أشاد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية فى كلمته اليوم خلال الاجتماع المشترك بين جامعة الدول العربية واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف التابعة للأمم المتحدة احتفالاً بعام 2014 عاماً دولياًللتضامن مع الشعب الفلسطيني بالجهود التي تبذلها اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية لافتا الى أن جتماع اليوم يأتي تفعيلاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار عام 2014 عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ويأتي هذا القرار تعزيزاً للثقة والالتزام الدولي بعدالة القضية الفلسطينية والتي لم تنل سنوات الاحتلال والتشريد من عزيمة هذا الشعب على المضي قدماً في نضاله المشروع من أجل نيل كافة حقوقه المشروعة التي تضمنها ميثاق الأممالمتحدة ومقاصده وكافة قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
وقال إن اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف تتولى مسئولية المحافظة على حقوق شعب فلسطين وقد شكلتها الأممالمتحدة منذ فترة طويلة وتستحق منا جميعاً الدعم لمواصلة جهودها المقدرة التي نثمنها كثيراً في الجامعة العربية عن طريق المحافظة على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل وفي مواجهة سياسة الاستيطان التي تخالف الاتفاقيات الدولية وكذلك تتعارض مع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأشار الى إلى أهمية المغزى السياسي لتعامل المجتمع الدولي مع فلسطين سياسياً وقانونياً كدولة بغض النظر عن نوع عضويتها في الأممالمتحدة الدولة كاملة العضوية أو دولة مراقبة لأن المهم هنا هو الدولة، المجتمع الدولي عندما أصدر القرار من الجمعية العامة في التاسع والعشرين من نوفمبر من عام 2012 ذكر انها الدولة وبالتالي أصبحت أراضيها تحت الاحتلال دولة تحت الاحتلال فالقرار الدولي برفع مركز فلسطين أكد أنها أصبحت دولة واقعة تحت الاحتلال كما ان قاعدة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين إنما تعني شمولها لكل الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب يونيو من عام 1967 بما فيها القدسالشرقية وهي مدينة تحت الاحتلال مثل باقي مدن الضفة الغربية ومثل غزة التي لا تزال أمام القانون الدولي اسرائيل تحتلها مشيرا الى أن مسئولية الأممالمتحدة بشأن فلسطين قائمة ومستمرة لأنها تنبع من قرارات إلزامية من الأجهزة المعنية ولا شك أن إنشاء هذه اللجنة يحدث هذا الإلزام الدولي لافتاالى أن تنظيم الاحتلال يتم طبقاً لاتفاقيات جنيف عام 1949 وهي اتفاقيات ملزمة لجميع الدول، فعندما يتحدث قرار من الأممالمتحدة، من الجمعية العامة أو من مجلس الأمن يتحدث عن تنفيذ هذه الالتزامات، فإن هذا القرار يعتبر ملزماً . السيدات والسادة،
وأكد أن جامعة الدول العربية قد دعمت الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي السيد جون كيري بهدف نبذ سياسة إدارة النزاع والعمل على إنهاء هذا النزاع الذي استمر أكثر من ستة عقود وفي فترة زمنية محددة وطبقاً لقواعد الشرعية الدولية لكن ممارسات ومواقف إسرائيل المتعنتة قد تؤدي إلى عدم نجاح هذه المفاوضات ونسف كافة الجهود الرامية لإنهاء هذا الصراع والتساؤل الآن ماذا لو فشل كيري في التوصل إلى إنهاء النزاع هل هناك خيارات أخرى يمكن لفلسطين ويمكن للعرب ويمكن لكل أصدقاء فلسطين أن يلجئوا إليها؟ في نظري الاجابة هي نعم.. هناك عدة خيارات أمام فلسطين منها الخيار التقليدي مثل الالتجاء إلى مجلس الأمن والأجهزة الدولية طلب عقد مؤتمر دولي وللعلم فإن المؤتمر الدولي الخاص باحتلال إسرائيل للأراضي العربية عام 1960 عقد في ديسمبر من عام 1973 لمدة يوم ونصف ثم انفض الاجتماع ولم يتم عقده مرة أخرى ويمكن بالطبع لفلسطين أن تطلب عقده مرة أخرى لأنه يتعلق بالانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967.
وقال إن هناك أيضا أبواب أخرى لم تطرق من قبل وربما يجب طرقها الآن لإحكام الحصار حول إسرائيل بالتركيز على أن الاحتلال الاسرائيلي يمثل آخر معاقل الأبارتايد والاستعمار في القرن الواحد والعشرين وهناك أيضاً موضوع أخر ونقطة الانطلاق هنا هي الحملة التي بدأت بالفعل في عدة دول أوروبية وفي الولاياتالمتحدة أيضاً ويطلق عليها BDS (Boycott, Disinvestment and Sanctions)، وهي تهدف إلى دفع الدول والمؤسسات إلى عدم الإقدام على أي استثمار في أي مشروع اسرائيلي يعمل في الأراضي المحتلة، ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية التي تأتي من هذه الأراضي لافتا الى أن هذه الحملة قد بدأت في التأثير على الاقتصاد الاسرائيلي بالفعل كذلك في هذا السياق لابد الإشارة إلى القواعد الإرشادية guidelines التي أقرها الاتحاد الاوروبي وبدأ العمل بها منذ يناير هذا العام والتي تقضي بعدم تطبيق القواعد التفضيلية التي تطبق على القواعد الإسرائيلية يما يتعلق بالبضائع التي تأتي من الأراضي المحتلة.
وأوضح أن هناك أساليب أخرى منها موضوع تم إثارته عدة مرات في الماضي وان كان لم يتبع بطريقة فعالة وهو تعلق بما يطلق عليه المقاومة السلمية على طريقة المهاتما غاندي الذي استخدمها في الهند وتخلصت الهند من الاحتلال البريطاني هناك عدة امور يمكن التفكير فيها ولكن في الوقت الحالي أعتقد أن الدفع يجب أن يكون في سبيل انهاء هذا النزاع عن طريق المفاوضات التي تدور الآن مؤكدا انه قد حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله كي يعيش كبقية شعوب الأرض حراً فوق أرضه ووطنه المستقل وحان الوقت لأن يعمل المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف المشروع ويعلى صوت الحق والعدل والقيم والمبادئ المنصوص عليها في جميع المواثيق الدولية.
وأكد على الموقف العربي المتمسك بقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وتكون القدسالشرقية هي عاصمة دولة فلسطين وجزء لا يتجزأ من أراضيها هو هدف سوف تسعى جميع الدول العربية وتسعى جميع الدول المحبة للسلام لتحقيقه في أقرب فرصة.