحايا المظلومات والمغلوب علي أمرهن والقريبات إلي قلوبنا وعقولنا أيضا.