استقبل الرئيس عدلي منصور بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، نبيل فهمي، وزير الخارجية، حيث أكد سيادته على أهمية استمرار قيام سياسة مصر الخارجية على أسس من الندية والاحترام المتبادل، وأن تكون أكثر توازنا وديمقراطية، ولا تميل لطرف على حساب آخر، وإنما تُعلي مصلحة الوطن والمواطنين. كما أكد الرئيس خلال اللقاء - الذي تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية المرتبطة بالمصالح المصرية - على أهمية إيلاء اهتمام خاص بأوضاع المصريين المقيمين في الخارج، فضلاً عن الإعداد والتحضير الجيد لعقد الانتخابات الرئاسية بسفاراتنا في الخارج. كما استقبل الرئيس منصور بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، السيد/ جبران باسيل، وزير خارجية الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور نبيل فهمي، وزير الخارجية، والسفير د. خالد زيادة، سفير الجمهورية اللبنانية بالقاهرة. استهل المبعوث الرئاسي اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس اللبناني "ميشيل سليمان" للسيد الرئيس، ولمصر، دولة وشعبا، مشيداً بالدور المصري في مكافحة الإرهاب، ومواجهة الفكر المتطرف، حيث أكد أن مصر لا تتحمل عبء مكافحة الإرهاب دفاعا عن ذاتها فقط، وإنما هي تجنب المنطقة بأسرها تبعاته المدمرة. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس اللبناني، كما قدم سيادته التهنئة لوزير الخارجية اللبناني بمناسبة توليه منصبه الجديد، معربا عن تمنياته للحكومة اللبنانية بالتوفيق في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان والمنطقة بشكل عام، وعن تطلعنا لتجاوز الأطراف اللبنانية الأسباب التي تحول دون التوافق على بيان الحكومة حتى الآن للحصول على ثقة البرلمان. كما شدد سيادته على إدانة مصر للتفجيرات وحوادث الاغتيال التي شهدها لبنان مؤخراً. وعلى الصعيد الثنائي، أكد الرئيس على موقف مصر المساند للدولة اللبنانية ممثَلةً في مؤسساتها الدستورية، معرباً عن دعم مصر للحوار بين كافة الأطراف السياسية اللبنانية، وعن استعدادنا للقيام بتوظيف العلاقات المصرية المتوازنة مع كافة الأطراف اللبنانية لتحقيق الاستقرار في الداخل اللبناني، كما أشار سيادته إلى ترحيب مصر باستمرار التعاون البناء بين البلدين في مختلف المجالات والوصول بها إلى آفاق أرحب، ومستوى أكثر تميزاً، ولا سيما اِهتمامنا برفع مستوى المعاملات التجارية والاقتصادية الثنائية، وفتح كافة مجالات التعاون الاستثماري والمشروعات المشتركة بين الجانبين. وتطرق اللقاء إلى الوضع الداخلي في لبنان، لاسيما مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الحالي في 25 مايو المقبل، فضلاً عن تأثر الشأن اللبناني بالأزمة السورية، حيث نوّه السيد الرئيس إلى أهمية العمل على تجنيب لبنان مخاطر هذه الأزمة والابتعاد به عنها؛ وهو ما أمّن عليه "باسيل" مشيراً إلى أن الواقع اللبناني يتأثر إلى حد بعيد بالأوضاع في سوريا سلباً وإيجاباً، ليس فقط لاعتبارات الجوار الجغرافي، وإنما أيضاً بالنظر إلى التعددية الطائفية في لبنان. وعاود الرئيس التأكيد على ثوابت الموقف المصري إزاء سوريا، والحرص على التغيير السلمي الذي يحول دون سيطرة قوى الإرهاب على البلاد، ويحافظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها في أية تسويات يتم التوصل إليها مستقبلاً. كما استقبل الرئيس منصور بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، منصور نياس، المبعوث الخاص للرئيس السنغالي "ماكي سال"، وذلك بحضور السيد نبيل فهمي، وزير الخارجية، والسفير د. ممادو سال، سفير جمهورية السنغال بالقاهرة. واستهل المبعوث الرئاسي اللقاء بنقل ما وصفه برسالة تقدير وتضامن من الرئيس السنغالي "ماكي سال" لمصر، دولة وشعبا، مشيداً بالدعم المصري التاريخي للسنغال، وبالدور المحوري للأزهر الشريف في نشر التعليم والتنوير وقيم الإسلام السمحة في بلاده. ونقل المبعوث السنغالي خالص تعازي الرئيس "ماكي سال" والسنغال، دولة وشعبا، في ضحايا موجة الإرهاب التي تشهدها مصر، والتي حصدت أرواحا بريئة، متمنيا لشعب مصر أن ينعم بالأمن والاستقرار، ومعرباً عن دعم بلاده الكامل لاستئناف مصر لعضويتها في الاِتحاد الإفريقي. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس طلب من المبعوث السنغالي نقل شكره وتقديره إلى الرئيس السنغالي، على رسالة التضامن التي تلقاها من سيادته، والتي عكست عمق العلاقات التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أن مصر كانت أولى الدول اعترافاً باستقلال السنغال بعد فرنسا عام 1960، ومؤكدا على حرص مصر ما بعد ثلاثين يونيو، على علاقتها بالسنغال بصفة خاصة، وبروابطها بالدول الإفريقية بصفة عامة. وفي الشأن المصري، اِستعرض الرئيس الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار، باعتبارهما ركيزة أساسية للتقدم والتنمية. وعلى الصعيد الثنائي، أعرب سيادته عن تطلعنا إلى تعزيز كافة جوانب العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، منوهاً إلى أهمية تكثيف علاقات التبادل التجاري والاستثمار بين مصر والسنغال، التي تعد إحدى أهم دول إقليم غرب إفريقيا، كما رحب بالدعوة التي تلقاها من نظيره السنغالي لمشاركة مصر في قمة منظمة الفرانكفونية، التي ستعقد بداكار في نوفمبر المقبل، معرباً عن ثقته في حرص الرئيس المصري الجديد على تلبيتها. كما أشاد الرئيس بالتنسيق القائم بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية المختلفة ولاسيما الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وتجمع الساحل والصحراء، فضلاً عن مبادرة "النيباد" للتنمية في أفريقيا التي يتولى الرئيس السنغالي "ماكي سال" رئاستها حالياً. وتطرق الرئيس إلى أهمية حشد الجهود على المستوى القاري لمكافحة الإرهاب وعمليات الاتجار بالمخدرات والبشر وعمليات القرصنة، مشيراً إلى اعتزام مصر الإسهام في بعثة الأممالمتحدة في مالي بوحدة طبية، وذلك التزاماً منها بالمساهمة في إقرار السلام والاستقرار في منطقة غرب إفريقيا الحيوية، كما أشاد سيادته بالدور السنغالي في تسوية الأزمة في مالي، حيث كانت السنغال من أوائل الدول التي شاركت بقواتها في القوة الإفريقية التي قامت بتحرير شمال مالي من سيطرة التنظيمات المتطرفة والجماعات المسلحة.