أقامت اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب برئاسة محمد عبدالحافظ ناصف أمس مؤتمرا عن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة جاءت الجلسة الافتتاحية بعنوان أنور عكاشة رائدا للدراما التليفزيونية أدارها الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف الذي عرف أسامة, فقال: ولد أسامة في طنطا وعاشت أسرته في كفر الشيخ ثم اتخذ من الإسكندرية وطنا له وكأن روحه لم تكن لتكتمل إلا بلمسات تلك الأماكن التي شكلت تكوينه, وأضاف ناصف لاشك أن أكثر من خمسين عملا دراميا للتليفزيون والسينما كفيلة بأن تؤكد ريادته لفن الدراما ومع هذا فإن عشق الرواية ظل عالقا بقلبه وكان الباب العالي الذي دخل منه للدراما التليفزيونية. ثم تحدث السينارست محمد السيد عيد قائلا: عندما قامت ثورة يوليو كان سن أسامة11 عاما ولهذا كان جيله كله جيل الثورة الذي أدرك الدنيا حين وجد جمال عبدالناصر يقود وسمع عن الجلاء ومعركة56 وشاهد الإصلاح الزراعي وسمع جمال عبدالناصر وهو يقول سنقاتل.. سنقاتل.. هذه الصيحات التي ألهبت حماس الجماهير وقد كانت هذه أشياء مهمة شكلت إدراك جيلنا وكونت رؤيتنا للمجتمع وعرفنا أن الاشتراكية هي السبيل الوحيد لتحقيق عدالة اجتماعية. فيما قال محمد سلماوي عن أسامة: إنه لم يكن يؤرخ للجانب الاجتماعي من خلال أعماله وإنما كان يؤرخ به. فقد كان يكتب ولديه حنين إلي الماضي وظهر هذا عندما كتب عن ثورة يوليو والمجتمع الذي أنشأته والذي لم يعد موجودا الآن وظلت مسلسلاته الأكثر تعبيرا, وقد قال ذات مرة في جلسة جمعتني ونجيب محفوظ وهو لولا قراءتي للثلاثية ما كتبت حرفا واحدا للتليفزيون, وبالجلسة الثانية التي أدارها الدكتور مدحت الجيار الذي أكد أن كتابة أسامة لمجموعاته القصصية ورواياته جاء ليقول من خلالها إنه موجود يكتب الأدب وليس السيناريو فقط. وأضاف الناقد قاسم مسعد عليوة إن أسامة اتسمت سيناريوهاته بانتمائها إلي الشعب المصري وتبنت تطلعات طبقته الوسطي نحو العدل والحرية وقد اهتم بما يمكن تسميته بالفساد الدرامي, فكتب سيناريوهات تقدم المتعة والتسلية جنبا إلي جنب الإفادة الذهنية وقد كان أحد أهم من كتبوا سيناريوهات الدراما التليفزيونية في أجزاء في الوطن العربي. وقال الدكتور يسري العزب المتابع لمواقف عكاشة الفكرية يجد من خلال مقالاته وآرائه الشفوية في المنتديات أن هذا الرجل لا يمكن أن تناقش معه عملية العمل أو التأليف الجماعي, كما اتهموه من قبل إذ كان أديبا وصاحب موقف ولا يمكن أن يسمح لنفسه أن يشاركه آخر مهما كان حجمه. أما الجلسة الثانية والأخيرة فقد تضمنت علاقة أسامة أنور عكاشة بالمسرح وقد أدار هذه الجلسة الكاتب محمود نسيم الذي أكد أن تجربة عكاشة تعد تجربة قاتلة وإبداعاته لا حصر لها ومنها كتابته للمسرح فقد كتب عددا من المسرحيات منها أربع مسرحيات قامت الدولة بإنتاجها وقد كانت عروضا متميزة حصدت كما هائلا من النقد والاهتمام. وأضاف الكاتب عبدالغني داود: لقد بدأ أسامة كتابة المسرح عام1990 وكان وقتها قد حقق نجاحات كبيرة في الدراما التليفزيونية فالتقي بجلال الشرقاوي عام90 وبنفس العام قدم مسرحية البحر بيضحك ليه مستغلا أبطال مسلسل ليالي الحلمية, ولكن العرض لم يحقق النجاح المطلوب لأن موضوع المسرحية أكثر جدية فأعاد أسامة النظر في تجربته المسرحية وظل صامتا لسنوات, ولكن كان المسرح يغازل أحلامه فكتب بعد ثمان سنوات مسرحية الناس اللي تحت وقد أعجب بها الجمهور ثم بعدها بعامين قدم له المسرح الحديث مسرحية في عز الظهر ثم ليلة14 وولاد الذين لقد كتب أسامة ست مسرحيات علي مدار17 عاما, ولكنه لم يستطع من خلال المسرح أن يتجاوز تميزه في الكتابة الدرامية.