المعلق هو الذي ينطق المباراة, هو الذي يحولها من مجرد ألعاب وحركات صامتة إلي قصيدة أحيانا وإلي أغنية أحيانا أو صورة من الخيال الرائع أحيانا أخري, أو إلي معلومة تنقلنا إلي زمن بعيد أو قريب هذا ماجسد به الكاتب والإذاعي الكبير فاروق شوشة المعلق الرياضي.. وهو نفسه الخيط الذي التقطه الزميل أشرف محمود ليقدم أول كتاب عن التعليق الرياضي ليثري المكتبة الرياضية الفقيرة جدا بوليد جديد. ولعل أشرف محمود لخص حكايته مع هذا الكتاب والدوافع التي جعلته يقدم عليه في مقدمة قال فيها: إذا كان حكم كرة القدم يقوم بعمل القضاء الواقف داخل الملعب بالفصل بين متنافسين ملتزما بقانون وأحكام اللعبة فإن التعليق الرياضي مثل القضاء الجالس الذي يقوم بالوصف والتعليق علي الأحداث التي تجري داخل الملعب بين فريقين ملتزما بالحياد والموضوعية والضمير المهني في آرائه علي اداء الفريقين المتباريين.. وما بين اللاعب والكبائن تكمن متعة الساحرة المستديرة. وبهذه المقدمة يضع أشرف محمود يده علي موضع الداء من التعليق الرياضي, ألا وهو حساسية دور المعلق الرياضي الذي لا رقيب عليه إلا ضميره المهني خاصة أن كرة القدم لم تعد تلك اللعبة البسيطة التي يتعامل معها كثيرون للاستمتاع فقط, أنما أصبحت تساوي وزنها ذهبا, وتقدر ميزانيتها بالمليارات.. عموما الكتاب جاء في موعده ليلفت النظر الي ان هناك مهنة مقدسة اسمها التعليق الرياضي يجب ألا تفتح بابها علي مصراعيه لكل من يزعق ويصرخ وينحاز ويدفع المتابعين الي غلق الصوت! [email protected]