أنا مع كاتبنا الكبير خيري شلبي في قوله بجريدة الأسبوع(25 يونيو2010 نحن الكتاب جميعا كبارا وصغارا مدينون لمكتبة الأسرة بالفضل في توصيلنا إلي مناطق بعيدة جدا من أنحاء مصر لم نكن نحلم بالوصول إليها عن طريق دور النشر التقليدية وان مشروع القراءة للجميع يعتبر حدثا تاريخيا مهما ليس في تاريخ الثقافة العربية كلها بل في تاريخ الكتاب أنفسهم. لم يسبق لي شخصيا أن نشرت كتابا واحدا في مكتبة الأسرة وحالي مثل حال أي من المواطنين وأفراد العائلات الذين تمكنوا بفضل مشروع القراءة للجميع من امتلاك صفوة أمهات الكتب في شتي فروع المعرفة. موسوعات و سلاسل و مجلدات بأسعار زهيدة في متناول الكل وفي يد الكل. لا أظن أن هناك مشروعا قد تكون الأغلبية أجمعت عليه و لم تختلف حوله خلال العشرين سنة الأخيرة بقدر القراءة للجميع. لا أظن أن هناك مشروعا وصل إلي البيت والمدرسة والمكتبة ويد الصغير والكبير مثلما القراءة للجميع. لا أظن أن هناك مشروعا أسهم في بناء الإنسان والعقل المصري خلال العشرين سنه الأخيرة بقدر القراءة للجميع. اعتقد انه لا يوجد من يستحق التكريم أكثر من القائمين علي رعاية و إدارة هذا المشروع. نشهد في مناسبات عدة تحيات ومظاهر شكر متعددة للقائمين علي هذا المشروع إنما التكريم أصبح واجبا لكل من رعي و ساهم بجهد فيه. في البال الراحل الكبير الدكتور سمير سرحان وقد ظل ركنا أساسيا في تأسيس القراءة للجميع.في البال أيضا الدكتور فوزي فهمي الذي يترأس حاليا إدارة القراءة للجميع باقتدار وخبرة وعلم و تمكن. الشخصيات التي تستحق التكريم عديدة إنما في مقدمة كل هؤلاء تأتي السيدة سوزان مبارك صاحبة هذا المشروع وخيمته ووتده. لولاها لما تمكن مشروع بهذا الحجم الضخم من الاستمرار والانتظام طوال عشرين عاما وفي المستقبل إن شاء الله.اعرف أن البعض قد يرحب بتكريم هذه الشخصية أو تلك لكنه قد يتوقف عند شخصية السيدة سوزان مبارك. أكاد اسمع صوتا أو بعض أصوات تقول: هل لأنها قرينة رئيس الجمهورية ؟ لا.. ليس لأنها زوجة الرئيس.. بل لأنها قائدة و راعية وصاحبة القراءة للجميع الذي يعترف بفضله وجدارته الجميع. لا.. ليس لأنها السيدة الأولي.. بل لان جهدها في خدمة المجتمع منبعه القناعة الذاتية والدراسة والعلم وتطبيقه وأن نشاطها في هذا الشأن ارتبط دائما بموضوع رسالة الماجستير التي حصلت عليها في تنمية المجتمعات سعيا منها لتطبيق ما درسته علي ارض الواقع وإثبات أن الدراسات العلمية لا ينبغي أن تكون مجرد مجلدات علي الأرفف تتزين بها مكتبات الجامعة أو يتزين بها صاحبها من قبيل الوجاهة الشخصية. شاهدي علي هذا خدمتها العملية في المحليات منذ سنوات بعيدة قبل أن يكون مبارك رئيسا للجمهورية. لعلنا نذكر الآن مشروع تطوير المكتبات المدرسية في الإحياء الشعبية و قد بدأته السيدة سوزان مبارك من خلال جمعية تنمية خدمات حي مصر الجديدة التي تم تأسيسها عام1977 اي قبل أن تكون السيدة الأولي بأربع سنوات. الشاهد أن العام العشرين للقراءة للجميع مناسبة جيدة لتكريم قائدة المشروع و صاحب كل جهد و إسهام فيه. تكريم إن بادرت به الدولة فهو واجب مستحق وقد يكون اشد وجوبا إن بادرت به أطراف المجتمع المدني والناشرون والكتاب و المثقفون والمكتبات علي أنواعها و عموم القراء والمستفيدون من هذا المشروع القومي الناجح.